خلي البساط أحمدي .. المصريون سعداء بانتشار الرعب من كورونا
عمان1:رمقت الشابة الصينية النحيلة الباب الحديدي المغلق لأحد المنازل بمنطقة شبرا بنظرات من الاستياء والحزن وعندما طرقته بشدة جاءها صوت لسيدة خمسينية من إحدى شرفات البناية قائلة لها “خلاص إحنا رجعنا في كلامنا، مش عايزين جهاز عروسة” ثم رمت إليها بمظروف يحمل مبلغاً من المال يمثل مستحقاتها المالية “المؤجلة” من عمليات بيع سابقة، في مشهد مؤسف يكشف حجم مأساة الصينيين في مصر في ظل الخوف من كورونا.
انحنت الفتاة لتلتقط الظرف وهي لا تزال تحمل شنطة على شكل “برميل” فوق ظهرها توازي وزنها تقريباً وكانت تصعد إلى تلك البناية وغيرها في المنطقة الشعبية الشهيرة في مصر، حيث لا يوجد عليها حراسات تمنعها وتقرع الأبواب قائلة بلهجة مصرية مكسرة “تشتري جهاز عروسة”.
مأساة الصينيين في مصر في ظل الخوف من كورونا
لم تستغرب الصينية من تغير المعاملة فقد توقعت ذلك بعد الإعلان عن اجتياح فيروس كورونا لدولة الصين، لكن الغريب بالفعل أن الموقف المتشدد للسيدة الشعبية المصرية، لم يكن خوفاً على نفسها أو أولادها من التقاط الفيروس الفتاك من الفتاة الصينية، وإنما كان غضباً من الفتاة التي بدأت تحرص على وضع كمامة طبية مختلفة الشكل كلما جاءت لزيارتهم، وهو ما انتهك عرفاً متداولاً على نطاق واسع بين المصريين مفاده “خلّي البساط أحمدي” أي التعامل ببساطة دون تكليف سواء لأسباب اجتماعية أو صحية مثلما أوضحت السيدة الخمسينية التي تدعى أم أحمد.
تقول السيدة إنها وبقية سكان البناية يعرفون الفتاة جيداً وكانوا يشترون منها سابقاً أشياء كثيرة والدفع نقدي “كاش”، ثم تطور الأمر نظراً للحالة الاقتصادية التي يمر بها المصريون، ونتيجة وجود الثقة المتبادلة، وافقت الفتاة على البيع بالتقسيط” مع هامش ربح بسيط وتأتي إليهم كل فترة لتحصيل القسط وعرض ما معها من جديد.
وقد استفزتهم الفتاة عندما شعرت هي وبقية سكان البناية خصوصاً من السيدات اللائي يتعاملن معها باستمرار، أنها ارتدت الكمامة خوفها منهم بعد انتشار خبر عن فيروس كورونا والمفروض أن يحدث العكس أي أن تتخوف السيدات المصريات من الفتاة الصينية لأنها تختفي كثير بسبب سفرها للصين وهي الأكثر اختلاطاً بالصينيين.
ولكن بعد أنباء عن إصابة حالة بمصر ارتدت الفتاة كمامة غريبة عن الكمامات المتداولة، ويبدو أن ذلك لفت إليها الأنظار أكثر.
تقول السيدة عن هذه الكمامة “شكلها أصلية مش زي اللي عندنا” ثم استطردت “إحنا غلابة ولا نملك شراء كمامات غالية مثل التي ترتديها ولو مرضنا محدش هيسأل فينا وعايشين على العلاج بالأعشاب علشان رخيصة ما بالك لو جالنا فيروس زي اللى بيقولوا عنه، فقلنا (نقطع عرق ونسيح دمه) في إشارة إلى مقاطعتها تماماً”.
ممنوع دخول الصينيين كتبتها بثينة الصينية
الغريب أن الواقعة حدثت بطريقة مشابهة في أحد المطاعم الصينية في منطقة المعادي الراقية، تملكه سيدة صينية تعيش في مصر منذ سنوات.
