طقوس تلمودية في الأقصى وطيران ومدفعية الاحتلال يقصف مواقع بغزة

عمان 1 : اقتحم عشرات المستوطنين، أمس الأحد، باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي. وأفاد شهود عيان، بأن هؤلاء المستوطنين اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات، وأدوا طقوسا تلمودية، ونفذوا جولات استفزازية في المنطقة الشرقية من المسجد.
وأبعدت شرطة الاحتلال الإسرائيلي الشيخ عصام عميرة من بلدة صور باهر جنوب مدينة القدس المحتلة، عن المسجد الأقصى المبارك لمدة 6 أشهر. وقال عميرة، إن شرطة الاحتلال استدعته السبت إلى مركز شرطة القشلة في البلدة القديمة بالقدس، وسلمته قرار الابعاد عن الأقصى لمدة 6 أشهر، على أن ينتهي في شهر أيار 2021.
وبين أن شرطة الاحتلال استدعته للتحقيق قبل أسبوع، وحققت معه لمدة 3 ساعات ونصف، بتهمة التحريض، وأبعدته لمدة أسبوع عن الأقصى، على أن يعود بعد انتهاء مدة الابعاد. يذكر أنه هذه المرة الثانية التي يُبعد عصام عميرة يبعد عن الأقصى، إذ سبقها قبل عامين لمدة أسبوعين.
إلى ذلك، نشرت «هيئة أراضي إسرائيل» أمس الأحد، كراسة مناقصة لبناء 1257 وحدة سكنية ضمن مخطط إقامة مستوطنة «غفعات همتوس» في جنوب شرق القدس المحتلة. وامتنعت إسرائيل عن تنفيذ هذا المخطط منذ سنوات، بسبب معارضة دولية وإدارة الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، لأن هذه المستوطنة ستحيط ببلدة بيت صفافا من جميع الجهات وتقطع التواصل الجغرافي بين القدس وجنوب الضفة الغربية.
وتقضي كراسة المناقصة بتقديم مقترحات بناء من جانب مقاولين حتى 25 كانون الثاني المقبل، أي بعد أيام معدودة من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، الذي تتوقع إسرائيل أنه سيعترض على إقامة هذه المستوطنة. وكانت اللجنة اللوائية للتخطيط في القدس، التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية، قد صادفت في العام 2014 على بناء 2600 بؤرة سكنية في إطار مخطط إقامة مستوطنة «غفعات همتوس». ويشمل المخطط مناطق عامة ومراكز تجارية.
ونقل موقع «واللا» الإلكتروني عن عضو بلدية القدس، أرييه كينغ، اعتباره أن «بناء الحي بأسرع ما يمكن هي مهمة إستراتيجية وصهيونية من الدرجة الأولى، وستضمن ربط أحياء (مستوطنات) غيلو وهار حوما بـ(مستوطنة) تلبيوت وقطع التواصل العربي بين بيت صفافا وبيت لحم».
من جانبها، عقبت حركة «سلام الآن» ببيان جاء فيه أن «هذا البناء يعني توجيه ضربة شديدة للغاية لإمكانية أن يكون سلاما هنا وحل الدولتين في المستقبل. وهذه الحكومة تشكلت من أجل مكافحة كورونا وتستغل نهاية ولاية ترامب من أجل فرض وقائع على الأرض وتخريب احتمالات السلام».
وحذر الباحث في الجمعية الحقوقية «عير عميم»، أفيف تتارسكي، من أن «المناقصة في غفعات همتوس قد تكون خطوة أولى ضمن سلسلة خطوات يدفعها نتنياهو في نهاية ولاية ترامب وتعرقل مستقبلنا. والانفصال عن حل الدولتين هو أيضا ترسيخ لنظام غير ديمقراطي في إسرائيل، وهذا سيكون إرث نتنياهو».
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة قبل الماضية وفجر أمس الأحد، حملة مداهمات في مناطق متفرقة بالضفة الغربية والقدس المحتلتين، وأطلقت خلالها وابلا من الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز، ما أدى لإصابة العشرات بالاختناق.
ويواصل الاحتلال حملات الاعتقال والدهم والتفتيش اليومية، ويتخللها إرهاب السكان وخاصة النساء والأطفال، ويندلع على إثرها مواجهات مع الشبان الفلسطينيين.
وارتبكت قوات الاحتلال 1854 انتهاكا بحق الشعب الفلسطيني وأرضه في الضفة الغربية والقدس المحتلة خلال شهر تشرين أول الماضي. ووثق تقرير حقوقي استشهاد مواطنين اثنين، وجرح 154 آخرين بنيران قوات الاحتلال، التي اعتقلت 384 مواطنا، وهدمت 16 منزلا.
وشرع جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس الأحد، بتدريبات عسكرية واسعة النطاق في الأغوار الشمالية على أن تستمر التدريبات على مدار أسبوع، فيما أخطرت قوات الاحتلال، السبت، سكان مناطق عدة في الأغوار، بإخلاء مساكنهم بحجة إجراء تدريبات عسكرية بين المساكن.
وأفاد الناشط الحقوقي في الأغوار عارف دراغمة، أن الاحتلال أخطر بإخلاء العديد من العائلات في منطقتي البرج والميتة، لإجراء تدريبات عسكرية خلال الأسبوع الجاري. ولفت دراغمة إلى أن سلطات الاحتلال أخطرت العديد من العائلات في مناطق مختلفة من الأغوار بالإخلاء خلال الفترة الماضية، حيث تجري تدريبات واسعة في المنطقة.
ويتعمد الاحتلال إجراء تدريباته في محيط المناطق السكنية في الأغوار رغم المساحة الشاسعة غير المسكونة، ولا يخلو أسبوع من إعلان قوات الاحتلال عن موعد لتدريب قواتها في محيط خيام المواطنين، مما ينغص حياتهم ويعرضهم للخطر.
واستولت سلطات الاحتلال الشهر الماضي على أكثر من 11 ألف دونم في الأغوار الفلسطينية تشكل في غالبيتها أراضي رعوية، لصالح ما يسمى المحميات الطبيعية، في واحدة من أكبر عمليات الاستيلاء. وسعت سلطات الاحتلال منذ احتلالها الضفة الغربية لضم وتهويد الأغوار الفلسطينية التي تقع على خزان ضخم من المياه. وتعتبر الأغوار سلة فلسطين الغذائية وهي أكثر المناطق تضرراً من مشروع الضم الذي يلتهم عشرات آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية.
ووصف عام 2020 بأنه عام الذروة في تعزيز خطط البناء في المستوطنات بالضفة الغربية والأغوار وخاصة المنعزلة.
وقصفت طائرات ومدفعية جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس أهدافا في أنحاء متفرقة من قطاع غزة دون وقوع إصابات. وقال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان، إن القصف طال عددا من الأهداف التابعة لحركة حماس في القطاع. وأغارت طائرات حربية للاحتلال على أرض زراعية في محيط منطقة المطار بمدينة رفح، بصاروخ واحد على الأقل، فيما استهدفت مدفعية الاحتلال مواقع تابعة للضبط الميداني شرقي حي الزيتون شرقي مدينة غزة، وفي بلدة بيت لاهيا شمال القطاع. وذكر المتحدث العسكري أن الغارات والقصف جاء ردا على إطلاق قذيفتين من غزة باتجاه وسط وجنوب فلسطين المحتلة.(وكالات)