عمان1:أثار ظهور الرئيس الأسبق حسني مبارك أمس جدلا هائلا في عالمي السياسة والصحافة، واختلفت ردود الأفعال عليه اختلافا كبيرا.
حديث مبارك اعتبره البعض شهادة زور ، وعده آخرون ضربة معلم وضعت النقاط فوق الحروف.
عسكري ناجح وسياسي فاشل !
السفير عبد الله الأشعل رحب بذكريات مبارك عن حرب أكتوبر ،مشيرا إلى أنه كان عسكريا ناجحا ولكنه لايصلح للحكم.
وتابع الأشعل: “وليته يعترف بذلك فكل ميسر لما خلق له وليته يفخر بأنه ينتمي إلى شعب قدّر دوره العسكري وثار على حكمه وليته يعتذر عن فشله السياسي حتي يحتفظ بنجاحه كعسكري.”.
واختتم الأشعل قائلا: “أرفض استغلال تاريخ الرجل من كل الاتجاهات وانا شديد الأسف لاي حاكم يعرّض نفسه للاهانة رغم النذر ولايليق ان تكون مكافأته على وظيفته العسكرية التي يتقاضي عليها اجرا ان يتولى حكم مصر عن ضربة جوية واحدة وبرر هيكل لكل الحكام شرعية حكمهم”.
كبير
محمد علي إبراهيم رئيس تحرير الجمهورية الأسبق قال إن مبارك أعاد بحديثه الاعتبار لكل قادة اكتوبر..واعترف بفضل السادات..وفند مزاعم الثغرة .
واختتم إبراهيم قائلا: “كبير قوي وعظيم يانسر”.
العبارة الملغومة عن الجيش في ذات السياق أثار كلام مبارك عن هزيمة 67 وقوله إن الشعب فقد ثقته في الجيش، جدلا هائلا، وتساءل الكثيرون عن الرسالة التي أراد مبارك إيصالها بهذا الكلام غير المسبوق عن علاقة الشعب بالجيش، وهي العلاقة التي يتم الترويج بأنها علاقة شبه مقدسة قائمة على الاحترام والتقدير المتبادل.
أحمد خزيم صب جام غضبه على مبارك، مشيرا إلى أنه يصر على أن ينهى حياته على شهادة الزور، اللي زور تاريخ حرب أكتوبر فى صورة البانوراما على بساطتها وحبس رئيس اركانه وقائده نقول له: “سيظل سعد الدين الشاذلي بطل من ابطال مصر الوطنين الشرفاء و سيظل مبارك مزور وكاذب مدعي لغير الحقيقة”.
جنازة عسكرية
برأي مؤمن سيد فإن أغلب الظن أن مبارك خرج في هذا التوقيت ليستعطف الشعب كونه قائدا في حرب أكتوبر ، وتكريمه بعد موته بجنازة عسكرية تليق به كقائد عسكري في حرب أكتوبر .
واستبعد سيد أن تقام لمبارك جنازة عسكرية بسبب الحكم القضائي عليه وادانته.
تيران وصنافير وكتمان الشهادة!
التساؤل الآن الذي يفرض نفسه: لماذا كتم مبارك الشهادة ولم يتحدث عن جزيرتي تيران وصنافير وهو الذي صال وجال، ولجأ إلى التحكيم الدولي لإعادة كل ذرة تراب الى الوطن، وآخرها(طابا ) ولم يفرط في تراب الوطن.
التساؤل الآخر: أما وأن تحدث مبارك على الملأ، أي طريق يختاره الآن وهو مدبر عن الحياة، ومقبل على الآخرة: هل يواصل الحديث، ويسجل شهادة للتاريخ حول جزيرتي تيران وصنافير،أم يؤثر الصمت، ويكتم الشهادة، ومن يكتمها فإنه آثم قلبه!