باحثون يُناقشون تأثيرات "كوفيد 19" على مستقبل النظام العالمي

عمان1:سلط باحثون مغاربة وأمريكيون الضوء على تأثير أزمة فيروس "كورونا" على مستقبل النظام العالمي الجديد، وذلك من خلال ندوة افتراضية تحت عنوان: "هل ماتت الإستراتيجيات الكبرى؟.. جائحة كوفيد-19 والدروس المستخلصة بشأن مستقبل النظام الدولي".
ودعا محمد حركات، رئيس المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية والحكامة الشاملة، إلى ضرورة استخلاص العبر من دروس فيروس "كورونا" على مستقبل الكون والنظام العالمي الجديد والاقتصادات الدولية.
وأشار حركات، الذي أشرف على تنظيم اللقاء، إلى أن "كوفيد 19" أكد أن النظام العالمي الحالي غير محمي بسبب الأزمات والبطالة والأوبئة والهشاشة وضعف الاستقرار المالي، مضيفا أنه حتى الحواجز وجدارات العزل بين الدول والحدود لم تستطع أن تمنع تسلل الوباء إلى المجتمعات.
ويرى المسؤول عن وحدة البحث في سلك الدكتوراه "حكامة إفريقيا والشرق الأوسط" أن الوقت قد حان لمراجعة أولويات النظام العالمي الجديد من مخاطر التغذية والصحة والنفقات العسكرية المرتفعة جراء تكلفة الحروب والصراعات، إضافة إلى ضرورة تحديد أولويات اقتصاديات الإنسان.
وشدد الأكاديمي المغربي على أن أثر الوباء العالمي يستدعي توفير مناخ مساعد لبناء نظام عالمي جديد ينبني على ثقافة المخاطر لتحصين المجتمعات، وزاد أن "معالم الكون الجديد يجب أن تكون خالية من الصراعات، وخصوصا الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين؛ لأن العالم اليوم يبحث عن الأمن والاستقرار والثقة".
وأورد حركات، في عرضه، أن اهتمام النظام العالمي الجديد ببلدان العالم الثالث بات أمر مهماً، مبرزا أيضا "ضرورة الاهتمام بالمقاولات الصغرى والمتوسطة والتجارات الصغرى باعتبارها مقاولات توفر مناصب الشغل في وقت فشل الشركات العالمية العابرة للقارات في خلق التنمية".
ونبه المصدر ذاته إلى ضرورة تشجيع وصول البلدان النامية إلى الوظائف الدبلوماسية الدولية لشغل مناصب المسؤولية في المنظمات الدولية والإقليمية، والعمل على توفير إستراتيجية تروم وصول المعرفة إلى الجميع.
وتطرق الباحث إلى دور الحكامة الجديدة في بناء إنسانية عالمية عنوانها الأبرز المواطنة والاستثمار في المعرفة والفكر النقدي عوض نشر ثقافة التفاهة في المجتمعات.
وخلص الدكتور محمد حركات إلى "حق الشعوب في تقاسم إستراتيجيات المعرفة على المستوى الكوني، ثم أنسنة الكون على أساس قيم جديدة أساسها التضامن وأيضا تجسير الفجوة بين الاقتصاد العالمي القديم المبني على نظرية السوق وبين بناء اقتصاد جديد قوامه خلق خيرات إنسانية مشتركة".
وناقش الباحثون الجامعيون دور الحكامة الدولية والقيادة الكونية في رسم إستراتيجيات لتأمين الخيرات العمومية للبشر، وآثار "كوفيد 19" على الاقتصاد والمجتمع الأمريكي خصوصا على مستوى الحلول المملكة لتجاوز الأزمة الأمريكية.
دور منظومة التربية والتكوين كان حاضراً أيضاً ضمن محاور اللقاء، والذي استحضر تجربة "التعليم عن بعد" التي فرضتها الأزمة الصحية على المنظومات التعليمية في العالم.
وتساءل المشاركون عن "دور الجامعة التقليدية في ظل الحقائق التي كشفا الوباء العالمي؟ وهل يمكن القول إن الجامعة التقليدية قد انتهت وأنه حان عهد الجامعة للكل وعن بعد؟".
المصدر : هسبريس