مئات يقتحمون الأقصى ويؤدون صلوات تلمودية في باحاته

عمان 1 : اقتحم مئات المستوطنين اليهود، صباح أمس الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى المبارك في القدس، بحماية شرطة الاحتلال. وسمحت شرطة الاحتلال لمئات المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى من باب المغاربة في ثاني أيام "عيد الأنوار" العبري "الحانوكاه"، وسط تأمين الحماية لهم من خلال نشر عناصر من القوات الخاصة المسلّحة في الباحات.
وكانت الاقتحامات، التي تقدمها المتطرف يهودا غليك، مكثّفة بسبب دعوات جماعات ومنظمات "الهيكل" المزعوم لاقتحام المسجد الأقصى خلال أيام عيدهم، وسط تشديد إجراءات الدخول للمسلمين للمسجد الأقصى من خلال احتجاز الهويات عند الأبواب لعدد من المصلين. وأدى المستوطنون في الباحات صلواتهم وطقوسهم التلمودية واستمعوا إلى شروحات حول "الهيكل" المزعوم.
ودعت منظمة "نساء لأجل الهيكل"، و"طلاب لأجل الهيكل"، و"برنامج هليبا" التوراتي و"اتحاد منظمات الهيكل" لتنفيذ سلسلة من الاقتحامات الأقصى طوال أيام "عيد الأنوار" حتى نهاية الأسبوع الجاري. ويعد "الحانوكاه" بحسب الموروث اليهودي من أكثر الأعياد ارتباطًا بـ"الهيكل" المزعوم لذلك فهو أكثر الأعياد والمواسم اليهودية ربطًا بالمسجد الأقصى من ناحية القصة والرواية التوراتية.
إلى ذلك، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس الثلاثاء، حملة اعتقالات واسعة في مختلف أنحاء الضفة الغربية والقدس المحتلتيْن، طالت 30 مواطنًا فلسطينيًا، من بينهم طلبة جامعيون والقيادي أحمد قطامش في "الجبهة الشعبية"، عقب دهم منازلهم وتفتيشها؛ قبل أن تقوم بنقلهم لجهات غير معلومة.
وطالت الاعتقالات ستة مواطنين على الأقل، بينهم طالبيْن من جامعة "بيرزيت" (شمالي رام الله)، وقياديا وكاتبا، خلال اقتحامها مدينتي رام الله والبيرة (شمالا)، وبلدتي "بيتونيا" و"سلواد"، وسط اندلاع مواجهات مع عشرات الشبان لم تسفر عن إصابات.
وهدمت جرافات بلدية الاحتلال في القدس فجر أمس، منزلين تعود ملكيتهما لعائلة شقيرات في بلدة جبل المكبر في حي "خلة عبد"، وذلك بذريعة البناء دون ترخيص. وأفاد شهود عيان، بأن جرافات تابعة لبلدية الاحتلال في القدس تساندها قوة معززة من شرطة الاحتلال، اقتحمت "خلة عبد" في بلدة المكبر ساعات الفجر، وشرعت بهدم منزلين تعود ملكيتهما لعائلة شقيرات، وذلك بحجة البناء غير المرخص.
كما أخطرت بلدية الاحتلال جمال عطا عليان من بلدة العيسوية، الإثنين، بهدم منزله، لنفس الذريعة.
وتواصل سلطات الاحتلال التضييق على الفلسطينيين في جبل المكبر بالهدم والإخطارات ومصادرة أراضيهم، وذلك لصالح توسيع مستوطنة "نوف زهاف" المقامة على أراضي المقدسيين في جبل المكبر، إذ يتم بناء 600 وحدة استيطانية جديدة تضاف لـ350 كانت مقررة وفق مخطط مصدق عليه من قبل اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء التابعة لبلدية الاحتلال.  ويتهدد الهدم 57 منزلا يقطنها خمسمائة مقدسي في بلدة جبل المكبر مع بدء سلطات الاحتلال أعمال الحفريات لتنفيذ مشروع "الشارع الأميركي" الذي سيقام على أنقاض منازلهم، ويعد أحد مقاطع ما يسمى بـ"شارع الطوق". وطرحت لجنة التخطيط والبناء مخطط شارع الطوق بالقدس قبل عشرة أعوام، ويشمل المخطط المدينة المقدسة بشطريها الشرقي والغربي، ويعد المقطع الأوسط من الشارع هو الأضخم، ويمتد على طول 11.5 كيلومترا مع عرض وارتداد يصل إلى سبعين مترا. وسيؤدي الشارع، إلى مصادرة نحو 1200 دونم من أصحابها الفلسطينيين، كونه سيمر على طول أحياء: الصلعة، وجعابيص، وبشير، وشقيرات، والقنبر، وحي المدارس، وأم ليسون، وصور باهر، وجبل المكبر، بالإضافة إلى مناطق شرقي القدس كأبو ديس والسواحرة الشرقية والشيخ سعد.
