لبنان يحبس أنفاسه.. حزب الله يحشد أنصاره للتصعيد وبري يتحرك للتهدئة

عمان1:مع تزايد الضغوط على حزب الله لتسليم سلاحه للدولة اللبنانية يكثف نشاطه الدعائي على مواقع التواصل الاجتماعي وإنتاج الفيديوهات الترويجية لتعبئة الموالين له وحشد أنصاره لمقاومة المطالبين بإنهاء وجود السلاح الخارج عن إطار الدولة.
وباتت منصات التواصل الاجتماعي ساحة حزب الله لنشر “بطولاته” واستعراض سردياته ومواقفه المتمسكة بالسلاح والدفاع عنه من خلال مقاطع فيديو ترويجية، من بينها فيديو جديد للإعلام الحربي في الحزب بعنوان “سلاحي أقدس من أن ينزع.”
وقالت مصادر سياسية وأمنية لبنانية رفيعة المستوى إن "حزب الله" يجهّز خطة تستهدف تفجير الأوضاع في بيروت، عبر الدفع بقواعده في الضاحية الجنوبية وقرى في الجنوب والبقاع نحو الطرق والميادين والمؤسسات الحكومية والمقار العسكرية، رفضًا لعزم الحكومة نزع سلاحه.
وأكد مصدر سياسي أن اتصالات مكثفة تجرى حاليًا على أعلى مستوى، يتصدرها رئيس مجلس النواب نبيه بري مع الأمين العام للحزب نعيم قاسم، في محاولة لثنيه عن تنفيذ الخطة.
وبحسب المصدر، تقوم الخطة على إطلاق تحركات جماهيرية تتخللها مشاركة مسلحين واستعراض قوة في أكثر من منطقة، وذلك تزامنًا مع إعلان مجلس الوزراء المرتقب اعتماد خطة الجيش لحصر سلاح الحزب.
وأشار إلى أن ظهور نعيم قاسم بالزي العسكري في تسجيل مصوّر كان بمثابة رسالة تحشيد لقواعد الحزب بانتظار إشارة التحرك، في مشهد يعيد إلى الأذهان أحداث 7 مايو/ أيار 2008.
في المقابل، يسعى بري لإقناع قيادة الحزب بالاحتكام إلى الحوار وتجنّب خطوات قد تدفع تيارات سياسية أخرى إلى إنزال أنصارها إلى الشارع، وفق المصدر.
وكان قاسم قد أكد في ظهوره الأخير بعد زيارة المبعوث الأمريكي توم باراك ونائبته مورغان أورتاغوس إلى بيروت رفضه خطة نزع السلاح.
بدوره، حذر مصدر أمني رفيع المستوى من خطورة الخطة، مؤكدا أن أخطر ما في خطة "حزب الله" هو الدعوة إلى تظاهرات في الجنوب، الأمر الذي قد يفتح الباب أمام استهدافات إسرائيلية مباشرة، على غرار الغارات التي تنفّذ حاليًا لمجرد رصد تحركات فردية، وفق قوله.
وأضاف أن "الأجهزة الأمنية والجيش أعدّا خططا للتعامل مع هذه المستجدات بحذر، لكنه لم يستبعد انزلاق الأمور نحو اقتتال داخلي، خصوصًا في بيروت، مع احتمال دخول عناصر مسلحة من المخيمات الفلسطينية المحيطة بالضاحية الجنوبية على خط المواجهة"