رحيل الممثلة السورية صاحبة شخصية خيرو

عمان1:توفيت الفنانة السورية إيمان الغوري، اليوم الثلاثاء، في مدينة حلب، شمال سورية، عن عمر ناهز 58 عاماً، لتفقد الساحة الفنية السورية واحدة من أبرز وجوهها التي تركت بصمة خاصة في الدراما المحلية والخليجية. وتتحدر الغوري من أصول شركسية تعود إلى السلطان المملوكي الأشرف قانصوه الغوري. وأعلنت نقابة الفنانين في سورية عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك" خبر الوفاة، قائلة في بيانها: "تعازينا القلبية بوفاة الزميلة الفنانة القديرة إيمان الغوري".

إيمان الغوري وبدايات مبكرة
وُلدت إيمان الغوري في الثامن من مايو/ أيار 1967 في مدينة الرياض بالسعودية. ومنذ سن مبكرة، أبدت شغفاً بالفن، لتدخل عالم المسرح وهي في الرابعة عشرة من عمرها من خلال المشاركة في ستة أعمال مسرحية كتبها الكاتب السوري فرحان بلبل، كان أبرزها مسرحية "لا ترهب حد السيف".
وبعد إنهاء المرحلة الثانوية، فكرت الغوري في الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، غير أنها لم تُقبل هناك. لكن موهبتها اللافتة فتحت أمامها باباً آخر، إذ حصلت على بعثة من الحكومة السورية لدراسة التمثيل في معهد السينما الحكومي في موسكو، حيث نالت دبلوماً في التمثيل عام 1993.

حضور بارز في الدراما
عقب عودتها إلى سورية، انتسبت الغوري إلى نقابة الفنانين في حلب، وبدأت مشوارها التلفزيوني والإذاعي، لتشارك في أعمال تركت حضوراً لافتاً في ذاكرة المشاهدين. ومن أبرز أعمالها فيلم "تراب الغرباء" (1997)، ومسلسلات "تل اللوز" (1994)، "أحلام أبو الهنا" (1996)، "يوميات جميل وهناء" (1997)، و"شو حكينا" (2001).
وقد رسّخت شخصيتها الكوميدية "خيرو" أو "إم هنا" في مسلسل "أحلام أبو الهنا" إلى جانب الفنان دريد لحام شهرتها لدى الجمهور السوري والعربي، إذ تميز أداؤها بخفة الظل والبساطة التي جعلت الشخصية قريبة من الناس ولا تزال حاضرة في ذاكرة المشاهدين حتى اليوم.

الاعتزال والعودة
في عام 2001، قررت الغوري الابتعاد عن الساحة الفنية والتفرغ لحياتها الأسرية بعد إنجابها ابنها الوحيد ورد، في خطوة وصفتها حينها بأنها رغبة شخصية في منح العائلة الأولوية. وبعد غياب امتد لأكثر من عقد، عادت إلى الشاشة من خلال مشاركتها في مسلسل "الجذور تبقى خضراء" عام 2012، فيما طُرح اسمها لاحقاً للمشاركة في مسلسل "روزانا"، لكنها اعتذرت عن الدور لعدم رضاها عنه.

إرث فني وإنساني
رحيل إيمان الغوري يشكّل خسارة للدراما السورية، خصوصاً أنها عُرفت بصدقها الفني وحضورها الإنساني، وبقيت رغم سنوات الغياب مرتبطة بذاكرة المشاهدين عبر شخصيات طبعت مسيرتها القصيرة نسبياً، لكنها تركت أثراً واضحاً في تاريخ الفن السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى