الآلية القانونية لأجراءات عزل الرئيس في الدستور الأمريكي

عمان 1 :
وسط تصاعد دعوات النواب الديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي لمساءلة الرئيس ترمب وعزله من منصبه، تثور تساؤلات عن كيفية العزل والإجراءات اللازمة له، والرؤساء الذين تعرضوا للعزل سابقا.
ما هي "المساءلة بهدف العزل" (Impeachment) في النظام السياسي الأمريكي؟
أدرج مؤسسو الولايات المتحدة العزل في الدستور الأمريكي ضمن الخيارات المتاحة أمام الكونغرس لإقالة الرؤساء.
كان العزل وهو مفهوم في القانون العام الإنجليزي، واحدا من النقاط الأكثر إثارة للجدل خلال المؤتمر الدستوري الذي عقد عام 1787 في فيلادلفيا.
اتفق المجتمعون على أنه يمكن عزل الرؤساء إذا أدانهم الكونغرس "بالخيانة أو الرشوة أو غيرها من الجرائم والجنح الكبرى".
الذي يملك السلطة الوحيدة بمقتضى الدستور لطرح بنود العزل هو مجلس النواب الأمريكي، حيث يمكن أن تبدأ إجراءات المساءلة والعزل في اللجنة القضائية بالمجلس.
إذا وافق مجلس النواب على مواد المساءلة أو "عزل" الرئيس فإنه يخضع للمحاكمة أمام مجلس الشيوخ الأمريكي.
على أي أساس يمكن مساءلة الرئيس بهدف عزله؟ وكيف يجري تنفيذ إجراءات العزل؟
بموجب الدستور الأمريكي يمكن عزل الرئيس ونائب الرئيس و"جميع الموظفين المدنيين في الولايات المتحدة" من مناصبهم بسبب "الخيانة أو الرشوة أو غيرها من الجرائم والجنح الكبيرة".
لبدء إجراءات الإقالة يقوم أحد أعضاء مجلس النواب بتقديم مشروع قرار بالعزل أو يمكن لمجلس النواب بأكمله التصويت لبدء التحقيق فيما إذا كانت هناك أسباب للمساءلة بهدف العزل.
تقوم اللجنة القضائية في مجلس النواب أو لجنة خاصة بالتحقيق.
تصوت اللجنة على ما إذا كانت ستجري تصويتا في مجلس النواب بأكمله أم لا.
يجب أن يحصل قرار المساءلة بهدف العزل على أغلبية بسيطة على الأقل في المجلس المكون من 435 عضوا.
إذا صوت مجلس النواب بالموافقة على مساءلة الرئيس ينتقل الأمر إلى مجلس الشيوخ، حيث تُعقد له محاكمة يترأسها كبير القضاة في المحكمة العليا.
يلزم الموافقة بأغلبية ثلثي الأصوات في مجلس الشيوخ المؤلف من 100 عضو لإدانة الرئيس وعزله من منصبه.
يتكون مجلس الشيوخ حاليا من 53 عضوا جمهوريا و45 ديمقراطيا واثنين من المستقلين الذين غالبا ما ينضمون للديمقراطيين.
هذا يعني أنه سيتعين على 20 جمهوريا على الأقل الانضمام للديمقراطيين والمستقلين والتصويت لعزل الرئيس.
هل جرت إجراءات المساءلة بهدف عزل رئيس أمريكي سابقا؟
نجحت إجراءات مساءلة رئيسين أمريكيين فقط، ولكن في كلتا الحالتين لم يحدث عزل الرئيس من منصبه.
في عام 1868 جرت مساءلة الرئيس أندرو جونسون في أعقاب الحرب الأهلية الأمريكية وفي عام 1998 جرت مساءلة بيل كلينتون لقضاء.