مشروع استيطاني ضخم على أراضي مطار القدس التاريخي

عمان1:قدمت وزارة الإسكان الإسرائيلية، خطة لبلدية مدينة القدس لإقامة حي استيطاني ضخم على أراضي مطار القدس الدولي (قلنديا) شمالي القدس ملاصق للجدار الذي يفصل مدينة القدس عن مخيم قلنديا ورام الله، رغم أن الخطة الأميركية – الإسرائيلية المعروفة بـ«صفقة ترامب-نتانياهو»، صنفت هذه المنطقة على أنها منطقة سياحية للفلسطينيين.
وقال المهندس المتابع للمشاريع الاستيطانية في شمال القدس المحتلة ناصر أبو الليل ان المشروع الاستيطانية المخطط يحمل الرقم (101-0764936) يعتبر الاضخم بعد مستوطنة «معالية ادميم» في القدس الشرقية المحتلة، ومن خلال الصورة الجوية تظهر حدود المشروع (معلم داخل الخط الازرق) وتبتلع كل مطار القدس الدولي والأراضي المحيطة به في مشروع سبق وتم تجميده بسبب حساسيته وخاصة انه يقام على ارض مطار خاضع للاحتلال يمنع استعماله.

وأضاف أبو الليل :» انه منذ أسبوعين وضعت كافة المخططات الاستيطانية لهذا المشروع وبشكل تفصيلي وحصل على أولوية، مع موافقة بالتسريع والتوجه نحو التنفيذ السريع ايضاً، حيث سيتم تخصيص هذه المستوطنة للمتدينين بنسبة بناء عالية جداً، فالموافقة تشمل إقامة مباني تجارية وسكنية بارتفاع 20 طابق ومجمع صناعي 16طابق».
واكد «أبو الليل» على ان المخطط تضمن إشارات وعلامات بالأحمر على 21 مبنى ومنزلاً فلسطينياً قائمة منذ سنوات طويلة سيجري هدمها تمهيداً لإقامة أجزاء من المشروع الاستيطاني عليها، وقال انه سيتم انتزاع ملكية الأراضي المقامة عليها تلك المنازل ليشملها المشروع الاستيطاني الضخم الذي من المتوقع إنجازه في غضون ٣سنوات فقط.
وقال ان هناك مخطط ومناقصات جرى اعداد قسم منها وسيتم طرحها على العشرات من شركات البناء بعضها اجنبية لتسريع عملية بناء هذا الحي الاستيطاني الذي سيكرس وجود كتلة اسمنتية وبناء ضخم يحول دون أي تواصل فلسطيني بين القدس ومدينة رام الله ويرسخ الفصل الجغرافي والديمغرافي في وسط الضفة الغربية ويقطع تواصلها مع القدس المحتلة بهدف الحيلولة دون قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

وأضاف أبو الليل ان المشروع المقدم لـ(9 آلاف وحدة استيطانية) ولكن الخطة التطويرية له للعام 2030 ووفق المخططات التكميلية يرتفع عدد المستوطنين فيه الى 11 الف وحدة استيطانية في غضون سنوات قليلة، ان هذه المستوطنة ستشكل تكتل استيطاني ضخم على غرار «معالية ادميم «شرق المدينة» والتجمع الاستيطاني «كفار عتصيون » جنوب القدس.
وأشار الى ان هذه الكتلة الاستيطانية ستضم منطقة صناعية وأخرى تجارية ترتبط بشبكة طرق سريعة فيم مقدمتها الشارع رقم «443» (تل ابيب–القدس) والشارع الذي يجري شقة من مستوطنة «رمات شلوموا » على أراضي شعفاط وبيت حنينا والمتفرع منه الشارع الالتفافي رقم 4 الذي يربط هذه الكتلة الاستيطانية «عطروت/ قلنديا» بمستوطنات «رمات شلوموا» و«مستوطنة «جفعات زئيف» شمال شرق القدس، وتلك المستوطنات خلف الجدار، «ادم» و«شاعر بنيامين» على أراضي جبع وحزما ومخماس عبر النفق اسفل «أراضي قلنديا وكفر عقب عبر استغلال منطقة الكسارات، لربطها بمستوطنات الغور والشارع رقم 90 شمال جنوب الغور.
وأوضح «أبو الليل» ان المساحة المخصصة للمشروع 1243 دونم، لبناء 9000 وحدة استيطانية وفندق سيتخذ مركزة من مباني «مطار القدس» التاريخية القديمة، فالقرار ينص على الحفاظ على المباني القديمة في المطار الذي كان يعمل بكفاءة حتى عشية الاحتلال الإسرائيلي عام 1967.

