هجوم عنيف من ترمب وماسك على وكالة USAID

عمان1:أعلن الملياردير الأميركي إيلون ماسك أنّ العمل جارٍ لإغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "يو إس إيد" (USAID).
ويقود ماسك جهود الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتقليص حجم الحكومة الاتحادية، وخفض الإنفاق الفيدرالي الأميركي.
وقال ماسك إنّ الوكالة مؤسسة "لا يُمكن إصلاحها"، مضيفًا أنّ ترمب يتّفق على أنّه يتعيّن إغلاقها.
وأمس الأحد، شنّ كل من ترمب وماسك هجومًا عنيفًا على الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، التي قام الرئيس الأميركي بتجميد معظم تمويلها.
وقال ترمب إنّ هذه الوكالة الرسمية للمساعدات الإنمائية التي تبلغ ميزانيتها حوالي 40 مليار دولار سنويًا "يُديرها مجانين متطرّفون، ونحن في صدد طردهم. ثمّ سنتّخذ قرارًا" بشأن أنشطتها.
وفي وقت سابق من اليوم نفسه، وصف ماسك الوكالة بأنّها "منظمة إجرامية".
وقال لمشتركي منصّته: "هل تعلمون أنّه بأموال دافعي الضرائب، موّلت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أبحاثًا حول الأسلحة البيولوجية، بما في ذلك كوفيد-19 الذي قتل ملايين الأشخاص؟".
وتمّ تعليق حساب الوكالة على منصّة "إكس"، وتعطّل موقعها الإلكتروني مع تنامي الشكوك حيال مصير المساعدات التي كانت تُقدّمها الولايات المتحدة لعدد من دول العالم.
وأفادت وسائل إعلام أميركية بأنّ إدارة ترمب أوقفت اثنين من كبار المسؤولين الأمنيين في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عن العمل مساء السبت، بعد اعتراضهم على دخول ممثّلين عن وزارة الكفاءة الحكومية التي يترأسها ماسك إلى مناطق محظورة من المبنى ومنعهم من الوصول إلى معلومات حسّاسة تحتفظ بها الوكالة.
لكن مدير التواصل في البيت الأبيض ستيفن تشيونغ نفى هذه المعلومات، وقال على منصة "إكس"، إنّه "خبر كاذب".

تداعيات تعليق عمل الوكالة
والوكالة الأميركية للتنمية هي أكبر جهة مانحة منفردة في العالم.
وفور عودته إلى البيت الأبيض، علّق ترمب جميع برامج المساعدة الأجنبية لثلاثة أشهر، باستثناء الغذائية الطارئة، والمساعدات العسكرية المقدّمة لكل من مصر وإسرائيل.
وبات مستقبل الوكالة التي أنشئت في عهد الرئيس الأسبق جون كينيدي، على المحك على غرار عشرات المؤسسات الفدرالية التي عهد ترمب لماسك بمهمة تقليص حجمها وعدد الموظفين العاملين فيها.
وقدّمت الوكالة في السنة المالية 2023، نحو 42 مليار دولار من المساعدات على دعم البرامج الصحية والتعليمية والتنموية لعشرات الدول الفقيرة وفي مناطق الصراعات.
وسيُفاقم وقف التمويل عن بلدان إفريقية حاجتها لاحتواء الأمراض السارية، فجنوب السودان مثلًا ينتظر هذا الدعم ليتمكّن من محاربة وباء الكوليرا. كما تحتاجه أوغندا ومالاوي بشدة لتوفير العلاجات اللازمة لمواجهة مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز".
عربيًا، منحت الوكالة قرابة مليار ومئة مليون دولار إلى الأردن خلال العام الماضي، لأغراض دعم الموازنة والتعليم والصحة فضلًا عن تطوير قطاع المياه.
ويُشكّل انقطاع دعم الوكالة تحديًا كبيرًا أمام السلطات في عمان التي تتلقّى دعمًا أميركيًا منتظمًا منذ إبرام المملكة اتفاقية وادي عربة مع إسرائيل عام 1994.
أما مصر، فقد تلقت من الوكالة دعمًا زاد على 30 مليار دولار، منذ توقيع القاهرة اتفاق كامب ديفيد عام 1978.
وفي قطاع غزة، تدعم الوكالة الأميركية مشروعًا مخصّصًا لزراعة الأعشاب الطبية في مدينة رفح، وسيُسهم تقليص حجمها أو إلغاؤه في زيادة المصاعب الاقتصادية التي يُعانيها سكان القطاع إثر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

زر الذهاب إلى الأعلى