وأرادت أن تجامل المصريين وأن تتعامل مع المخاوف من الصينيين التي قد تؤثر على مطعمها، فوضعت لافتة على الواجهة الزجاجية للمطعم، مكتوباً عليها “يمنع دخول الصينيين للأكل” باللغتين العربية والصينية، مع عبارة إضافية بالإنجليزية يبدو أنها موجهة للزبائن المصريين كتب عليها “لا تخف كلنا هنا مصريون”، في محاولة لطمأنة زبائن المطعم المصريين.
اللافتة التي انتشرت بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي أثارت حالة واسعة من الجدل بين المعلقين، بين مؤيدين رأوا حق المطعم في حماية زبائنه وآخرين اعتبروا ما فعله المطعم (الذي لم يكن يعرف وقتها أن مالكته صينية الجنسية)، عنصرية تشبه ما يحدث في بعض المطاعم الصينية في دول أخرى.
لقطع الشك باليقين قررنا زيارة المطعم الواقع في منطقة المعادي، وبعد بحث مكثف وصلنا إلى المطعم الذي يحمل اسم “جنكيز خان” ويقع بمنطقة دجلة المعادي شرق القاهرة، لكن المفاجأة التي كانت في انتظارنا أن واجهته نظيفة تماماً بدون أية لافتات.
مالكة المطعم الصينية تدعى بثينة أبو السعود وهو اسم مصري حصلت عليه بعد زواجها قبل سنوات طويلة من رجل مصري التقته عندما كان الاثنان يعملان في إحدى الدول العربية.
وفي لقاء معها أكدت وجود اللافتة منذ أيام سابقة وأنها تولت بنفسها مهمة كتابتها باللغة الصينية، بينما قام أحد العاملين المصريين بالكتابة بالعربية، وفسرت موقفها بالقول إن “المطعم اكتسب ثقة زبائنه على مدار السنوات العشر الماضية، وكان يشهد إقبالاً كثيفاً من الزبائن المصريين الذين يأتون لتناول الطعام الصيني المفضل لدى قطاعات عريضة في مصر، وبلغ الإقبال حداً أن قائمة الانتظار في المطعم كانت تمتد لمسافة طويلة حتى تفرغ إحدى الطاولات.
لكن بعدما انتشر فيروس كورونا المميت في الصين، قل تردد الزبائن وصار الهدوء يسيطر على صالة الطعام الصاخبة، والأدهى أن الانخفاض لم يقتصر على الزبائن وإنما بادر بعض العمال بالهرب بدورهم حتى لم يبق سوى عاملين من أصل خمسة عمال كلهم مصريون ما عدا الشيف وهي فتاة صينية.
ولأن المطعم يعتمد على الزبائن المصريين عشاق الطعام الصيني “قمت بكتابة اللافتة ووجهتها للصينيين لكي لا يأتوا للمطعم ووقتها يلاقون حرجاً عندما نرفض دخولهم.
كما أن اللافتة وفرت على العاملين اتباع إرشادات الوقاية عند تقديم الطعام للصينيين لحمايتهم، كارتداء الكمامات أو استخدام المعقمات والمطهرات والتي تفسد رائحة الطعام الزكية”.
بالمثل كانت اللافتة بمثابة إعلان طمأنة للزبائن المصريين عن عدم وجود صينيين بالمطعم وما سيأتي من وراء ذلك من إجراءات التحري عن شخصياتهم وأماكن تواجدهم أو مجيئهم!
لكن مثلما شهدت الواقعة الأولى مفاجأة عكسية، حدث الأمر نفسه في الواقعة الثانية، فقد أثارت اللافتة استياء الزبائن المصريين الذين قرر بعضهم كما يقول أحد العاملين الباقين ويدعى محمود، مقاطعة المطعم احتجاجاً على اللافتة التي وصفوها بالعنصرية “لذلك اضطررنا لإزالتها من على زجاج المطعم”.
لكن ذلك لا يعني أن دخول الصينيين إلى المطعم مسموح به، ومن يريد منهم طعاماً ينتظر بالخارج ليأخذه “تيك أواي”، حسب السيدة بثينة.