مؤكداً ان العنابر والمنشأة التي أقامها الاحتلال في الفترة السابقة للانتفاضة لصيانة الطائرات الحربية الإسرائيلية سيتم هدمها لإقامة مكانها مجمعات تجارية وصناعية خفيفة ومشاغل ومصانع، وذلك بمساحة تبلغ 300,000 متر مربع مناطق صناعية وتشغيل.
وقال ان المخطط يكرس 45,000 متر مربع مناطق تجارية، مباني بارتفاعات تصل الى 20 طابق،
في حين هناك أكثر من 21 بناية بملكيات فلسطينية تم تعليمها للهدم، وهذا التوجه والمبادر للمشروع هو وزارة الإسكان الإسرائيلية، ويحظى المشروع بدعم من البلدية الإسرائيلية.
ومن المفارقات والمعاملة العنصرية قال أبو الليل:«انه في قلب المنطقة التي تم تخصيصها للمشروع الاستيطاني تقع باللون الأبيض المنطقة الفلسطينية في قلنديا والتي تم استثناءها من المشروع (المنطقة التي تضم جامع المطار–الجامع الكويتي- والمنازل المحيطة به) تم تصنيفها باللون الأبيض (ممنوع البناء) وتركت هذه المنطقة وما حولها- القسم خارج المشروع وغير منظم. وفق المخطط المرفق.
ولفت أبو الليل الى ان هناك نقاش يجري لتعديلات في الجدار وفق حجج تقول ان هناك أراضي ممكن ضمها للمشروع بإزاحة الجدار العنصري للخلف ولكن ما تم اقراره في المشروع حتى الان هي منطقة داخل حدود جدار الفصل والضم، فالمشروع برمته توسيع لمستوطنة والمنطقة الصناعية «عطروت».
يذكر ان سلطات الاحتلال قامت بمصادرة جزء من هذه الأراضي في مطلع السبعينات على يد حكومة حزب العمل آنذاك. وتتضمن الخطة حفر نفق تحت حي كفر عقب من أجل ربط الحي الاستيطاني الجديد بتجمع المستوطنات الشرقي وغور الاردن. كما قررت سلطات الاحتلال إغلاق مطار القدس/ قلنديا–«عطروت» (قلنديا) مع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، خوفاً من استهدافه.

وقال أبو الليل ان من بين القضايا التي تم الجدل بخصوصها خلال إقرار المشروع الاستيطانية الذي يزيد عمره عن ١٠ سنوات وتم تجميده اكثر من مرة «المبنى الأثري الرئيسي للمطار» التي مازالت تحمل لافتة كبيرة مكتوب عليها » مطار القدس» ولا زال بعض المقتنيات والمرافق والمستلزمات والعدد التي كانت تتبع مطار القدس بأثاثه ومعدات»، اذ كان هناك رأيين الأول يدعوا لهدمها بالكامل وبناء الفندق بواجهة حديثة اما الرأي الثاني والذي تم اعتماده في المشروع بقاء المباني الاثرية والتاريخية، كما حدث في مقر المجلس الإسلامي الأعلى في القدس الغربية مقابل مقبرة مأمن الله، يحافظ على الواجهات التاريخية ويتحول الداخل الى بناء حديث لفندق من ٥ نجوم بارتفاع ٢٠ طابق يضم مرافق سياحية وترفيهية لخدمة سكان المستوطنة والسياح الاجانب.
علماً انه وفق ما نشر من (صفقة نتانياهو–ترامب) كل هذه المنطقة مخصصة لمنطقة سياحية ومنطقة تطوير وتشغيل للفلسطينيين. و لإنشاء مشاريع سياحية بعد قيام الدولة الفلسطينية، لتشمل فنادق ومتاجر بهدف «دعم سياحة المسلمين للقدس وللأماكن المقدسة».
وذكر باحث في جمعية «عير عاميم» الإسرائيلية التي ترصد الاستيطان في القدس، أنه «كلما اقترب موعد الانتخابات، يدفع نتانياهو بمزيد من الخطوات غير المسؤولة. إن بناء حي ضخم خلف الخط الأخضر في الجانب المحتلة عام ١٩٦٧هو محاولة لفرض حقائق ثابتة على الأرض».
بدورها ذكرت منظمة «السلام الآن» أن «نتانياهو يسعى لتوجيه ضربة قاضية لفرص حل الدولتين لشعبين»، وأكدت أن الحي الاستيطاني الذي يخطط له سيقطع التواصل العمراني الممتد ما بين رام الله والقدس الشرقية، ولمنع إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.
وأوضحت أن وزير الإسكان السابق، يوآف غالانت، أصدر أوامر باستئناف العمل على المشروع الاستيطاني، بعد انتخاب إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب. ولفتت إلى أن المخطط الاستيطاني يحظى بدعم كبير من رئيس بلدية الاحتلال في القدس، موشيه ليئون، ورئيس كتلة المعارضة في البلدية، بالإضافة إلى وزير شؤون القدس في الحكومة الإسرائيلية، زئيف إلكين.

زر الذهاب إلى الأعلى