عمان1:ظل آلاف المحتجين العراقيين في ساحة التحرير بوسط العاصمة بغداد الأحد 27 أكتوبر/تشرين الأول 2019، في تحد لحملة أمنية دامية راح ضحيتها العشرات خلال اليومين الماضيين ومداهمة نفذتها قوات الأمن أثناء الليل لتفريقهم.
وأقام شبان حواجز على جسر يؤدي إلى المنطقة الخضراء المحصنة بالمدينة لتفصلهم عن قوات الأمن التي واصلت إلقاء عبوات الغاز المسيل للدموع باتجاههم.
وبلغت حصيلة قتلى المظاهرات الاحتجاجية في العراق خلال الأيام الثلاثة الماضية 74 متظاهرا، بحسب ما أعلنته المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق .
وأضافت المفوضية في بيان لها اليوم الإثنين، أن أغلب حالات القتل جاءت نتيجة الإصابة بطلق ناري خلال التصادمات بين المتظاهرين وأفراد حماية المقرات الحزبية عند محاولة الدخول إليها، إضافة إلى حالات الاختناق بسبب الغازات المسيلة للدموع.
وأوضح البيان أن هذه الحصيلة هي للفترة من 25 إلى 27 من الشهر الجاري، فيما بلغ عدد المصابين 3654 شخصا أغلبها بسبب الغازات المسيلة للدموع، فيما بلغ عدد المعتقلين 158 شخصا أطلق سراح 123 منهم ولا يزال 35 شخصا قيد الاعتقال.
وأنهت الاضطرابات استقراراً نسبياً استمر نحو عامين في العراق الذي شهد احتلالاً أجنبياً في الفترة بين 2003 و 2017 وحرباً أهلية وصعود تنظيم داعش.
وتشكل التطورات أكبر تحد لعبدالمهدي منذ توليه السلطة قبل عام. ورغم تعهد رئيس الوزراء بإصلاحات وقراره إجراء تغيير وزاري موسع، فإنه يواجه صعوبات حتى الآن في تهدئة سخط المحتجين.
وبدأت التصدعات تظهر في التحالفات السياسية الداعمة للحكومة الائتلافية الهشة مما يجعل زعامة عبدالمهدي غير مستقرة على نحو متزايد.