عمان1- كتب المحامي محمد الصبيحي: في رده على سؤال أحد الصحفيين، بشأن إمكانية قبول الأردن ومصر لفلسطينيين من غزة قال ترامب: مصر والاردن "ستفعلان ذلك".
وأضاف ترامب في حديث له: "فعلنا الكثير من أجلهم (مصر والأردن) وسيفعلون ما طلبناه".
هذا الرجل اعتاد في شركاته التجارية ان ينفذ من هم حوله كل طلباته لانهم يتقاضون رواتبهم من جيبه ، وهو بهذا لا يفرق بين إدارة شركاته وإدارة التعامل مع حلفاء امريكا الذين يتلقون مساعدات سنوية منها .
ترامب ينسى او يتناسى ان مساعدات بلاده الى الحلفاء مثل مصر والاردن ليست كرما امريكيا ولا صدقة ولا ( برستيج ) ولا محبة وعشق للاردنيين والمصريين ، وإنما هي مصلحة استراتيجية امريكية حيث كانت الادارة الامريكية ترتعد سابقا من تصور ان يملأ الاتحاد السوفيتي الفراغ إن حجبوا دعم مصر والاردن واليوم يرتعدون من فكرة أن تتقدم الصين الغنية بالمهمة عن امريكا التي قرر رئيسها الجديد وقف المساعدات الخارجية مؤقتا ( سياسة العصا والجزرة ) .
افعل ذلك سيد ترامب .. كن شجاعا و ( قد كلمتك ) واوقف المساعدات عن الاردن لترى حجم اصدقاء الأردن في العالم الذين سيتقدمون لدعمنا ، ولتكتشف موقع الاردن الاستراتيجي في المنطقة والذي يعتبر حجر سنمار فيها .
لن يجوع الاردنيون إن امسك ترامب يد مساعدات بلاده عنا ، ولن تتحمل المنطقة كلها من حدود اليمن الجنوبي الى تركيا والمانيا ان يكون هنا عشرة ملايين فقير رفضوا الرضوخ لطلبات رئيس شركة يدعى دونالد ترامب .
سيد ترامب إن مساعدات بلادك للاردن ومصر ليست مجانا وهي اقل بكثير من الواجب المطلوب ، فهناك مصر قناة السويس وهنا الاردن الذي يحجب المد القادم من الشرق ويحمي المصالح الاستراتيجية جنوبا واي خلل استراتيجي في المنطقة ستكون اوروبا في دائرة الخطر ، وليس النفط وحده مفتاح السلم العالمي وانما الاردن ومصر ايضا لهما دور كبير وكبير جدا في الاستقرار شرق وشمال المتوسط .
تقول يا مستر ترامب ( فعلنا الكثير من اجل مصر والاردن وسيفعلون ما طلبنا ) ونقول ان بلادك لم تفعل شيئا من اجلنا وانما من اجل مصالحكم الاستراتيجية السياسية والاقتصادية في المنطقة ومقابل كل دولار تقدمونه لمصر والاردن فان شركاتكم تأخذ مليون دولار من المنطقة العربية .
اؤكد لك ان فكرة نقل الغزيين الى مصر والاردن لن تنجح ابدا حتى لو هبط الاسطول السادس والخامس وحتى الاول على شواطئ غزة ، فالشعوب ليست دمى بلاستيك تنقلها حيث تشاء .
ترامب ليس غبيا وحوله دوائر سياسية وكلهم يعرفون جيدا أن أي فوضى في مصر والاردن ستلد الف حماس وقسام يدقون ابواب تل ابيب .
لذا اطمئنوا لن تتوقف المساعدات الامريكية واذا توقفت سينهال الخير من جهات الارض الاربع .المصدر عمون