الصبيحي يطالب السعودية والامارات باعفاء الاردنيين من التأشيرات
((مناسبة هذا المقال أعلان دولة قطر أعفاء المواطنين المغاربة من تأشيرة الدخول))
صلي على النبي طال عمرك ..وبعد الصلاة على النبي المصطفى أقول لك:
كل ذلك الحديث الممل المستمر منذ أكثر من سبعين عاما عن العلاقات الاخوية بين الاردن والسعودية ودول الخليج , وكل ذلك التنسيق السياسي الذي يكاد أحيانا يصل حد التبعية في المواقف حتى في هلال رمضان وهلال شوال لم يشفع للشعب الاردني أن يدخل ابناؤه الى بلاد الاشقاء الحبايب دون تأشيرة مسبقة من السفارات مثله مثل الامريكي أو الكندي أو الاوروبي.
كل روابط اللغة والدين والجوار والهم المشترك والعشائر المتشابكة الاصول والنسب لم تشفع لأبناء الشعب الاردني بالدخول الى دول الاشقاء الحبايب بدون تأشيرة قد تحصل عليها وقد لا تحصل الا بدعوة من هناك ومعاملات وأوراق ومرور أمني دقيق , بينما تنحى روابط الدم والدين واللغة جانبا عندما يأتي الامريكي أوالكندي أوالفرنسي أو الانجليزي رافع الرأس مكرما معززا.
كل تلك الروابط المتينة التي يستعصى على بشر الغاءها لم تحل دون أن يكون راتب الطبيب الاردني الذي يحمل الجنسية الامريكية ضعف راتب الطبيب الاردني الذي لايحمل سوى الجنسية الاردنية حتى لو تساوى الاثنان في التخصص والخبرة والشهادة , وتزداد المسافة اتساعا حين يكون الطبيب أو المهندس أمريكي الام والاب كابرا عن كابر , وعلى رأي أحد المشايخ المتطرفين فان كل تلك الروابط لم تحل دون معاملة تفضيلية ( للكافر ) على الاردني ( المسلم ).
لقد سئمنا كشعب المظاهر الشكلية في الزيارات الرسمية والتصريحات الاعلامية التي لم يتغير مضمونها وحرفيتها منذ أكثر من سبعين عاما ولم تنعكس كل تلك الابتسامات واللقاءات ( الاخوية ) على المواطن الاردني بشيء , حتى بات الاردني يسأل هل أنا عربي ( دون ) ؟؟ لماذا يدخل السعودي والكويتي والقطري والاماراتي الاردن بدون تأشيرة وأهلا ومرحبا حتى شرطة السير لديها تعليمات بعدم تحرير مخالفات لسياراتهم , أما انا فعلي أن أقف في الطابور على ابواب السفارات وأن أتوسل فلانا وفلانا ليرسل لي دعوة وتأشيرة دخول الى بلد أخي في الدين والدم في الرياض أو ابوظبي أو الدوحة أوالكويت؟؟
ويقولون أن هناك مبدأ في العلاقات الديبلوماسية الدولية يسمى ( المعاملة بالمثل ) أهلا يا معاملة بالمثل !!! هل يجرؤ رئيس حكومة أردني أن يرفع رأسه مقررا المعاملة بالمثل ؟؟ بل لم يجرؤ كاتب أردني أن كتب مطالبا بذلك . وأنا بالطبع لا أطالب به , على مبدأ الاردن العربي .. الاردن القومي .. الاردن الحضن الدافىء لكل الاشقاء .. الاردن الكريم الذي لايغلق بابه في وجه اخ أو ضيف .. مع أن صديقي حمود الذي هاجر الى استراليا اتصل بي بعد غياب سنتين قائلا ( خلي الكرم والحضن الدافىء والقومية تنفعكو ).
تحياتي الى المملكة المغربية التي تفرض نفسها ووزنها ولا تضيرها المليارات المتطايرة في الاجواء.