غضبة النواب وأبتسامات النسور والشعب المنكوب برجالاته
غضبة النواب وابتسامات النسور والشعب المنكوب !!
محمد الصبيحي
أنفجر غضب النواب في وجه الحكومة بسبب قرار رفع سعر المشتقات النفطية , ومنهم من أرغى وأزبد دون أن يعلم الناس شيئا عن ذلك الغضب العرمرمي , فكان أن ألح النواب على ضرورة بث التلفزيون لتسجيل الجلسة كاملا أبراء لذممهم أمام ناخبيهم ..
كل النواب تقريبا وعدوا الناخبين أثناء الحملات الانتخابية بالوقوف ضد رفع الاسعار , وها هم أوفوا بالوعد بحذافيره اذ لم يوضح أي منهم ان كان الوقوف ضد رفع الاسعار كلاميا أم بالفعل .
كان رئيس الحكومة ( البطل ) يعرف مسبقا أن النواب مجرد ظاهرة كلامية وسيغمرهم الرضى ببث كلماتهم وصبره عليهم وعدم أنجراره الى الغضب والنرفزة , فتركهم ينفجرون فيما كان يبتسم بين فينة وأخرى , مدركا أنهمم سيفوزون بالكلام وينفذ هو بالقرار المشؤوم , وأنهم مهما صرخوا وبحت أصواتهم فان الخطاب موجه الى الشارع وليس الى الرئيس وحكومته وبالتالي فماعلاقته بما يقولون ؟
وغدا اذا ما تم تكليف النسور بتشكيل الحكومة سترون رأي العين من من كان يصرخ عليه ضد رفع الاسعار سيصرخ له ( ثقة ونص )
وفي كل مرة أسمع الرئيس يرد على النواب يثبت لي أن دولته متأثر بالشعر الجاهلي حيث كان لازما أن يبدأ الشاعر قصيدته بمدح نفسه وتفخيمها أولا , وقد أدركت ذلك حين وجدت دولته في كل مرة يتحدث فيها يبدأ بالحديث عن نفسه وعن حرصه وخبرته وعلمه ويكرر دائما عبارة ( وأنا صادق فيما أقول ) , ويكرر عشرات المرات التأكيد على حرصه على المصلحة االوطنية , ومع ذلك فان الشعب غير مقتنع بما يقول , فاما أن الرئيس غير مقنع أو أن الشعب بما فيه من أحزاب ونواب وخبراء وسياسيين جاهل لايعرف مصلحته ؟!
واذا كان هناك بين النواب من يزعم أن غضبتهم حقيقية وليست أعلامية فهناك طريقة واحدة لأثبات ذلك وهي طرح الثقة بالرئيس وحكومته , دعونا نرى أفعالا لا خطبا جوفاء وتوسلات الى الرئيس ليعود عن قراره , لاحظوا أنهم كانوا يوجهون الحديث اليه منفردا وينسبون القرار اليه منفردا وليس الى الحكومة وهذا دليل أنها حكومة الرجل الواحد .
ان طرح الثقة بالرئيس وحكومته هو المعيار الوحيد لصدق خطبكم الرنانة يا حضرات النواب , واذا كان بينكم من سيقول أن الحكومة راحلة بطبيعتها قريبا ولا حاجة لطرح الثقة بها فالجواب أن السكوت وتمرير القرار يعطي القرار مشروعية بيد الحكومة القادمة ويبرر تنفيذه في عهدها , بالاضافة الىى حجب الثقة الان تعبير عن غضب وأرادة الشعب وقطع للطريق على الرئيس من أعادة تكليفه بالحكومة
ويقينا لو كان لدى الرئيس أدنى شك بأن النواب سيطرحون الثقة بحكومته فور قرار الرفع لما أتخذ القرار , ولكنه مطمئن يبتسم ويعطي الظاهرة الصوتية فرصتها لتفريغ شحنة زائفة أمام شعب منكوب برجالاته .
- ينشر المقال بالتزمان مع موقع جفرا نيوز -