الصبيحي يكتب : دائرة الدم والجماجم
عمان1:في دائرة لا يتجاوز قطرها ثلاثين كيلومترا افقيا وقعت ثلاث معارك غيرت وجه التاريخ.
نصف هذه الدائرة في الأردن ونصفها الأخر في فلسطين، ويشطرها نهر الأردن إلى شطرين،. فهل هذه مصادفة تاريخية أم تدبير إلهي له معنى؟؟.
الأولى معركة اليرموك ( 636 ميلادي) بقيادة خالد بن الوليد وتعتبر من أهم المعارك في القرون الوسطى إذ غيرت تاريخ بلاد الشام وتاريخ الإمبراطورية البيزنطية، الثانية معركة حطين بقيادة صلاح الدين الأيوبي ( 1187 م) وكانت قاصمة ظهر الاحتلال الصليبي لبلاد الشام ومقدمة تحرير القدس بعد 88 عاما من الاحتلال الصليبي الذي جعل الأقصى اسطبلا لخيول فرسان الهيكل ، اما المعركة الثالثة فهي عين جالوت 1260 م بقيادة السلطان قطز والتي ردت الزحف المغولي إلى ما وراء بلاد الرافدين و كانت بالنتيجة احد اسباب تفكك إمبراطورية المغول.
هل هي مصادفة آت تكون المعارك الثلاث في شمال الأردن وشمال فلسطين ضمن دائرة قطرها افقيا لايتجاوز ثلاثين كيلومترا؟؟.
هل هي مصادفة ان تقع هذه المعارك التي هزمت ثلاث امبراطوريات ( البيزنطية، الاوربية، المغولية) على أرض الأردن وفلسطين وفي مواقع متقاربة بصورة مدهشة ؟؟.
وهل هي مصادفة ان تخوض الأمة هذه المعارك الثلاث وتهزم امبراطوريات ثلاث تحت راية الأسلام؟؟.
من يخمن عدد الجماجم المدفون تحت ثرى تلك الدائرة؟؟ ومن يتخيل كمية الدم التي روت تراب تلك الدائرة الضيقة؟؟.
سبعون الف جمجمة بيزنطية تحت ثرى سهل اليرموك شمال الأردن ومثلها وربما اكثر تحت ثرى حطين وعين جالوت،
أكاد أجزم أن المعركة الرابعة التي ستهزم الإمبراطورية الامريكية اليهودية ستكون داخل تلك الدائرة التاريخية على جانبي نهر الأردن وخلال اقل من عشر سنوات قادمة،
انها دائرة النصر و الدم وجماجم الغزاة ِ.
تذكروا جيدا ان حال الأمة قبل حطين وقبل عين جالوت كان أسوأ بكثير من حالها اليوم ، فقد احرق هولاكو بغداد عام 1258 م واجتاح دمشق حتى وصلت طلائع جيشه إلى غزة وبعد عامين ( 1260 م) احرق السلطان قطز المملوكي جيش المغول وهزم إمبراطوريتهم.
المحامي محمد الصبيحي