الأقوى منذ سنوات .. لبنان على موعد مع العاصفة الثلجية رنيم

عمان1:يستعد لبنان لاستقبال العاصفة الثلجية "رنيم"، والتي تصنف الأقوى منذ سنوات.
ومن المتوقع أن يصاحب العاصفة انخفاض حاد في درجات الحرارة مع تساقط كثيف للثلوج حتى مستوى الصفر متر على السواحل، تليها موجة صقيع قاسية.
وتبدأ العاصفة، حسب التوقعات، ليل الأربعاء 19 شباط/ فبراير 2025، بحسب ما ذكرت صفحة الأرصاد الجوية.
وتحولت سهل القموعة والتلال المحيطة بها، المغطاة بالثلوج، إلى وجهة سياحية للمئات من أبناء المنطقة والجوار، حيث يقصدها الزوار للاستمتاع بجمال الطبيعة وزيارة غاباتها المكللة بالثلوج، كما يتوافد هواة التزلج من مختلف المناطق اللبنانية إلى هناك. "
وتُعد العاصفة “رنيم” إحدى أشد العواصف التي يشهدها لبنان منذ سنوات، حيث ستؤثر على المنطقة بمزيج من الأمطار الغزيرة، الرياح العاتية، والثلوج الكثيفة. وفقًا لخبراء الأرصاد الجوية، فإن هذه العاصفة هي نتيجة اندفاع كتلة هوائية قطبية شديدة البرودة من شرق أوروبا باتجاه منطقة الشرق الأوسط، مما يؤدي إلى تغيرات جوية حادة تشمل:

انخفاض كبير في درجات الحرارة، قد يصل إلى مستويات قياسية.
تساقط كثيف للثلوج على المرتفعات، مع إمكانية امتدادها إلى المناطق الساحلية.
هطول أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية في مختلف المناطق اللبنانية.
نشاط للرياح العاتية التي قد تصل سرعتها إلى 80 كلم/ساعة، مما يرفع من مخاطر العواصف البحرية.
استعدادات الجهات المختصة لمواجهة العاصفة

مع بدء العد التنازلي لوصول العاصفة، تعمل وزارة الأشغال العامة والبلديات على تنفيذ خطط طوارئ استعدادًا لمواجهة أي تداعيات محتملة.
تجهيز جرافات وفرق إزالة الثلوج لفتح الطرق الجبلية، لا سيما تلك التي تتعرض لتراكمات كبيرة للثلوج.
تنسيق الجهود بين الأجهزة الأمنية وقوى الدفاع المدني لضمان سرعة الاستجابة لحالات الطوارئ.
تحذيرات رسمية للمواطنين بضرورة تجنب السفر غير الضروري، خاصة على الطرقات الجبلية.
تعزيز الاستعدادات في المستشفيات والمراكز الطبية تحسبًا لأي حالات طارئة.
توفير مخزون إضافي من الوقود لضمان استمرار عمل المولدات الكهربائية في حال انقطاع التيار الكهربائي.
وأكدت مصادر رسمية أن الجيش اللبناني والدفاع المدني مستعدان للتدخل الفوري في حال حدوث أي انهيارات ثلجية أو سيول نتيجة غزارة الأمطار.

المرحلة الأولى: الأربعاء – بداية العاصفة
يبدأ تأثير العاصفة مساء الأربعاء مع هطول أمطار غزيرة مصحوبة برياح عاتية.
احتمال حدوث سيول في بعض المناطق المنخفضة نتيجة غزارة الأمطار.

المرحلة الثانية: الخميس – وصول الكتلة القطبية
انخفاض حاد في درجات الحرارة مع دخول الكتل الهوائية القطبية.
تساقط الثلوج على ارتفاع 700 متر وما فوق، مع توقع استمرارها طوال الليل.
اشتداد سرعة الرياح، ما يؤدي إلى ارتفاع موج البحر واضطراب الملاحة البحرية.

المرحلة الثالثة: الجمعة والسبت – الذروة
امتداد تساقط الثلوج إلى مستويات 400 متر وأحيانًا أقل، مما يجعل العديد من المناطق اللبنانية مغطاة بالثلوج.
درجات حرارة تصل إلى 3 درجات مئوية ليلاً في السواحل، و**-5 في المرتفعات**.
استمرار العاصفة بأمطار غزيرة مع نسبة رطوبة مرتفعة تزيد من الشعور بالبرودة.

المرحلة الرابعة: الأحد – تراجع تدريجي
يبدأ تأثير العاصفة في الانحسار تدريجيًا، لكن الأجواء تبقى باردة جدًا.
استمرار تساقط بقايا الثلوج على الجبال العالية.
عودة الاستقرار الجوي نسبيًا مع بقاء موجة الصقيع حتى نهاية فبراير.
موجة صقيع طويلة الأمد
بحسب تصريحات المهندس المتخصص في الأحوال الجوية علي جابر، فإن تأثير الكتلة القطبية لن ينحصر فقط على أيام العاصفة، بل سيؤدي إلى موجة برودة شديدة قد تستمر حتى 27 فبراير/ شباط.
انخفاض درجات الحرارة دون الصفر في بعض المناطق الجبلية.
تشكل الجليد في المناطق المرتفعة والمنحدرات، ما يزيد من خطورة السير على الطرقات.
استمرار الأجواء الباردة حتى بعد انتهاء العاصفة نتيجة بقاء تأثير الكتلة القطبية.
التحذيرات الرسمية للمواطنين
مع اشتداد العاصفة، أصدرت المديرية العامة للأرصاد الجوية عدة تحذيرات للمواطنين، أهمها:
تجنب القيادة على الطرقات الجبلية نظرًا لاحتمال تشكل الجليد والانزلاقات.
تأمين وسائل تدفئة آمنة لتجنب أي حوادث ناتجة عن تسرب الغازات.
عدم الاقتراب من السواحل بسبب ارتفاع الأمواج وخطر العواصف البحرية.
تخزين المواد الغذائية والمياه تحسبًا لأي انقطاع في الإمدادات بسبب الأحوال الجوية.
البقاء في المنازل قدر الإمكان وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى.
التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية للعاصفة

بجانب تأثيرها المباشر على الطقس، من المتوقع أن تؤثر العاصفة “رنيم” على عدة جوانب اقتصادية واجتماعية في لبنان، ومنها:
تأثير على قطاع الزراعة: انخفاض درجات الحرارة قد يسبب أضرارًا للمحاصيل الشتوية.
اضطرابات في المواصلات: احتمالية إغلاق بعض الطرق نتيجة تراكم الثلوج أو الانهيارات الجليدية.
انقطاعات محتملة للكهرباء: بسبب الأحوال الجوية القاسية وسرعة الرياح.
تأجيل بعض الأنشطة والفعاليات: نظرًا للظروف غير المستقرة في البلاد.
الخاتمة: استعدوا لعاصفة تاريخية

وبالرغم من قسوة الطقس، يبقى التأهب والاستعداد الجيد هو السبيل الأمثل لتقليل المخاطر المحتملة.
وفي الأيام المقبلة، ستتضح الصورة بشكل أكبر حول مسار العاصفة ومدى تأثيرها الفعلي، لكن المؤكد أن لبنان سيشهد موجة صقيع شديدة تحتاج إلى التعامل معها بحذر ووعي كاملين.

زر الذهاب إلى الأعلى