وسيخدم الشارع المذكور المستوطنات والإسرائيليين فقط، ويهدف إلى تطوير وتقوية المستوطنات في منطقة شرق القدس والضفة الغربية، وربطها المباشر بشوارع القدس. كما باشرت جرافات الاحتلال صباح أمس، أعمال تجريف لتوسعة مستوطنتي "شيلو" و"شفوت راحيل"، المقامتين على أراضي قرى جالود وقريوت وقصرة جنوب نابلس.
وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، غسان دغلس، لوكالة "وفا"، إن المستوطنين باشروا أعمال تجريف واسعة لبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية لتوسيع مستوطنة "شفوت راحيل"، في حوض رقم 13 موقع "الخفافيش" من أراضي قرية جالود. وتوغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، تُرافقها جرافات عسكرية ضخمة، أمس وسط قطاع غزة وقامت بأعمال تجريف في المكان. وتوغلت الجرافات شرقي بلدة "بيت حانون" إلى الشمال من قطاع غزة، وقامت بأعمال تجريف وتسوية في أراضي المواطنين الفلسطينيين.
في سياق آخر، تواصل سلطات الاحتلال الاسرائيلي منع المسيحيين في غزة غزة من الحصول على تصاريح للوصول الى الاماكن المقدسة في بيت لحم والقدس والناصرة.
وقالت الكنيسة الارثوذكسية بغزة ان سلطات الاحتلال وافقت على السماح لـ 55 من مسيحيي قطاع غزة لدخول الضفة الغربية والقدس بالتزامن مع احتفالات عيد الميلاد.
وأوضحت الكنيسة على لسان مصدر مسؤول فيها ان من بين 600 طلب قدمت لاسرائيل وافقت سلطات الاحتلال على السماح لثلاثة اطفال و47 تجاوز عمرهم الستين اضافة الى خمسة مواطنين بين العمرين. وكانت سلطات الاحتلال زعمت انها وافقت على منح التصاريح اللازمة للمسيحيين في غزة للمشاركة في أعياد الميلاد.
في موضوع آخر، وعقب قرار محكمة العدل الدولية اجراء تحقيق في ارتكاب اسرائيل جرائم حرب في فلسطين، قالت صحيفة يديعوت احرنوت انه تقرر تجميد خطط فرض السيادة الاسرائيلية على وادي الاردن خشية من تحرك جديد لمدعية المحكمة الجنائية فاتو بنسودا.
واضافت الصحيفة انه تم إلغاء اجتماع الفريق المشترك بين الوزارات الاسرائيلية لبحث ضم وادي الاردن وتقرر تجميد مخططات الضم.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو شكل لجنة مشتركة بين الوزارات لتشجيع ضم وادي الأردن. لكن الان وعقب قرار المحكمة الدولية تقرر تجميد الخطة، وتم إلغاء الاجتماع الأول للفريق المشترك بين الوزارات لتطبيق السيادة الاسرائيلية على وادي الاردن، والذي كان من المقرر عقده الأسبوع الماضي. وقالت مصادر مشاركة في الأجتماع "بسبب قرار المدعي العام في لاهاي، فإن قضية ضم الوادي ستدخل في حالة من الجمود الشديد". كما أوقفت اسرائيل ايضا اخلاء الخان الاحمر عقب قرار الجنائية الدولية وفق ما صرح به وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس قبل يومين.(وكالات)

زر الذهاب إلى الأعلى