بالحيلة والخدعة وشروط مقيّدة تسلل بن غفير كاللصوص للأقصى
عمان1:اختصر المتطرف اليهودي إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال، اقتحامه للمسجد الأقصى المبارك في 12 دقيقة، متسللًا كاللصوص، خشيًة من أن يؤدي ذلك إلى ردود فعل فلسطينية قوية.
وتباينت ردود الفعل “الإسرائيلية” حول إقدام بن غفير على اقتحام المسجد الأقصى، فمنهم من قابله بسخرية وآخرون هاجموه بشدة، فيما رفع جيش الاحتلال حالة التأهب في جميع المناطق الفلسطينية المحتلة، وقرب حدود قطاع غزة المحاصر.
ويتخوّف الاحتلال ومستوطنوه من أن تؤدي استفزازت الفاشي بن غفير إلى اندلاع تصعيد مع المقاومة الفلسطينية في غزة أو تصاعد للعمليات الفدائية في الضفة والقدس والداخل.
“تسلل كاللصوص”
عضو الكنيست “الإسرائيلي”، يفعات شاشا بيطون، عقّب على تنفيذ بن غفير اقتحامه للأقصى قائلًا “في حكومة نتنياهو، اضطر بن غفير أن يصل إلى الأقصى في الليل مثل اللصوص لأنهم كانوا خائفين من حماس”.
ووافق عضو الكنيست الآخر، نعما لازيمي، رأي بيطون، موضحًا أنّ “ما يهم بن غفير ليس الأمن القومي الإسرائيلي، بل السلطة والسيطرة من خلال إجراءات تؤدي إلى العنف و إراقة الدماء”، مطالبًا “بضرورة منع هذا المجنون من تهديد الأمن القومي، وإجبار إسرائيل على دفع الثمن باهظاً نتيجة استفزازاته”.
فيما أوردت إذاعة جيش الاحتلال، أنّ رئيس الشاباك رونين بار لم يعبّر عن أي معارضة لاقتحام بن غفير للأقصى، مشيرة إلى أن ذلك لن يتم إلا من خلال عدة شروط أُلزِمَ بها، منها أن يكون الاقتحام في الساعات الأولى من الصباح كما حدث اليوم، بالإضافة إلى عدم أداء أي طقوس مستفزة، وأن الاقتحام سيتم بطريقة منظمة ومنسقة.
“ثلاثة سيناريوهات”
بدوره، اعتبر الخبير في الشأن الإسرائيلي، سعيد بشارات، أنّ اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى المبارك كان مفاجئًا للجميع، مبينًا أن تفسير هذا التصرف يعود لثلاثة سيناريوهات، أولها يتمثل باتفاقٍ ثلاثي بين بن غفير ونتنياهو والمنظومة الأمنية الإسرائيلية، بتمرير عملية تضليل وإيهام أنه تراجع عن الاقتحام، ليخفف بذلك حالة التوتر، ولا يحضر المرابطين إلى الأقصى.
وقال إنّ “ثاني السيناريوهات وهو ما أرجحه، أنّ بن غفير شعر بالاستفزاز ليلة أمس بعد تلقيه انتقادات واسعة من الجميع “سياسيين ووسائل التواصل الاجتماعي”، بأنه تراجع عن الاقتحام لأنه يخشى ردة الفعل، فردّ على كل ذلك باقتحام المسجد”.
والسيناريو الثالث لاقتحام بن غفير للأقصى وفقًا لبشارات، “ضعف نتنياهو أمام بن غفير، وأن الأخير قادم فعلًا لتنفيذ كل أجندته المتطرفة، وأنه لا يكترث كثيرًا لزعيم الحكومة الجديد”.
“ضرب قرارات نتنياهو بعرض الحائط”
راسم عبيدات المختص في شؤون القدس، أكد أن إقدام بن غفير على اقتحام المسجد الأقصى رغم التحذيرات والدعوات للتراجع عن ذلك، يعكس تحكمه في القرار السياسي، وضربه بعرض الحائط كل قرارات نتنياهو، وعدم إعطائه أي أهمية لها.
وقال عبيدات إنّ “اقتحام بن غفير للأقصى دليل على أن مشروعه ومخططه الإرهابي واضح بفرض وقائع جديدة”.
وأضاف “المشهد في دولة الاحتلال بعد تشكيل الحكومة التي تضم بن غفير ووسيموتريتش، انتقل من أطراف المشروع الصهيوني إلى قلب المشروع، حيث أعطى فرصة لهؤلاء بالتحكم في الحكومات “الإسرائيلية”.
وأشار إلى أن “الحاخامية الكبرى” قدمت 11 مطلبًا، فيما يتعلق بالأقصى، طرحت أمام مفتش عام شرطة الاحتلال، وطلبوا الاجتماع مع بن غفير.
“حسم الصراع”
من جانبه، يرى الباحث في الشأن الإسرائيلي، د.صالح النعامي، أن اقتحام وزير الأمن القومي الصهيوني بن غفير للأقصى يأتي في إطار تطبيق الحكومة الحالية من إستراتيجية “حسم الصراع” بدل “إدارته”.
ووفقًا لرؤية النعامي، فإنّ ” اقتحام بن غفير للأقصى أضفى طابعا رسميا على المس بالأقصى، وسيكون ذلك مقدمة لخطوات الحسم القادمة: صلاة اليهود فيه، تقاسم زماني، مكاني، تهويد كامل، وبناء الهكيل على أنقاضه”.
وشدد على أنّ “(حسم الصراع) سيتمثل أيضًا في ضم مناطق “ج” فعليا عبر تشريع كل البؤر الاستيطانية التي دشّنت بدون إذن حكومة الاحتلال وصولا إلى فرض السيادة الإسرائيلية على المنطقة”.
وقال إنّ “الحسم الديموغرافي سيكون عبر تطبيق برنامج حركة (المنعة اليهودية) الذي ينص بشكل صريح على تهجير الفلسطينيين في الضفة والقدس وفلسطيني الداخل إلى الدول العربية”.
وأوضح أنّ “استراتيجية (حسم الصراع) تفرض على الفلسطينيين برنامج مقاوم شامل، يتم فيها توحيد كل ساحات النضال الفلسطيني وتكامل أدواتها بشكل فعال، وليس عبر خطوات مجتزئة، مثل ترك الضفة لوحدها، أو الاكتفاء بإطلاق صواريخ من غزة، بل فعل مقاوم مستدام يجبي أثمانا باهظة من الاحتلال على كل الصعد”.
وكان المتطرف بن غفير قد أعلن قبل أيام عزمه اقتحام المسجد الأقصى المبارك، قبل أن تشي وسائل إعلام عبرية أنه تراجع عن ذلك خشيًة من ردود الفعل الفلسطينية، لكنه في النهاية تسلل إلى باحات المسجد الأقصى صباح اليوم، في جولة لم تستغرق سوى 12 دقيقة فقط.