الملاحظة الملفتة أن عدم وجود زبائن جعل أصحاب المطعم لا يهتمون بمظهره الخارجي حيث انتشرت القمامة حوله وأحاطته أقفاص خشبية محملة بالخضراوات والفاكهة، وبدا المطعم مكاناً “مهجوراً” أو “منبوذاً”، ولم يكن هذا حاله من قبل كما ذكر صاحب محل الخضار المجاور له؛ حيث كان العاملون يحرصون على نظافة المكان حوله باستمرار.
المصريون تعاملوا مع الفيروس مثل غيره من المصائب.. بالسخرية
اللافت للنظر أن جموع المصريين خصوصاً البسطاء منهم تعاملوا مع الفيروس بنفس الطريقة التي يتعاملون بها مع كل الابتلاءات والمصائب التي تلمّ بهم، وهي السخرية.
وتداول زوار مواقع التواصل الاجتماعي كوميكسات منها صورة للفنان الكوميدي الأشهر في مصر إسماعيل يس مع الممثل توفيق الدقن في لقطة شهيرة من الفيلم الكوميدي القديم “ابن حميدو” واسماعيل يقول للدقن “كورونا إيه يا باز أفندي.. تكونش شيكولاتة».
كما تداول نشطاء عبارات هزلية من عينة أن «الفيروس صيني يعني بيبوظ بسرعة» فضلاً عن صورة لطالب طب يبكي ويقول: “فيروس جديد يعني شبتر جديد في المنهج” وآخر يستهجن الموت بفيروس صيني وليس بأصلي.
وكوميكس آخر لرجل يستفسر عن الفيروس الجديد ويسأل كورونا الشيكولاتة ولا كورنا الكاكاو، حيث يعرف المصريون منذ ستينيات القرن الماضي أنواعاً مختلفة من الشيكولاتة والكاكاو محلية الصنع تحمل اسم كورونا.
الطريف أن البعض استغل تلك الحالة الساخرة ونفذ حملة دعائية واسعة لتنشيط مبيعات الشيكولاتة بمعرض الكتاب الذي انتهى منذ حوالي أسبوعين ورصدها أحد المصورين في إشارة منه إلى أن المصريين لا يعرفون سوى كورونا واحدة.
لكن في المدارس تحول الأمر إلى فوبيا
غير أن هناك قطاعاً آخر من المصريين أغلبهم ممن ينتمون للطبقة المتوسطة العليا الذين يقدرون على إرسال أبنائهم إلى المدارس الدولية، ومتابعة الإعلام العالمي بشكل منتظم عبر الإنترنت أو من خلال الفضائيات، وهؤلاء يؤكدون لبعضهم عبر المجموعات المغلقة على واتساب وفيسبوك أن الوضع في المدارس غير مطمئن على الإطلاق، وأن الدولة تتكتم على أنباء الإصابات خشية الإضرار بالاقتصاد، بما فيها نتائج تحليل هذا الأجنبي الذي قيل إنه مصاب ثم تم الإعلان عن أن نتائجه سلبية.
ففي مدرسة بمنطقة الأميرية بوسط القاهرة قال أحد أولياء الأمور إنه تم إخلاء فصلين من الطلبة وتعقيمهما؛ أحدهما فصل ابنه، وأعطت الإدارة الطلبة بهما إجازة بدون إعطاء أية أسباب، وهذا التعتيم يفتح المجال أمام التكهنات المختلفة.
البعض استغل الفيروس في الترويج للشكولاتة التي تحمل اسمه
وقالت إحدى السيدات إنها قررت عدم إرسال أولادها إلى مدرستهم الراقية “كلية فيكتوريا” بالإسكندرية خوفاً من انتشار الفيروس، وادعت أنها اتصلت بأحد المسؤولين في المدرسة لتطلب منه إعلان الموقف بشكل واضح، خصوصاً أنها سمعت من بعض مصادرها وسط العاملين في المدرسة اكتشاف بعض الحالات دون تأكيد ما إذا كان هؤلاء الأطفال مشتبهاً في إصابتهم بالفيروس أم أنهم مصابون به بالفعل، لكن المسؤول فاجأها بقوله إنه لا أحد في وزارة التعليم يستطيع التحدث عن الأمر بأوامر من جهات سيادية.
