المحامي محمد الصبيحي يكتب : موت الديمقراطية
عمان1:بعد كل التغني الرسمي وغير الرسمي بالديمقراطية وحرية الرأي والأصلاح نكتشف الأن ان كل ذلك لم يكن إلا من باب ( أذكروا محاسن موتاكم).
وحين تصبح دولة ما في أفريقيا أسيرة للدول الغنية المانحة فإن على الشعب أن يتحمل ( قرف) هؤلاء وان يرى في رائحة افواههم النتنة مسكا وعنبرا.
وإن مساحة الديمقراطية وحرية الرأي تتناسب عكسيا مع اعتماد الدولة على الآخرين وما دمت تتنفس وتعيش عبر جهاز انعاش اجنبي فعليك ان تصنع للديمقراطية نعشا يليق بذكراها وان تضع مقتنياتها البالية وصور رجالها في متحف الحياة السياسية.
واذا أردت للديمقراطية أن تعيش وتستمر في بلدك فإن من الحكمة ألا تقبل مساعدة من اي طرف لايؤمن بالديمقراطية وحرية الرأي قولا وعملا وتشريعا.
يستطيع أي كاتب في اي دولة عربية ان يشتم الرئيس الامريكي دونالد ترامب أو الفرنسي ماكرون او الياباني شينزو آبي او رئيس وحكومة أي دولة أوروبية وان يتهم أيا منهم بالفساد والعنصرية أو بارتكاب جرائم بحق الإنسانية والتآمر على الأخرين ولن تقطع دولته المساعدة عن بلدك ولن يطلب سفيرها إحالتك إلى المدعي العام ولن يتصدى لك حملة البخور وزارعو الورود في المزابل.
كلهم يعرفون أن الف باء الديمقراطية وجود أحزاب سياسية ممثلة للقوى السياسية تتنافس في الانتخابات النيابية ولكنهم يعرفون أن التشريعات مصممة بإتقان لتقزيم الحياة الحزبية وإبقاء الأحزاب في غرفة العناية الأمنية المركزة.
زعماء الأحزاب السياسية يعرفون جيدا ان احزابهم غير مدعوة إلى ما يسمى ( العرس الديمقراطي) ومع ذلك يصرون على حضور زفة العريس في زواج باطل .
قلم غسان كنفاني كان وراء اغتياله عام 1972، وريشة ناجي العلي كانت السبب باغتياله في لندن عام 1987 ، وقلم حنا مقبل كان وراء اغتياله في نيقوسيا عام 1984، وقلم فرج فوده عام1997 وقلم ناهض حتر 2016، ولكن التاريخ العربي الحديث لم يشهد أي عملية اغتيال لفاسد نهب أموال شعبه لينعم بها في ملاذ آمن.