الصبيحي يكتب: صانع السلام وطاقم المهرجين

عمان1- كتب محمد الصبيحي:
مستر دونالد ترامب يريد ان يكون صانع سلام في العالم ، وطاقم المهرجين الذين احاط نفسه بهم يجهدون انفسهم في الترويج لشخصية صانع السلام ، رجل اطفاء الحروب ويغدقون المديح على شخصيته ويبذلون امامه من النفاق ما يطرب أذنيه ويكررون اراءه كحلقة من الببغاوات الانيقة .
حتى عندما يريد السيد ترامب تغيير الموظفين يخرج من طاقم الببغاوات من يسمي التغيير ( طرد ) فهو يعزل مجموعة المدعين العامين الفدراليين ومجموعة المحقققين في مكتب التحقيقات الفيدرالي الذين سبق ان حققوا في قضايا تمسه شخصيا ، وهو ايضا يقوم ب ( تطهير ) وزارة الدفاع ويبدأ بعزل رئيس هيئة الاركان ، وهكذا ( عزل ، طرد ، تطهير ) ما يكاد يشعرك انك امام دكتاتور من دول العالم الثالث .
ابتزازه لأوروبا وبالذات اوكرانيا واضح وضوح الشمس ، ووسيلته في ذلك التقارب مع صديقه القديم بوتين ، مع أن هذا الامر يكشف ظهر اوروبا ويهدد أمنها على المستوى الاستراتيجي ، ولكن سياسة ترامب تقوم على أن الغاية تبرر الوسيلة فهو يريد فتح الاسواق الاوروبية امام المنتجات الامريكية ويريد حصة الاسد من المعادن الاوكرانية وسياسيا يريد جذب روسيا بعيدا عن ايران والصين .
لا يفتأ صانع السلام هذا عن اطلاق العابه النارية في الشرق الاوسط فهو تارة يهدد بفتح أبواب الجحيم وتارة يتراجع ليقول انه يقترح خطة لغزة ، وهو لايخجل ان يقول معلقا على عمليه اطلاق سراح الاسرى الاسرائيليين 《يا له من وضع رهيب بشأن المحتجزين في غزة 》، ويضيف «ما حدث في غزة أثناء تسليم المحتجزين أمر مخجل»، زاعما《أن المحتجزين الستة ليسوا في وضع جيد ويتجاهل تماما وضع الاسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، فاذا كان أخلاء أسرى اليهود تم بطريقة مخجلة على حد زعمه فما هو الوصف الذي يصف به طريقة اخلاء الأسرى الفلسطينيين ومنع ذويهم من الاحتفاء .
صانع السلام هذا لم يقل كلمة واحدة حتى الان في العنصرية الاسرائيلية التى يمارسها المستوطنون فليس فظيعا مهاجمتهم لمنازل فلسطينية واحراقها ، وقلع واحراق أشجار الزيتون وتجريف البنية التحتية في المخيمات والمدن .
صانع السلام هذا يتألم من طريقة حماس في أخلاء أسرى اليهود، وحماس في نظره أسوا تنظيم ارهابي في العالم ، مقاومة الاحتلال الاسرائيلي أرهاب ، مقاومة الاحتلال الروسي لأوكرانيا نضال بطولي مشروع .
متى يفهم العرب المعادلة، بل قل متى يواجهون أنفسهم بحقيقة أن لا مكان لصانع السلام هذا وإدارته في بلادنا ولا أمل بتغيير سياسات بلاده، وبغير القوة فان السلام ليس اكثر من سراب يتعلق به الضعفاء؟!..
المصدر عمون