أين المشكلة ... أكثر من 72 حالة طلاق في الأردن يومياَ

عمان1:تشير سجلات المحاكم الشرعية في الاردن الى وقوع (26) الف حالة طلاق في العام الماضي تمت قبل الدخول وبعده ، أي بمعدل اكثر من (72) حالة يوميا ، واللافت ان الكثير من حالات الطلاق كانت لزواج مبكر لم يدم سوى اشهرا او اياما ، وهذا وفق الباحث الاجتماعي الدكتور علي عبدالله يؤشر لاختلالات في عملية الزواج لابد من الوقوف عندها وايجاد الحلول المناسبة لها ، تجنبا لما يخلفه الطلاق من اسر مفككة واطفال قد يتشردون ومشاكل اجتماعية قد تنشأ بين ذوي الزوجين ، ناهيك عما قد يتركه الطلاق من اثار نفسية مؤذية للزوجين المطلقين . 

وتقول استشاري الصحة النفسية زينب المهدي ان ظاهرة الطلاق وخصوصا الطلاق المبكر تستدعي بكل مسبباتها التساؤل والتفسير بشكل علمي ، وتضيف ان على راس الاسباب المفضية لانتشار ظاهرة الطلاق لاسيما في حالات الزواج المبكر عدم وعي الزوجين وضعف الوازع الديني لديهما ، ليدركا بان الزواج رباط مقدس ينبغي الحفاظ عليه . 
وتبرز المهدي ماقالت انه التربية الخاطئة ، فاكثر الامهات والاباء كما تقول لا يربون ابناءهم بشكل يؤهلهم ليكونوا ازواجا ملتزمين مدركين بان الزواج ليس اشباعا للجسد او لاي مظهر اخر ، بل حياة يتقاسمها الزوجان ، وتضيف المهدي ان المفهوم الخاطىء للزواج يؤثر ايضا في اختيار شريك الحياة ، فاغلب الفتيات تشدهن الامور الشكلية اكثر من أي شيء اخر ، يبهرهن المال والمواصفات الشكلية للشباب ، فيما يركز الشباب على المواصفات المظهرية للفتيات من حيث الجمال والرشاقة اومن حيث الجاه والحسب ، وماقد يتحقق من الزواج منهن من مكسب مالي، ارثا او أي عائد مالي اخر . 
وقد يتسبب الطلاق ايضا وفق المهدي عن طريق من وصفته بالطرف الثالث ، فعدم الابقاء على الاسرار المنزليه حكرا بين الزوجين وافشاؤها لخارج الاسرة يعد سببا مهما في حالات الطلاق ، اذ يتيح هذا لاخرين التدخل بشؤون الاسرة وقد يكون من هؤلاء الاخرين من يفاقم حالة الخلاف بين الزوجين بدل من نصحهما وارشادهما . 

ويضيف القاضي الشرعي فريوان الخوالده سببا اخر لماذكرته الدكتوره المهدي لاسباب الطلاق، وهو تدخل اهل الزوج او الزوجه بشؤون ابنائهم في محاولة رسم خطوط حياتهم واليات عيشهم ، خاصة اذا كان مكان سكن الزوجين مجاورا لسكن اهلهما ، لافتا في هذا المجال الى حالات طلاق عديده العديد منها لمتزوجين حديثا نتجت عن مثل هذا الوضع . 
واستعجال الزواج دون معرفة كافية من الخطيبين بطباع وثقافة كل منهما ، يتسبب وفق القاضي الخوالدة بالطلاق ايضا ، فاستعجال الزواج وقصر مدة الخطوبه يعني بالضرورة عدم دراسة أي من الزوجين للاخر بشكل كاف ليلم بكل تفاصيل شخصيته . 

ومن الصفات التي قد يكتشفها احد الزوجين في الاخر ولكن بعد فوات الاوان كماقال القاضي الخوالدة الكذب واخفاء الحقائق والخيانة الزوجيه ، مما يفقد ثقة كل منهما بالاخرفيحتكمان للطلاق ، وهناك ايضا يضيف القاضي الخوالدة بخل الزوج وعدم الانفاق المناسب على زوجته واسرته ، ومن اسباب الطلاق ايضا عدم احترام أي من الزوجين لشريك حياته فيتبادلان لادنى سبب الفاظ الاهانة التي قد تصل حد ضرب الزوج لزوجته . 

ومن منظور شرعي فقد اباح الله الطلاق لدواع واسباب لايمكن تفاديها وان اعتبره ابغض الحلال ، وحدد الشرع الاسلامي وفقا لشيخ الاسلام ابن تيمية احكاما خمسة للطلاق وهي الوجوب والاستحباب والتحريم والكراهية والاباحة ، فيكون الطلاق واجبا في حال عدم قيام الزوج بواجباته كرجل حيال زوجته ، كما يكون الطلاق وجوبا في حال الشقاق الذي لايمكن علاجه ، اما استحباب الطلاق فيكون بالمخالعة أي ان تطلب الزوجه الطلاق لنفسها وتصر على ذلك لاسباب تخصها ، او اذا كانت مفرطة في حقوق الله تعالى كالصلاة ونحوها، ولم يفلح معها الوعظ والنصيحة، وقد يكون الطلاق مباحاً بحسب ابن تيمية إذا كان خلق الزوجة سيئاً، ويكون الطلاق محرماً إذا لم يكن له داعٍ أو سبب، ولما في من حرمان الزوجين ، وأخيراً قد يكون الطلاق محرماً إذا طلق الزوج زوجته ثلاث تطليقات مرة واحدة، أو وقع في فترة الحيض . 
ولاتقاء الطلاق لابد بحسب مهتمين بالشان الاجتماعي لابد من الاخذ ببعض الحلول العلاجية التي تحول دون وقوع الطلاق ، تبدأ بمحاولة الزوجين علاج مشاكلهما بنفسيهما ، وان يحاولا الابتعاد عن بعضهما لمراجعة النفس ولياخذ كل منهما وقتا كافية من التفكير ، فقد يكون هذا كفيلا باعادة الدفء لمشاعرهما ، كما ينصح بعدم التشبث بالراي وان يكون منطلقا من ردة فعل لاتاخذ بمايترتب على الطلاق من عواقب وخيمة بعين الاعتبار. 
ومن سبل العلاج ايضا بحسب المهتمين اياهم تحكيم الاهل والعقلاء في المشاكل الشاجرة بين الزوجين لمعالجتها، ولتوعيتهما بكيفية تجنب الوقوع في اية مشكلات تفاقم الخلاف بين الزوجين تاليا . 

زر الذهاب إلى الأعلى