تسمين حزب سياسي في مزرعة الشعب
حزب الوسط الاسلامي يرسب في الامتحان الاول
محمد الصبيحي
يعرف الصديقان العزيزان النائب مصطفى العماوي والمهندس مروان الفاعوري أن الحكومة القادمة لن تقبل الالتزام بالشروط أو المحددات السبعة التي وضعها نواب الحزب أمام رئيس الحكومة القادم , وأولها تطبيق المرجعية الاسلامية في شؤون الدولة وامتلاك الولاية العامة حسب شروطها الدستورية والالتزام بعدم رفع أسعار الكهرباء وسلع أخرى .. الخ
ولأن مؤسسي حزب الوسط الاسلامي وعلى رأسهم المهندس الفاعوري قد خرجوا جميعا من رحم جماعة الاخوان المسلمين فاننا كنا نعتقد أن الخروج من حزب الاخوان لايحول دون ثبات المرجعية والمبادىء , نعم تتغير التنظيمات ولا تتغير المرجعية الفكرية والعقائدية ,, تتغير المصالح ولكن بحدود تغير حاجات الناس وشؤون دنياهم وفي حدود أحكام الشريعة وثوابتها .
لقد تابعت بدقة الصفقة الرخيصة التي يسميها رئيس الديوان الملكي مشاورات برلمانية ديمقراطية وكنت أتوقع من بعض الكتل السعي للحصول على ثمن مجز مقابل الموافقة على الصفقة ولكنني لم أكن أتوقع أبدا من حزب أسلامي أن يكون هو الاداة التنفيذية للصفقة والداعم الاول لتسويقها وأنجازها .
كنا نعتقد أن وجود حزب الوسط الاسلامي في مجلس النواب سيملأ فراغ غياب الاخوان المسلمين , وسيشكل قوة المعارضة التي تجعل للديمقراطية طعم ولون وتجعل الحكومات تحسب لكل خطوة ألف حساب ,
وكنا نعتقد أن حزب الوسط الاسلامي لن يمنح الثقة لأي حكومة مسبقا حتى يرى الافعال تطابق الاقوال بعد أن خدعونا مرات ومرات بالبيانات الوزارية المنمقة الرنانة
ولكننا نفاجىء اليوم أن حزب الوسط ( الاسلامي ) حكومي أكثر من الحكومة باحث عن المناصب الوزارية أكثر من المستوزرين على أبواب رؤساء الحكومات !! ولو أنه بادر لترشيخ شخصية أسلامية مستقلة لرئاسة الحكومة لأعذرناه وقلنا أنه يسعى لتصيحيح المسار والاصلاح ما أستطاع , ولكنه ارتمى عند أول عرض مغر , ورسب في الامتحان الاول ,, الامتحان في مادة الفكر الاسلامي !!
وأعرف أن هذا الحزب يضم بعض الاصدقاء الانقياء الذين يحملون هموم الامة في قلوبهم وعقولهم ولا يسعون لعرض الدنيا الزائل ولا لبريق المناصب الخداع , وأن كثيرين منهم حين تتجافى جنوبهم عن المضاجع وينهضون لمناجاة الخالق والناس نيام لن يقبلوا أن يكون أسم ( الاسلامي ) مجرد مسوغ أو ديكور يمنح المشروعية لحكومات لن تفعل شيئا في مواجهة الفساد والافساد في المجتمع , ولن يكونوا أداة لتزكية الفاسدين والمتخاذلين والممثلين على شعبنا الطيب المسالم .
اننا نطالب نواب ( الوسط الاسلامي ) أما بترشيح شخصية أسلامية لرئاسة الوزراء وفق شروط ومحددات حتى لو لم ينجح في نيل ثقة المجلس , وإما الجلوس في مقاعد المعارضة البرلمانية ورفض المشاركة في الحكومة وحجب الثقة عنها , وبعكس ذلك ليس لكم الحق بوضح كلمة ( الاسلامي ) صفة لحزبكم .
وأخيرا أقول أن تسمين حزب سياسي في مزرعة الشعب ليست أكثر من أعداد خروف للأضحية !!! .
- ينشر بالتزامن بين عمان 1 الاخباري - وجفرا نيوز