عائلة أبو شادوف.. معاناة بين معتقلات الاحتلال و(مقابر الأرقام)

عمان 1 : فاضت روح الحاج إبراهيم مصطفى أبو شادوف «77 عاما» من بلدة برقين غرب جنين قبل يومين إلى بارئها ولسانه يلهج بالدعاء بالحرية لنجله الأسير إسماعيل الذي يقضي حكما بالسجن الفعلي لمدة 28 عاما في سجون الاحتلال الإسرائيلي أمضى منها نحو 16 عاما، وقلبه ينفطر حرقة وألما على فراق نجله الشهيد نضال الذي يواصل الاحتلال احتجاز جثمانه منذ نحو 19 عاما في مقابر «شهداء الأرقام».
وحسب تقرير محمد بلاص ومدير نادي الأسير في جنين منتصر سمور، فقد أمضى أبو شادوف سنوات طويلة من عمره وهو يتنقل وزوجته من سجن إلى آخر في سبيل زيارة نجلهما الأسير إسماعيل، ولم يعد قلبه يحتمل كل المآسي التي ألمت به.
وقالت والدة الشهيد والأسير أبو شادوف: «تحولت كل ثانية من حياتنا إلى عذاب لا يطاق بين غياب نضال في مقابر الأرقام واعتقال إسماعيل الذي يضيع عمره وشبابه خلف القضبان، ونحن صبرنا وتحملنا كل الويلات بعد هدم منزلنا وتشريدنا كعقاب عقب استشهاد بكري نضال الذي اتمنى رؤيته ووداعه ودفنه ككل شهيد لأزوره في قبره.
وتزينت جدران منزل عائلة أبو شادوف والذي أعيد بناؤه في بلدة برقين بصور الشقيقين لشهيد نضال والأسير إسماعيل.
وبدأت معاناة عائلة أبو شادوف، باحتجاز جثمان نجلها نضال الذي فجر نفسه في السادس عشر من تموز عام 2001 في تجمع لجنود الاحتلال والمستوطنين بالقرب من محطة قطار في منطقة بنيامينا بالقرب من مدينة الخضيرة-حيفا على بعد 60 كيلو مترا من تل أبيب ما أدى إلى مقتل جندي ومجندة وإصابة 11 إسرائيليا بجروح.
وأقدمت قوات الاحتلال، على هدم منزل عائلة الشهيد أبو شادوف المكون من طابقين في الثالث من تشرين أول عام 2001، وتسببت بتشريد عائلته المكونة من 12 شخصا.
تقول الام: «خلال انتفاضة الأقصى، استشهدت زوجة شقيقي المناضلة سميرة الزبيدي في مخيم جنين، وخلال معركة نيسان 2002، استشهد ابنها طه وابن أختي الشهيد القائد زياد العامر خلال المعركة التي اعتقل فيها ابن أخي يحيى ثم شقيقيه داود وجبريل ونجا شقيقهم زكريا من محاولات الاغتيال، حتى اعيد اعتقاله العام الماضي رغم حصوله على عفو.
وقالت عن ابنها الأسير إسماعيل «36 عاما» إنه عايش كل هذه المآسي رغم صغر سنه، وبعد نجاحه في امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة تابع دراسته في دار المعلمين في قلنديا، وتخرج بشهادة تجليس ودهان السيارات، وقبل أن يبدأ خطوات حياته المهنية، استشهد شقيقه نضال، ولم تلبث العائلة تستوعب الصدمة حتى اقتحم الاحتلال منزلها وهدمه، وأصبح إسماعيل ضمن قائمة المطلوبين، فرفض تسليم نفسه، حتى وقع في قبضة الوحدات الإسرائيلية الخاصة التي حاصرته واختطفته من قريته في الرابع من كانون الثاني عام 2004، بعد أن نجا من عدة محاولات اعتقال واغتيال.
وأمضى الأسير أبو شادوف، نحو خمسة شهور في أقبية التحقيق عانى خلالها من التعذيب والعزل حتى أصدرت محاكم الاحتلال عليه حكما بالسجن الفعلي لمدة 28 عاما، بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي والمقاومة.
وعاقب الاحتلال الأسير أبو شادوف، بحرمانه من الاستقرار وتعمد نقله بين السجون وتعرض للعزل في زنازين سجن «نفحة» الانفرادية بتهمة محاولة الهروب من السجن، وعوقب بالمنع الأمني، ولا يسمح لوالدته بزيارته سوى مرة واحدة في كل عام يتم خلالها إحضاره إلى غرفة الزيارة وهو مكبل اليدين والقدمين.
وأكدت الوالدة أن ظروف العزل أثرت كثيرا على صحته، وأصبح يعاني من ألمٍ في قدميه وشرايين اليدين، ونقص فيتامين بي 12، ورفضت إدارة السجون علاجه، ما سبب له مضاعفات، وعوقب بالعزل كثيرا لحرمانه من العلاج.
« الأيام الفلسطينية»