تنظير في رحلة البحث عن منصب

عمان1- كتب محمد الصبيحي:
حين يكون التنظير السياسي وسلية للحصول على منصب هنا أو هناك فإنه يتحول إلى نفاق مكشوف ورخيص .
ماذا يعني _ على سبيل المثال _ ان تحمل رتبة جامعية رفيعة فتستخدمها رافعة للوصول إلى منصب وزاري أو إداري أو جامعي أعلى لا قاطرة لبث العلم ونقل المعرفة إلى الآخرين ؟؟.
ماذا يعني ان تقف خلف ميكروفون في قاعة مكيفة لتبدأ في التعليم على مقاومة تحمل السلاح للدفاع عن شرف الأمة وكرامتها ، وانت لم تذرف دمعة ولا تألمت لدقيقه ولا قرأت الفاتحة على أرواح الشهداء ولا تبرعت بدينار ولا كفيتنا رذاذ خطبك المتناثر على قارعة طريق الشهداء .
ذاك الذي يريد للمقاومة ان تتوقف عن حمل السلاح وان تلجأ إلى المحافل الدولية طلبا للعدالة والانصاف واسترداد الحقوق بحجة حماية أرواح المدنيين وتوفير الطعام للجوعى ،، لا يفهم في السياسة ولا في الكرامة الإنسانية ويعيش في برج عاجي بين كتبه ونظريات الفلاسفة التي مزقتها النازية الجديدة بدعم ومشاركة من أنظمة العالم المتحضر الذي تبين انه عالم الغابة وقانون الغابة وأداة الشيطان.
كثيرون لم يحملوا بندقية في حياتهم ولا أطلقوا رصاصة على عصفور فوق شجرة تراهم اليوم يحللون وينظرون سياسيا وعسكريا واسترتيجيا.
إنها استراتيجية البحث عن منصب بين المناصب وعرض دنيا زائل ليس بعده الا الندم حين يتذكرون قول الفاروق ( كفى بالموت واعظا يا عمر ) .
ننظر للرجل _ على سبيل المثال _ يحمل درجة الأستاذية في تخصصه وننتظر ان يفيض علينا من علمه فإذا به يحمل شهادته العلمية بين يديه ليقول هأنذا يا أصحاب القرار و ناصحا من يحمل كفنه بين يديه بأن طريق الجنة يمر عبر المنظمات والمحافل الدولية لا عبر فوهة البندقية. المصدر عمون

زر الذهاب إلى الأعلى