هكذا ماتت ميرا ..فهل سندفن معها ملفات الفساد !
ليس مجرد وفاة طفلة، احترق جسدها الغض اثر حريق منزل ذويها! بل هي قضية وطن وملفات تلو الملفات فتحت أبوابها على مصراعيها مئات المرات!
ميرا في جوار ربها الآن وتسألنا بأي ذنب لم أعالج .. ولما والدي لا يملك تأمينا صحيا ؟.
ايعازات الرزاز بالعلاج جاءت متأخرة .. فالقدر لم يمهل ميرا لتقلي العلاج .. فذهبت النفس المطمئنة عند ربها.
عم ميرا روى والألم يعتصر فؤاده وعلامات الحزن قد بدأت تحفر في أخاديد في ثنايا وجه.
يقول لنا :
* ميرا يشملها التأمين الصحي لأنها دون 6 سنوات ولكن لا يوجد سرير في مستشفى البشير !! .
* 6 ساعات أخرى في مستشفى البشير، والوعود المعسول بتأمين سرير لها .. وفي النهاية لم يكن هناك تحرك من أي كادر طبيبي، وأخيرا لا سرير لطفلة تبلغ من العمر 3 سنوات .. كيف سيكون حالنا لو أصبنا بزلزل أو كارثة طبيعية أو مرض عارم .. أين سنذهب!!
* أدخلت ميرا مستشفى الاسراء ، دون أي اجراءات علاجية فعالة وبقيت في الغيبوبة يومين على حد قوله، مشيرا إلى أن المستشفى لا يوجد فيه قسم متخصص لعلاج الحروق فلما قبل ادخالها ابتداء !! في النهاية ووقع والدها على شيك قدره 5 آلاف دينار مقابل اخراجها.
* تحركت الحكومة الرشيدة أخيرا .. بعد أن كشف الطابق ونشر الغسيل في كل حدب وصوب .
* تم نقلها بإيعاز من دولة رئيس الوزراء لتلقي العلاج في المدينة الطبية، ولكن كف القدر كان أقرب.
* المدينة اخبرتهم أنها غير مؤمنة صحيا وكلفة العلاج في اليوم الواحد 600 دينار، فوالدها غير عسكري !!
اليوم ستدفن ميرا .. فهل سندفن معها ملفات الفساد، والتأمين الصحي، ومستشفى البشير، قضياها المثيرة للقرف والتي يبدو أن لا نهاية لها.. هل سيبقى المواطن يئن من القهر والألم أمام مستشفيات وزارة الصحة ! لعدم توفر سرير أو دواء أو تأمين صحي!!.
احترق جسدك يا ميرا .. ولكن أنت حرقت قلوبنا