الاحتلال يرفض المصادقة على عشرات طلبات البناء بالقدس

عمان 1 : رفضت لجنة التخطيط والبناء في بلدية الاحتلال بالقدس، مؤخرًا، المصادقة على 20 طلب بناء للمقدسيين، بحجّة أن الإجراءات التي كانت متّبعة حتى اليوم لم تعد مقبولة، بحسب ما ذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس الأحد.
ويعني قرار بلدية الاحتلال منعًا شبه تامّ لبناء المقدسيين في المدينة، التي يعانون فيها من تضييقات كبيرة ورفض للاعتراف بملكيّتهم على الأرض والبيوت من قبل الاحتلال. وصوّت ضد المصادقة على الطلبات مندوبو «البيت اليهودي» والليكود وقائمة «مئوحديم» العلمانيّة، بينما صوّتت الأحزاب الحريديّة لصالح المصادقة عليها.
ويعاني المقدسيّون البالغ عددهم 330 ألفًا من أزمة خانقة في قضيّة المسكن، سبّبها رفض الاحتلال الإسرائيلي الاعتراف بملكّيتهم على أرضهم والإهمال التام الذي تتعرّض له المدينة بعد إتمام احتلالها عام 1967، وعدم وجود أي خطط للإسكان.
وتتّخذ سلطات الاحتلال الإسرائيلي من واقع أن أكثر من 90 في المئة من الأراضي غير مسجّلة رسميًا بأسماء ملّاكها في الطابو ذريعةً لرفض طلبات البناء. وللتغلّب على هذه الأزمة، اكتفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال العقود الأخيرة بحصول مقدّمي طلبات البناء على إقرار من المخاتير أو من الشخصيّات الاعتبارية في الأحياء الذين تعترف بهم البلديّة، قبل أن تنقلب البلديّة على هذه الإجراءات بحجّة أنّ «قائمة المخاتير والشخصيات الاعتبارية الموجودة عند البلديّة قديمة وبحاجة إلى تغيير».
ويعني عدم الاعتراف الإسرائيلي بأن البيوت التي هدمت بالفعل ولم تحصل على ترخيص من الاحتلال معرّضة للهدم.
وبيّنت إحصائيّات فلسطينية أن قوّات الاحتلال هدمت نحو خمسة آلاف مسكن فلسطيني منذ عام 1967، وشردّت أكثر من 120 ألف مقدسي، ومنعتهم من العودة. بالإضافة إلى هدم 1706 مساكن بين عامي 2000 و2017، وتشريد 9422 فردا، بينهم 5163 طفلا.
وجددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس الأحد، أوامر الإبعاد للمقدسيين عن ساحات المسجد الأقصى، فيما اقتحم عشرات المستوطنين ساحات المسجد الأقصى بحراسة مشددة لقوات الاحتلال التي واصلت فرضت إجراءات مشددة على دخول الفلسطينيين لساحات الحرم.
وجددت مجموعات من المستوطنين صباح أمس اقتحاماتها للمسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، حيث استنفرت الوحدات الخاصة في ساحات الحرم وقامت بإبعاد الفلسطينيين ووفرت الحماية للمستوطنين، خلال جولاتهم الاستفزازية في ساحات الحرم وقبالة مصلى «باب الرحمة، فيما أدى بعضهم صلوات تلمودية قبالة قبة الصخرة.
كما شن جيش الاحتلال فجر أمس الأحد، حملة دهم وتفتيش في مناطق مختلفة بالضفة المحتلة، تخللها اعتقال العديد من المواطنين، فيما اندلعت مواجهات في بعض المناطق بين شبان وجنود الاحتلال. ووفقا لبيان صادر عن جيش الاحتلال، فإن جنوده اعتقلوا 9 فلسطينيين جرى تحويلهم للتحقيق لدى جهاز الأمن العام (الشاباك) بشبهة المشاركة في أعمال مقاومة شعبية ضد الجنود والمستوطنين.
إلى ذلك، أصدر مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق، تقريره الشهري حول أبرز انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني خلال شهر شباط العام 2019.
ويبين التقرير، أنه استشهد خلال شباط الماضي 8 فلسطينيين، بينهم أربعة أطفال برصاص قوات الاحتلال في الضفة الغربية وعلى حدود قطاع غزة، 6 شهداء من قطاع غزة وشهيدين في الضفة الغربية. ومن بين الشهداء الأسير فارس بارود (51) عاما الذي استشهد في سجون الاحتلال نتيجة الإهمال الطبي المتعمد بعد قضائه (28) عاما في الأسر، وما زالت سلطات الاحتلال تحتجز جثمانه وترفض تسليمه لعائلته في قطاع غزة، حيث لا تزال سلطات الاحتلال تحتجز في ثلاجاتها (37) جثمانا لشهداء من الضفة الغربية وقطاع غزة في مخالفة صارخة للقانون الإنساني الدولي.
ويشير التقرير، أن سلطات الاحتلال اعتقلت خلال شباط نحو 500 فلسطينيا في كل من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، وتركزت عمليات الاعتقال في مدينة القدس المحتلة، عقب قيام المقدسيين بفتح مصلى باب الرحمة المغلق منذ سنة عشر عاما.
وطالت الاعتقالات قيادات ورجال دين ومحامين مقدسيين، كما قامت قوات الاحتلال بإصابة وجرح نحو 810 مواطنا في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس من خلال إطلاق الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط والغاز السام المسيل للدموع، منهم 710 مواطنا أصيبوا على حدود قطاع غزة خلال مشاركتهم في المسيرات السلمية على الحدود، دون أن يشكلوا خطرا على سلطات الاحتلال، ونحو 100 مواطن أصيبوا في الضفة الغربية والقدس نتيجة ممارسات الاحتلال في اقتحام القرى والبلدات والمخيمات.
وحول هدم منازل ومنشآت المواطنين بين التقرير، أن سلطات الاحتلال هدمت خلال شباط 43 بيتا ومنشأة، شملت 17 بيتا، و26 منشأة، من بينها سبع عمليات هدم ذاتي في مدينة القدس شملت هدم خمسة بيوت ومنشأتين، قام أصحابها بهدمها ذاتيا تجنبا لدفع غرامات مالية باهظة في بلدات سلوان، وجبل المكبر وصور باهر. وتركزت عمليات الهدم الأخرى في بلدات وأحياء جبل المكبر، والثوري، ورأس العامود، وصور باهر، وبيت حنينا، والجيب ومخماس بمحافظة القدس، وقرية النبي إلياس شرقي قلقيلية، وخربة الرأس الأحمر في الأغوار الشمالية بمحافظة طوباس، وقرية الولجة وبئر عونه بمحافظة بيت لحم، ومنطقة مسافر يطا وبلدة سعير والفوار بمحافظة الخليل، وبلدة كفر الديك غربي سلفيت، وقرية بيت دجن شرقي محافظة نابلس.
وأخطرت سلطات الاحتلال 32 بيتا ومنشأة بالهدم ووقف البناء والترميم، وشملت الإخطارات مسافر يطا وبلدتي أذنا والشيوخ بمحافظة الخليل، ومنطقة بئر عونه شمالي مدينة بيت لحم، وبلدة العيساوية وأحياء الصوانة والثوري بمدينة القدس المحتلة، وقرية سبسطية غربي نابلس، وقرية رافات غربي محافظة سلفيت، وقرية النبي إلياس شرقي قلقيلية.(وكالات)