من قتل هفرين خلف؟ تضارب الأخبار بشأن مقتل السياسية الكردية

عمان1:يتداول نشطاء على تويتر بكثافة مقطع فيديو قالوا إنه يظهر جثة الأمينة العامة لحزب "سوريا المستقبل" هفرين خلف وقد غطتها الأتربة والحجارة.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية ، قد أعلنت مقتل هفرين خلف، في انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارتها على الطريق الدولي الذي يربط حلب بالقامشلي شمالي سوريا يوم السبت 12 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال حزب "مستقبل سوريا" في بيان إن "هفرين كانت متوجهة إلى عملها في مدينة الرقة عندما وقع الهجوم الذي قتل فيه أيضا سائقها وأحد مساعديها".
واتهم الحزب القوات المدعومة من تركيا بقتل هفرين لأنها انتقدت التوغل التركي في سوريا ووصفته بأنه "عمل إجرامي مخالف للقوانين الدولية" .
لكن المتحدث باسم الجيش الوطني السوري المعارض المدعوم من تركيا نفي ذلك قائلا إن قواته لم تصل إلى الطريق، المسمى "إم فور"، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
من جهة أخرى، يتداول نشطاء أكراد وعرب روايات متضاربة حول مقتل هفرين. وتتحدث إحداها عن إعدام السياسية الكردية ومرافقيها رميا بالرصاص بعد اعتراض سيارتهم.
ويدعم هؤلاء المغردون كلامهم بمقطع فيديو يقولون إنه "يظهر مقاتلين سوريين موالين لتركيا وهم ينكلون بجثة هفرين".
وتفاعل مغردون عرب مع خبر وفاة هفرين بحسب توجهاتهم ومواقفهم من سياسات أنقرة.
فقد أدان كثيرون مقتل القيادية الكردية ووصفوها بالشهيدة، داعين في الوقت ذاته المجتمع الدولي إلى التدخل حماية للأكراد.
في المقابل، قال آخرون إن هفرين كانت عضوا في الذراع السياسي لمنظمة "إرهابية".
وفي مارس 2018، انتخبت أمينة عامة لحزب "سوريا المستقبل" المقرب من قوات سوريا الديمقراطية.
ويعرف الحزب نفسه بأنه حزب ديمقراطي يدعو إلى "إبراز الهوية الوطنية السورية بوصفها هوية متعددة القوميات والأديان والثقافات".
وتأتي وفاة خلف بالتزامن مع عملية " نبع السلام" العسكرية التي تشنها تركيا ضد مسلحين أكراد في شمالي سوريا منذ يوم الأربعاء.
تباين عربي
وكانت العملية العسكرية التركية حاضرة بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي العربية التي شهدت حرب وسوم بين مؤيدين ومعارضين لها.
ويصف صحافيون وكتاب عرب على تويتر العملية بالقذرة. ويرون أن أردوغان "كان مجبرا على هذا الحل العسكري لتحقيق جملة من الانتصارات السياسية بعد الهزيمة التي مني بها حزبه في الانتخابات المحلية".
في حين، يدافع صحافيون آخرون عن "قرار أردوغان بشن عملية عسكرية من أجل حماية حدوده بلاده من المسلحين الأكراد ويعتبرونها حقا مشروعا".
وعبر فريق من المغردين العرب عن استيائهم الشديد من العملية التركية مبدين تعاطفهم مع الأكراد.
وحملوا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مسؤولية "ما يحدث للأكراد من مجازر"، على حد تعبيرهم.
وجاء هذا الكلام متسقا مع بيان جامعة الدول العربية، الصادر في 12 أكتوبر/تشرين الأول، الذي أدان العملية التركية باعتبارها "خرقا واضحا لميثاق الأمم المتحدة".
وحملت الجامعة أنقرة مسؤولية "انتشار الإرهاب في المنطقة"، وقررت إعادة النظر في اتفاقيات التعاون معها.
وعلى الفور، انتشر وسم #الجامعة_العربية_لاتمثلني، الذي عكس تباينا في الآراء حول البيان التنديدي للجامعة.
في المقابل، وصف آخرون البيان بالإنتقائي، متسائلين عن توقيت صدوره الآن في حين لم يظهر أي استنكار طيلة ثماني سنوات للتدخل الإيراني والروسي والأمريكي في سوريا.
ويرى هؤلاء المغردون أن موقف الجامعة العربية انعكاس لسياسات الأنظمة العربية، على حد تعبيرهم.
وهجر أكثر من 100 ألف سوري المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد شمالي البلاد منذ بدء تركيا عمليتها العسكرية في المنطقة، لكن التقديرات الكردية الرسمية في المنطقة تشير إلى ضعف هذا الرقم.