مشاهد مسربة لنائب مختطف تشعل المنصات الليبية

عمان1:عبّر رواد مواقع التواصل في ليبيا عن صدمتهم من مشاهد للنائب إبراهيم الدرسي، ظهر في ملابس داخلية بزنزانة، ومكبلا بسلسلة حديدية في عنقه.
ووجّه النائب نداءات استغاثة لقائد القيادة العامة شرق ليبيا، خليفة حفتر ونجله صدّام، للإفراج عنه، مُشيدا بدورهما في حفظ الأمن بالبلاد، ودعمها للاستقرار والرخاء.
واختفى الدرسي منذ 18 مايو/أيار الماضي، ونفت وزارة الداخلية في بنغازي، مقتل النائب، مؤكدة تعرض منزله للسرقة، وفتح تحقيق لمعرفة ملابسات اختفائه، في حين أرجع حقوقيون عملية الاختطاف إلى انتقاد النائب لاستحواذ أبناء حفتر على الحكم شرق ليبيا، وحرمان البقية من مشاريع الإعمار هناك.
وتم تسرّيب الصور والمقاطع من موقع "أفريك آسيا" الفرنسي بعد 6 أيام من اختطاف النائب، ليحظى بانتشار واسع في مختلف المنصات الرقمية والحسابات الشخصية وأفردت لها قنوات إعلامية مساحات في تغطيتها، مع قطع البرلمان الليبي لجلساته المباشرة.
وفي تغريدة على منصة "إكس"، قال المحلل السياسي فرج دردور إن الصور الأولى لمشاهد تعذيب عضو مجلس النواب إبراهيم الدرسي، أحد أعضاء مجلس نواب عقيلة صالح التابع لحفتر، صادمة.
وأضاف أنها "تعري ظروف الحياة القاسية التي يعيشها يوميا المواطن في المنطقة الشرقية بسبب استبداد مليشيات حفتر وقيادته العامة".
وأعرب مغردون عن دهشتهم من صمت قبيلة الدرسة الآن، والتي كانت قد طالبت قبل عام من حفتر التدخل لكشف مصير ابنها، أمام الإهانة التي تعرض لها النائب، ومن المفترض أنه يتمتع بالحصانة القانونية، وفق قولهم.
بينما طالب أحد المغردين النواب بالهروب من بنغازي والنجاة بأنفسهم، مذكرا بحوادث قتل تعرض لها نواب آخرون وموالون لقادة عسكريين في بنغازي، من بينهم النائبة سهام سرقيوة والقائد العسكري محمود الورفلي والمحامية حنان البرعصي وغيرهم.
من جهتها، أدانت شخصيات سياسية كثيرة الفيديو الصادم للنائب المعتقل في سجون بنغازي، واصفين طريقة التعذيب بالوحشية والمهينة للذات البشرية، مما "يراكم الغضب على السلطة المطلقة".
وتساءل مغردون عن مصير النائب بعد أن ظن كثيرون أنه قد تم قتله، بينما شدّد آخرون على ضرورة الإفراج عنه فورا، والتحقيق مع الجناة، وفتح ملفات الإخفاء القسري لضحايا آخرين.
وفي بيان شديد اللهجة، أدانت حكومة الوحدة الوطنية المقاطع المسرّبة للنائب إبراهيم الدرسي، معتبرة ما جرى جريمة تستدعي تحقيقا دوليا عاجلا، بينما لم يصدر عن مجلس النواب أي بيان.
وأكدت حكومة الوحدة في بيان أنها "تدين بأشد العبارات ما ظهر في مقاطع وصور مسربة تظهر النائب في مجلس النواب الليبي إبراهيم أبو بكر الدرسي، في ظروف احتجاز مهينة وصادمة وغير إنسانية".
وأضاف البيان: "بدا مشهد النائب وهو مقيد على كرسي يحاط بعناصر مسلحة، أقرب إلى مشاهد التعذيب في الأنظمة الشمولية منه إلى أي وضع في دولة يفترض أنها تسعى للاستقرار".
وأكمل البيان: "ما سرب انتهاك للكرامة البشرية، وعدوان فاضح على كل ما تبقى من قيم في المشهد العام، وهو فعل يستدعي استنفارا وطنيا لا يقف عند حدود الإدانة".
وكان رئيس المجلس عقيلة صالح قد قطع البث المباشر لجلسة البرلمان لحظة إعلام واحدة من النواب لخبر تسريب فيديو زميلها.