ولم توضح السيدة أو المسؤول الذي تحدث إليها من هي الجهات السيادية التي أمرت بعدم التحدث في الأمر، ولا وجهة نظرها من عدم التحدث خصوصاً في ظل اعتراف نفس السيدة بأن هناك حملات طبية مستمرة على مدارس محافظة الإسكندرية يومياً تقريباً لمتابعة الأمر ومعرفة إذا ما كان الفيروس موجوداً أم لا.
وبمجرد انتشار مقاطع صوتية تحذر من انتشار الفيروس، قام مجلس الوزراء المصري عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، بنفي صحة ما يتم تداوله مؤكداً أنه لا صحة لظهور أي حالات مصابة بفيروس كورونا بين طلاب المدارس، وأن جميع المدارس خالية تماماً من أي فيروسات وبائية.
وهناك مصريون سعداء بانتشار الرعب من الفيروس
انتشار الخوف من الفيروس لم يخل من فوائد لكثير من المصريين الذين عانوا لسنوات طويلة من غزو البضائع الصينية للسوق المحلي، وبالتالي كساد تجارتهم، من هؤلاء عم حامد وهو صاحب محل صغير للعب الأطفال الذي لا يهتم بالفيروس ولا يعرف عنه شيئاً تقريباً، لكنه سعيد بأنه سيكون سبباً في انتهاء عصر الفانوس الصيني مع اقتراب الشهر الكريم، ما يعني أنه سوف يستطيع بيع فوانيسه المصرية الصنع الراكدة بالمخازن منذ سنوات.
هذا الشعور بالسعادة انتاب أيضاً كل العاملين في مجال بيع المستلزمات الطبية بسبب حركة البيع النشطة للكمامات الواقية وبعض المستلزمات الأخرى على مدار الأسبوع الماضي بعد إعلان مصر عن أول حالة مصابة بفيروس كورونا.
يقول أحمد محمد وهو صيدلي شاب يمتلك إحدى الصيدليات بمنطقة السواح وسط القاهرة إن الإقبال على شراء الكمامات الطبية زاد بشكل كبير جداً بالرغم من إعلان مصر أن نتيجة تحليل الـ “pcr” للشخص الأجنبي الذي اكتشف أنه حامل لفيروس الكورونا المستجد COVID 19 أثناء تواجده بمصر، جاءت سلبية.
ويبدو على الصيدلي الفرحة بأن الناس تأتي للشراء لأنه ليس لديها ثقة فيما تعلنه الحكومة من خلو البلد من الفيروس ويخافون أن يباغتهم وأبناءهم بين ليلة وضحاها كما حدث من قبل في حالات سابقة انتشرت فيها الفيروسات والأوبئة، ولذلك يتخذون طرقاً احترازية لحماية أنفسهم وأبنائهم الذين يخرجون للذهاب إلى المدارس وبالتالي الاحتكاك بمئات الطلاب يومياً.
لكن الصيدلي يشكو من أن الطلب المتزايد على شراء الكمامات خلق سوقاً سوداء، فارتفع سعرها إلى ٤ أضعاف، وبعد أن كانت الكمامة تباع بجنيه واحد أصبحت بـ٤ جنيهات، وهناك نوع كان يباع بـ٢٠ جنيهاً وصل سعره الآن إلى ٥٠ جنيهاً، مؤكداً أن إنتاجنا المحلي منها لا يكفي الطلب، فهناك ما يقرب من ١٠ مصانع فقط تنتج نحو ٦٠ مليون كمامة في العام، أما الباقي فيتم استيراده من الصين والهند وإندونيسيا ومؤخراً أوكرانيا والتجار عادة يفضلون المنتج الصيني لأن سعره أقل من نظيره المصري.
وذكر أنه برغم استفادة التجار من فيروس كورونا لزيادة المبيعات، إلا أن الأمر قد يسبب أزمة لمصر مستقبلاً، بسبب عدم وجود كمامات طبية تفي باحتياجات السوق أو إن حدث وانتشر الفيروس لا قدر الله.
