قرار صادم .. السلطة تمنع أهالي الضفة من الاحتفال باتفاق وقف إطلاق النار بغزة

عمان1:من جديد أثارت السلطة الفلسطينية حالة من الغضب والغليان في الشارع الفلسطيني، بعد قرار وصف بـ”الصادم” بمنع أي مظاهر احتفال وابتهاج بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة “حماس”، والذي يدخل حيز التنفيذ ظهر يوم الأحد المقبل.
ورغم أن أهالي غزة قد احتفلوا بهذا القرار الذي انتظروه لأكثر من 470 يومًا، إلا أن هذه المظاهرة قد غابت بشكل مُلفت في مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة، بسبب الإجراءات “الصارمة” التي اتبعتها قوات أجهزة أمن السلطة لمنع وقمع أي مظاهر مساندة لغزة.
هذا القرار أشعل الكثير من الغضب والانتقادات حول الدور “الصريح” الذي تلعبه السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، في ظل حالة عدم الرضى والغضب المتصاعد بسبب العملية الأمنية غير المسبوقة التي تشنها على مدينة جنين ومخيمها منذ الـ14 من شهر ديسمبر الماضي.
وكذلك طرح هذا القرار على ساحة تساؤلات حول دوافع وأسباب منع الاحتفال بـ”نصر” غزة في مدن الضفة الغربية، خاصة أن إسرائيل هي من أصدرت في البداية قرار منع أي احتفالات بالضفة والقدس بهذه المناسبة التي أدخلت البهجة رغم قساوتها وما تحمله من ألم في قلوب الفلسطينيين.
في وقت متأخر من ليلة أول أمس، أفادت مصادر محلية في الضفة الغربية، بأن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية انتشرت في وسط مدن الضفة لمنع المواطنين من الاحتفال باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأمس قرر وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بمنع الاحتفالات بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وأصدر تعليماته للجيش وأجهزة الامن المختلفة بمراقبة ذلك في الشارع والتعامل معه بقوة وسرعة.
في حين لاقت حملات أجهزة أمن السلطة لمنع وقمع الاحتفال في الضفة بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حالة من الاستهجان والانتقاد وسط اتهامات بدورها كـ”حارس أمن مُطيع” لإسرائيل.
وفي ذات السياق، اعتبر مدير مركز وطن للدراسات معمر عرابي، أن الحاكم الفعلي للضفة الغربية، هو وزير مالية الاحتلال بسترائيل سموتريتش، وعلى السلطة الاستفاقة من حالة الوهم التي تعيشها بها، وقال في تصريحات صحفية له “إذا اعتقدت السلطة أنه يمكن بناء مشروع سلام مع هؤلاء القتلة فهي واهمة، لأن السلام لم يعد ممكنا مع القتلة، لأن الاحتلال يريد اقتلاعنا من الأرض، وعليها أن لا تقع في فخ التطمينات الإسرائيلية الأمريكية لأن ذلك رهان فارغ، بل يجب عليها إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني وهذا الرهان الوحيد”.
وأوضح أن الإسرائيليون كانوا يتحدثون بداية عن السلام مقابل الأرض، ثم السلام مقابل السلام، ثم السلام مقابل الأمن، ثم السلام مقابل التطبيع، واليوم يتحدثون عن السلام مقابل الاقتلاع.
وأضاف عرابي: على السلطة أن تعي أنه يمكن للإسرائيلي أو الأمريكي منحنا دولة فهو وهم، لأنهم لا يريدون أي كينونة فلسطينية. مبينا أن السلطة بلا سلطة والحاكم الفعلي للضفة هو سموتريتش، لذلك نقول رام الله المحتلة.
وهنا يبقى التساؤل.. الاحتفال بوقف حرب غزة ماذا يضر السلطة في رام الله؟

زر الذهاب إلى الأعلى