سيول جارفة غير مسبوقة تودي بحياة 15 يمني بينهم أطفال في عدة محافظات

عمان1: لم يكن السبت الماضي يوما عاديا بالنسبة لأم وسيم، إحدى ساكنات مدينة عدن جنوبي اليمن، التي استفاقت على مشهد لم تعرفه منذ عقود، سيول جارفة اجتاحت الأحياء من أطراف المدينة، محولة الأمطار التي طال انتظارها إلى كارثة أغرقت منازل بأكملها، وخلفت ضحايا وخسائر مادية واسعة.
في حي الحسوة غرب عدن، كانت أم وسيم (40 عاما)، وهي أم لـ4 أطفال، تحاول جاهدة إخراج ما تبقى من أثاث منزلها الذي غمرته المياه حتى النوافذ، بينما كان الجيران يتنادون لإخراج سيارة دفنتها السيول تحت الرمال في الجهة المقابلة.
وقال عبد الرحمن الكازمي، أحد سكان حي بئر أحمد،، إن السيول التي ضربت المدينة لم يشهدوا مثلها منذ 40 عاما، مشيرا إلى أنها تسببت في أضرار كبيرة، بينها توقف إمدادات مياه الشرب عن آلاف السكان، إلى جانب أضرار بالغة في الأراضي الزراعية وفقدان عشرات المواشي.
وأظهرت صور جوية تداولها ناشطون في عدن حجم الكارثة، حيث بدت أحياء واسعة وقد غمرتها السيول بالكامل، في حين وثقت مقاطع فيديو لحظات مرعبة لانجراف السيارات وسط التيار، بينها مركبة تقل 7 أشخاص جرفتها السيول في أحد أحياء المدينة.
ولقي 15 شخص على الأقل مصرعهم، بينهم أطفال، وأصيب آخرون جراء سيول جارفة وأمطار غزيرة شهدتها عدة محافظات شمال وشرق اليمن خلال اليومين الماضيين.
وفي محافظة حجة شمال غرب البلاد، توفي ثلاثة أطفال أشقاء تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاما إثر انهيار منزلهم نتيجة الأمطار الغزيرة، التي ألحقت أيضا دمارا واسعا بمنازل وممتلكات مئات النازحين في منطقة عبس غرب المحافظة.
وفي محافظة شبوة بجنوب شرق اليمن، غرق أب وابنه في مياه السيول بمدينة عسيلان، فيما توفي طفلان وشاب في حوادث غرق متفرقة بمحافظة حضرموت المجاورة، ليرتفع عدد ضحايا السيول في شبوة وحضرموت إلى خمس حالات خلال 48 ساعة.
وشهدت مدينة عدن بجنوب البلاد سيولا جارفة وأمطارا غير مسبوقة استمرت عدة ساعات، مما تسبب في توقف شبه كلي لحركة السير في شوارع وتقاطعات رئيسية، للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع.
ولم تقتصر الكارثة على عدن، بل شملت محافظات يمنية عدة، من صعدة شمالا وحتى عدن وأبين جنوبا، مرورا بالمناطق الوسطى والغربية والسواحل المطلة على البحر الأحمر، وكذلك محافظات الجوف ومأرب وحضرموت وشبوة والمهرة، حيث خلفت الأمطار والسيول عشرات الضحايا ومئات الأسر بلا مأوى.
وأكدت وسائل إعلام محلية يمنية أن عدد ضحايا السيول والأمطار في اليمن خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين فقط، بلغ نحو 15 شخصا على الأقل، في حين ألحقت السيول دمارا واسعا في منازل وممتلكات.
وتشير تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن أكثر من 150 ألف شخص تضرروا مباشرة من الفيضانات حتى الآن.
وسبق أن حذر خبراء جيولوجيون في تقارير سابقة من أن غياب شبكات تصريف السيول، إلى جانب التوسع العمراني العشوائي في عدن، قد يؤدي إلى كوارث أكبر في حال استمرار هطول الأمطار خلال الأيام المقبلة، مطالبين السلطات باتخاذ تدابير عاجلة لحماية الأرواح والممتلكات.
وتشهد عدة محافظات يمنية منذ منتصف يونيو تغيرات مناخية شديدة مصحوبة بأمطار غزيرة وعواصف رعدية ورياح قوية، أدت إلى مصرع العشرات وتدمير الممتلكات، ما يسلط الضوء على هشاشة البنية التحتية أمام الكوارث الطبيعية في البلاد.