وختم كلامه قائلاً: أنا أعرف أن “اللي يحتاجه بيتك يحرم على الجامع” في إشارة منه للدعم المصري للصين وإرسال 10 أطنان من الإمدادات واللوازم الطبية الضرورية للصين في مواجهة الفيروس.
في المقابل هناك من تأثروا تجارياً من انتشار الخوف من الفيروس، لكن حتى هؤلاء تأثروا بمقاطعة الصينيين أكثر من المصريين!
فبالقرب من مستشفى الزيتون بالقاهرة حيث يوجد شارع يطلق عليه البعض “الشارع الصيني” بسبب كثرة المحلات التي يمتلكها الصينيون هناك بات الوضع ملتبساً، فلا يستطيع المرء أن يعرف من يخاف ممن؟ فليس من السهل اكتشاف هل المصريون يبتعدون عن الصينيين أم أن هؤلاء هم من يحرصون على التواجد بأماكن ليس بها تجمعات لمصريين، حيث يتداول بعض من يتعاملون مع الصينيين أنهم يخافون من إهمال المصريين لإجراءات الوقاية من الفيروسات والأوبئة.
ورصد رجلاً صينياً وزوجته يعيشان في الشارع منذ سنوات وكانا يختلطان بأهالي المنطقة ولكن في الأيام الماضية ابتعدا عن المارة ولا يذهبان لشراء الخضار إلا بعد انفضاض الزبائن بعيداً عن عربة الخضراوات.
وليس الحال أفضل بكثير داخل المحلات التي يمتلكونها بالمنطقة، والتي بدت خالية من الزبائن، حيث يقول محمد وهو صاحب محل أسماك بالمنطقة ضاحكاً “لسنا خائفين منهم، لكن يبدو انهم هم من يخافون منا، حيث يتخذون إجراءات وقائية كثيرة أثناء تعاملهم معنا ويقومون بتعقيم محلاتهم من آن لآخر”.
يخفض الشاب الثلاثيني صوته قليلاً ليقول الست صاحبة المحل اللي جنبي (صينية) مخدتش مني سمك من شهر تقريباً وعندما انتبهت وسألتها قالت لي بلغة عربية مكسرة “لأنك مش بتلبس قفازات وكمامة يا محمد وانت بتعمله! مع أنها بتتعامل معايا من أيام ثورة يناير لما جت المنطقة، بس عم “تشينو” جوزها بييجي يأكل من وراها!”.
الموت بالفقر يقلق أكثر من كورونا في “مقاطعة الصين” المصرية
تزداد الغرابة عندما نصل إلى “مقاطعة صينية” في مصر وهو الاسم الذي يطلق على منطقة شق التعبان الصناعية شرق القاهرة، حيث يوجد أكبر تجمع للصينيين العاملين بالرخام.
هناك وجد أن العمال الصينيين هم من يرتدون كمامات واقية خوفاً من الفيروس المستجد، بينما يتجول العمال المصريون بوجوه مكشوفة.
عم سلامة رجل ستيني يعمل على ماكينة تقطيع الرخام بإحدى الشركات التي يستأجرها صينيون بالمنطقة قال إنهم يخافون أكثر من الفقر والجوع اللذين يطاردانهم أكثر من خوفهم من الفيروس، لذا يفضلون البقاء والعمل مع الشركات الصينية لأن “الموت بكورونا أفضل من الموت جوعاً”، حسب تعبيره.
وعن عدم ارتداء كمامة طبية مثل الصينيين.. أشار الستيني بلامبالاة إلى أن مدير المصنع أعطى للجميع كمامات وعندما تلفت أخبرهم بأن عليهم شراء غيرها من أموالهم الخاصة، وهو ما رفضوه واعتبروا الأمر نوعاً من الرفاهية فالموت يخطف كثيرين منهم كل يوم بسبب آلة أو وقوع من على “السقالات”، فكيف ستحميهم “قطعة شاش” من كورونا؟