النسور والطراونة .. فصل جديد في مسرحية الضحك علينا!!
النسور والطراونة .. فصل جديد في مسرحية الضحك علينا ..
محمد الصبيحي
ابتدأ مقالي بتصريح لوزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون بعد مقتل السفير الامريكي في بنغازي اذ قالت حرفيا ( لقد أنذرنا الحكومات العربية قبل أسبوعين من الربيع العربي في لقاء تم في الدوحة وقلنا لهم أن أسس المنطقة تغرق في الرمال وأن المنطقة ذاهبة نحو السقوط ما لم تحدث أصلاحات جذرية , واليوم أكرر وأقول بأننا لن نعود الى الوراء ولم نعود الى ما قبل العام 2011 فهذا أصبح مستحيلا بل أصبح يهدد مستقبلنا وأمننا ) .
ويبدو أننا هنا في الاردن لم نتعلم الدرس أو نواصل النجاح في الامتحان عبر الغش في الاجابات متناسين أن النجاح عن طريق الغش هو نجاح ورقي لا يصمد في أمتحان الحياة العملية , ولذلك فقد تمكنا من أنجاز تعديلات على مواد في الدستور وأطلقنا عليها تسمية أصلاحات , وبدلنا تسريحة رئيس الوزراء فمن رئيس بصلعة غير جميلة الى رئيس أبيض الشعر , ومن رئيس من جنوب المملكة الى رئيس من وسطها - مرحلة هز الوسط - , ومن قانون بصوت واحد الى قانون بصوت واحد ولون جديد , ومن قضاء يحاكم جزءا من الفاسدين الى قضاء يطوي ملفات الفساد بالجملة - وهذا الجزء له حديث أخر أكثر خطورة من جرم أطالة اللسان - .
مالذي تغير أذن ؟
رئيس وزراء قديم ( فايز الطراونة ) أفسد قانون الانتخاب وحال دون تمكين الشعب من قانون مقبول وتنقل بين مجالس أدارات شركات فاسدة يصبح رئيسا للديوان الملكي , ورئيس وزراء ( عبد الله النسور ) ضحك علينا في مسألة دعم المحروقات فبانت أرقامه كلها مزيفة وأشبعنا مدحا لنفسه وأشادة بعلمه ويهدد النسيج الاجتماعي والاقتصاد الوطني بالتلويح بمخاطر الافلاس و كان نائبا نجح بفضل الناخب ( السري ) ثم عارض حكومة الطراونة بشراسة وحجب عنها الثقة يحاول الان أن يعود رئيسا للوزراء ؟؟ فكيف يتفق رجلان متناقضان الاول في الديوان والثاني في الحكومة ؟!! اللهم الا اذا كان التناقض بينهما مجرد فصل من مسرحية لمخرج يختفي خلف الستار ؟؟ وما هي الصفقة السرية بين الرجلين حتى تلتحم مصالحهما فجأة ؟!!
ماهو التغيير نحو الامام الذي أنجزه النظام ليس منذ العام 2011 وانما منذ العام 2000 وحتى الان , وما هو الانتصار الوطني الذي يمكن لنا أن نحتفل به ونبني له نصبا تذكاريا يتذكره أبناؤنا من بعدنا ؟؟ .
لماذا نواصل وبأصرار نفس الحكايات القديمة ,, الانتخابات غير النزيهة , وتشكيل الحكومات بذات الطريقة عبر المصالح المتشابكة ؟؟ لماذا نصر على الضحك على أنفسنا وأقناعها بأننا نسير الى الامام وفق برنامج أصلاحي ونحن في الواقع لا نفعل شيئا يتجاوز محاولة طلاء المنزل من الخارج والتغاضي عن تآكل الجداران والاساسات التي تتسرب عبرها مياه الفساد الآسنة ؟؟
بقاء الطراونة وعودة النسور ليس مبررا للمعارضة فقط وانما يجعل النزول الى الشارع واجب وطني ؟
واذا كان العالم عبر لسان كلينتون يقول ( لن نعود الوراء ) فنحن في الاردن لم نتقدم خطوة واحدة حتى نهتف بعدم العودة الى الوراء , وعلينا أن نهتف ( لن نواصل الوقوف في مكاننا ولن نسكت عن مسرحية الضحك علينا )
- ينشر هذا المقال بالتزامن بين موقع جفرا نيوز وموقع عمان 1 الاخباري –