هل يعلم الأميركيون حجم التفاعل العربي لحادثة جورج فلويد

عمان1:ربما يخطر ببال المتصفح لوسم #مظاهرات_أميركا الذي ما يزال متصدراً على موقع “تويتر” منذ أكثر من ثلاثة أيام، سؤال ارتجالي: هل يعلم الأميركيون حجم التفاعل العربي لحادثة المواطن الأميركي جورج فلويد؟ هل عندهم علم أن حوالي 80 ألف تغريدة من مغردين عرب من بينهم أردنيين كشفت حجم تعاطف شعبي عربي مع الحادثة حتى أنها أخذت أولوية اهتمامهم على حساب تطورات فيروس كورونا في بلدانهم؟
تماماً مثل مؤشر البورصة هي حركة التغريدات على وسم “هاشتاغ” #مظاهرت_أميركا طالها ما طال وما يزال عبارات وصور وحتى فيديوهات أوصلت صوت التضامن الشعبي العربي مع حركة الاحتجاجات التي تشهدها شوارع أميركية على خلفية مقتل المواطن الأميركي جورج فلويد الذي ودع أنفاسه الأخيرة أسفل قدم رجل في الشرطة، كان آخر ما نطقه وهو يرى الموت بات قريباً منه “لا أستطيع التنفس”.
ذات العبارة تلك “لا أستطيع التنفس” لم تصبح جملة هتافات المحتجين في الشوارع الأميركية فقط بل أصبحت شعاراً استخدمه مغردون عرب على هاشتاغ #مظاهرات_أميركا حتى أنها أصبحت شعاراً لصورهم الشخصية على حساباتهم، اعتبروها عنوان انطلاقة لما أسموه ب”الربيع الأميركي”.
ومن يبحث في الفحوى في التغريدات العربية المتضامنة مع #جورجفلويد يجد أن فيها حالة من الغيظ من جراء التمييز العنصري الذي يتعرض له الأميركيون من أصحاب البشرة السودا على مر العقود، ظهر ذلك الغيط بشكل واضح من خلال تغريدات استعرضت تاريخ التمييز الأميركي تجاه تلك الفئة حتى أن مارتن لوثر كينج الذي يتعبر أيقونة الانتصار لأصحاب البشرة السوداء في أميركا أمام كل ما تعرضوا له من انتهاكات بات حاضراً بقوة على وسم #مظاهرات_أميركا.
ولم تقتصر الفيديوهات التي نشرها مغردون عرب فوق ذلك الوسم، على فيديوهات الاحتجاجات في الشوارع الأميركية بل تفوقت عليها إعادة نشر من حسابات ناشطين أميركيين توثق استمرار الانتهاكات التي يمارسها رجال في الشرطة الأميركية بحق محتجين من البشرة السوداء، من بينها فيديو لاستخدام رجال شرطة القوة المفرطة خلال اعتقالهم لمواطن من البشرة السوداء تبين بعدها والذي وثق أيضاً في الفيديو بأن ذلك المواطن ليس هو المطلوب أمنياً لاعتقاله.
من التغريدات التي تم إعادة تداولها بكثرة عربياً صورة مكتوب عليها: “غرد مواطن أميركي أبيض: حرق مدينة أميركية بالكامل لن يرجع جورج فلويد إلى الحياة، فرد عليه مواطن أميركي أسود: تفجير الشرق الأوسط بالكامل لن يلغي حادثة 11 سيبتمبر”.
من جانب آخر اقتنص مغردون عرب فرصة تصدر هاشتاغ #مظاهرات_أميركا على موقع “تويتر” من خلال نشر تغريدات تفضح الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وشملت تلك التغريدات نشر صور لأفراد في قوات الاحتلال وهم يمارسون العنف تجاه الأطفال والشباب الفلسطينيين، حتى أن في كثير من تلك الصور مشاهد شبيهة تماماً لطريقة الشرطي الأميركي الذي مات جورج فلويد وهو أسفل قدمه التي لم تنفك من الضغط على رقبته.
“الشعب مصدر القوة” عبارة تكررت في ثورات الشعوب العربية من بينها ثورات الربيع العربي، تجدها اليوم حاضرة بقوة في تغريدات العرب المناهضة لجريمة مقتل جورج فلويد، يخاطبون من خلال الشعب الأميركي الموجود حالياً في الشوارع الاحتجاج والمظاهرات، وكأن ما يحدث هو فعلاً ما يتم تداوله بكثرة مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي بمعنى أن “الآية انقلبت الآن، وأصبح العرب هم من يعلمون شعب أكثر الدول ديمقراطية.. الديمقراطية”.