دمشق وتل أبيب تؤكدان أن السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا

عمان1:أكد مصدر في الحكومة السورية أن وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، شددا خلال اجتماعهما في باريس على التمسك بوحدة الأراضي السورية ورفض أي مشاريع تستهدف تقسيمها.
وقال المصدر للإخبارية السورية إن الجانبين أكدا أيضاً أن السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا، وأن المواطنين الدروز جزء أصيل من النسيج الوطني.
وتطرق الجانبان كذلك إلى الأوضاع الإنسانية في الجنوب، واتفقا على ضرورة تكثيف المساعدات الموجهة إلى أبناء السويداء والبدو للتخفيف من وطأة الظروف المعيشية الصعبة.
وأشار المصدر إلى أن الجانبين ناقشا ضرورة التوصل إلى آلية واضحة تعيد تفعيل اتفاق وقف الاشتباك الموقع عام 1974، بما يضمن وقف التوغلات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية ويؤسس لبيئة أكثر استقراراً.
وأضاف أن الاجتماع اختُتم بالتأكيد على التزام الجانبين بالعمل من أجل خفض التصعيد في الجنوب، منعاً لانزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة.
وتجري هذه النقاشات بوساطة أميركية، في إطار الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في سوريا والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها.
وكان هذا ثاني اجتماع بين الجانبين في العاصمة الفرنسية خلال أقل من شهر، بعد أن اتفقا في تموز على مواصلة المحادثات عقب عدم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن تخفيف حدة التوتر في جنوب سوريا.
وأفادت تقارير بمقتل المئات في اشتباكات بمحافظة السويداء جنوب سوريا، بين مقاتلين دروز والعشائر البدوية والقوات الحكومية. وتدخلت إسرائيل بغارات جوية لمنع ما زعمت أنه "قتل جماعي للدروز على أيدي القوات الحكومية".
وسلّطت الاشتباكات، التي وقعت الشهر الماضي، الضوء على التحديات التي يواجهها الرئيس أحمد الشرع في تحقيق الاستقرار في سوريا والحفاظ على الحكم المركزي، على الرغم من تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة وإجراء اتصالات أمنية بين الإدارة السورية وإسرائيل.
وتناول الاجتماع أيضا، وفقا للمصدر نفسه، إعادة تفعيل اتفاقية فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل الموقعة عام 1974، والتي أُنشئت بموجبها منطقة عازلة تحت إشراف الأمم المتحدة في هضبة الجولان السورية المحتلة، قبل أن تعلن تل أبيب إلغاء العمل بها بعد سيطرتها على المنطقة العازلة وتوغلها في مناطق خارجها جنوبي سوريا خلال الأشهر الماضية.
وذكرت سانا أن ما وصفتها بالنقاشات تتم بوساطة أميركية، في إطار الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في سوريا والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها.
ولم تذكر الوكالة السورية هوية أعضاء الوفد الإسرائيلي الذين التقاهم الشيباني في باريس.
وكان هذا ثاني اجتماع معلن بين الجانبين في العاصمة الفرنسية خلال أقل من شهر بعد أن اتفقا في يوليو/تموز الماضي على مواصلة المحادثات بعد عدم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن تخفيف حدة التوتر في جنوب سوريا.
الأطراف المشاركة
وفي وقت سابق الثلاثاء، أكد مصدر رسمي سوري للجزيرة أن لقاءات ستُجرى مساء الثلاثاء في باريس بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، بحضور المبعوث الأميركي توم براك، وقال إن الهدف منها مناقشة ترتيبات أمنية على الحدود السورية الإسرائيلية.
كما نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصدرين قالت إنهما مطلعان، دون الكشف عن هويتهما، أن ديرمر وبراك سيلتقيان الشيباني في باريس الليلة، لبحث الترتيبات الأمنية على الحدود، دون ذكر تفاصيل أخرى.
والشهر الماضي كتب براك عبر منصة "إكس" يقول إن وزراء إسرائيليين وسوريين بارزين، لم يحددهم، اتفقوا على الحوار "في إطار جهود خفض التصعيد"، وذلك خلال اجتماع جمعهم في باريس.
وأفاد "موقع أكسيوس" الأميركي، في حينه، بأن اللقاء توسطت فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويعد أرفع لقاء رسمي بين سوريا وإسرائيل منذ أكثر من 25 عاما.
اشتباكات السويداء
وتأتي اللقاءات السورية-الإسرائيلية غير المسبوقة في أعقاب أعمال عنف اندلعت في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية في 13 يوليو/تموز الماضي وأسفرت عن مقتل المئات، وتدخلت إسرائيل بشن غارات لدعم الدروز في مواجهة القوات الحكومية ومقاتلي العشائر العربية الذين ساندوها.
وبدأت أعمال العنف في السويداء باشتباكات بين مسلحين دروز وآخرين من البدو، قبل أن تتدخل القوات الحكومية لفرض الأمن. ويومها شنّت إسرائيل ضربات قرب القصر الرئاسي وعلى مقر هيئة الأركان العامة في دمشق.
وأعلنت واشنطن 19 يوليو/تموز أن سوريا وإسرائيل اتفقتا على وقف لإطلاق النار بينهما.
وتحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية منذ عام 1967، وقد استغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام بشار الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين عام 1974.
كما احتلت جبل الشيخ الإستراتيجي الذي لا يبعد عن العاصمة دمشق سوى نحو 35 كيلومترا، ويقع بين سوريا ولبنان ويطل على إسرائيل.
ورغم أن الإدارة السورية الجديدة، برئاسة أحمد الشرع، لم تهدد إسرائيل بأي شكل، تشن تل أبيب غارات جوية على سوريا، ما أدى لمقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
وتبذل الإدارة السورية الجديدة جهودا مكثفة لضبط الأمن في البلاد، منذ الإطاحة في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 بنظام الرئيس بشار الأسد بعد 24 عاما في الحكم وفراره إلى روسيا.