الجيش العراقي ينشر مضادات جوية أعلى مبان حكومية

عمان1:عبّر العراقيّون مُباشرةً عن مخاوف، وطرحوا تساؤلات عديدة، بعد انتشار مقطع فيديو تضمّن لقطات لافتة، لنشر مُضادّات جويّة على أحد المباني الحكوميّة، وتحديدًا بمنطقة الغزالية في العاصمة العراقيّة بغداد، حيث بشّرهم وضع تلك المُضادّات بوجود واقع أمني خطير قادم، دفع لنصبها، وعلى أكثر من مبنى حكومي في البلاد كما تردّد.
ومع بعض التشكيك الذي حضر مع ظُهور المُضادّات بأنها ليست في العراق، جاءت تصريحات المتحدّث باسم قيادات العمليّات المُشتركة العراقيّة الإعلاميّة اللواء تحسين الخفاجي، لتُؤكّد نصبها، وشرح أسباب ذلك.
وقال اللواء الخفاجي بأنّ الغرض من نصب مُضادات للطيران على أحد مباني العاصمة، كان “للمُناورة والانفتاح والتدريب”، نافياً الخفاجي بأن نصبها بسبب وجود خطر مُحدق أو استعدادًا لحدثٍ أمنيّ.
واقتصرت عمليّات نصب الدفاعات الجويّة على بناية واحدة في منطقة الغزالية، فبحسب تصريحات إعلاميّة للمتحدّث اللواء الخفاجي، فقد جرى سحبها، ونقلها إلى مناطق أخرى، لكن في تصريحات أخرى تحدّث اللواء الخفاجي عن وضع المضادات الجويّة فوق المباني الحكوميّة (يعني أكثر من مبنى) وهو بحسبه إجراء روتيني تتبعه كل دول العالم.
وسائل إعلام محليّة عراقيّة أكّدت من جهتها استمرار وضع المُضادات الجويّة على مباني مدنيّة في منطقة الغزالية مُنذ يوم أمس، وقالت وفق شهود عيان بأن الجهات التي وضعتها، والآلات مدنيّة داخل أحياء سكنيّة، فيما أشارت ذات وسائل الإعلام إلى أن تصريحات حكوميّة رسميّة قالت بأن نصب تلك المُضادات يعود لوجود برنامج حكومي، ولا جود لأسباب عسكريّة، أو إرهابيّة استدعت نصب هذه الدفاعات.
ومن غير المعلوم إذا كان سحب هذه المنظومات قد تم بالفعل قبل أن تُثير الجدل حول أسباب نصبها، أو بعده، فتوقيت نصبها أثار التساؤلات، فلماذا تُجري القوّات العراقيّة هذه المُناورة، أو كما وصفها الخفاجي بمُناورة بداعي الانفتاح، أو وفق المصطلح العسكري “التجربة”، حيث هذا المشهد “التجربة” غير مُعتاد للعراقيين، ولكنّه أيضاً يصب في سياق تفعيل منظومات الدفاع الجوّي العراقيّة.
وأقرّ اللواء الخفاجي في تصريحات أخرى، أن هذه الدفاعات تأتي لمنع أي خرق أو تهديد أمني، تتعرّض له تلك الأهداف الحيويّة، ما يطرح تساؤلات حول تلك الأهداف الحيويّة الذي كان يُريد العراق حمايتها، ودفعته بشكل فاجأ العراقيين، وأقلقهم لنصب هذه المُضادات.
وزارة الدفاع العراقيّة لم يصدر عنها توضيح رسمي حتى كتابة هذه السطور عبر أقنيتها الرسميّة.
وفي سياق الإجراء الروتيني أو “التجربة” التي يجري الحديث عنه في العراق لتبرير نشر المُضادات الجويّة، لجأت روسيا قبل أشهر، وفي ظل حربها مع أوكرانيا، لنشر أنظمة صواريخ دفاعيّة على أسطح مباني حكوميّة وثّقتها وسائل إعلام روسيّة، وكانت في إطار استعداد موسكو كما قالت صحيفة “الغارديان” إلى أن الكرملين يستعد لهجوم مُحتمل على العاصمة موسكو، وقد تعرّضت الأخيرة لهجمات مُسيّرات لاحقاً بالفعل.

زر الذهاب إلى الأعلى