بولتون يقرع ناقوس الخطر: لبنان رهينة حزب الله والوقت ينفد

عمان1:خلال مقال رأي نشرته صحيفة "التليغراف" البريطانية بقلم مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون، اعتبر أن "تحرير" لبنان من حزب الله، هو السبيل للسلام في الشرق الأوسط، وأن الغرب يجب أن يساعد بطرق أخرى في جهود التخلص من إيران ووكلائها ونفوذهم خاصة وأن قوات "اليونيفيل" يفترض أن تنسحب بحلول نهاية 2026.
وتحدث بولتون خلال المقال قائلا: "يواجه لبنان اليوم سؤالاً وجودياً: هل سيتمكن من الخروج من عقود من الحرب والدمار، أم سيغرق مجدداً في دوامة الصراع الأهلي وهيمنة الإرهاب؟"
وأضاف: "تُعزى فرصته في العودة إلى الوضع الطبيعي إلى ضربات إسرائيل ضد إيران ووكلائها الإرهابيين في الشرق الأوسط، في أعقاب هجوم حماس الوحشي في 7 أكتوبر".
واستطرد: "سيطر حزب الله على لبنان لعقود، وحكم فعلياً من الظل مستخدماً القوة العسكرية الغاشمة دون أن يشغل بشكل واضح أهم المناصب العامة الدستورية، وبينما يدعم العديد من المواطنين الشيعة حزب الله، فإن قوته الحقيقية تنبع من الدعم الذي تقدمه طهران، والذي لولاه لما وُجدت الجماعة الإرهابية".
وأوضح: "دمج قاسم سليماني وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي عدداً من الجماعات الإرهابية المحلية، وقادوا هجمات عام 1983 على السفارة الأميركية في بيروت. كانت هذه بمثابة شرارة الحرب الإرهابية العالمية التي يشنها المتطرفون. وقد غيّرت هجمات إسرائيل التي تلت 7 أكتوبر، إلى جانب مشاركة الولايات المتحدة في تدمير جزء كبير من برنامج الأسلحة النووية الإيراني، هذا المشهد إلى الأبد. مع ذلك، وللأسف، لا تزال التهديدات غير المقبولة قائمة".
وتابع: "رغم أن إسرائيل قضت على قيادة حزب الله، وأوقعت خسائر فادحة في صفوف مقاتليه، ودمرت جزءًا كبيرًا من ترسانته من الصواريخ الباليستية وأسلحته الأخرى، إلا أن حزب الله لا يزال يحتفظ بقدرات عسكرية كبيرة.. وينطبق الأمر نفسه على حماس في غزة، وبدرجة أقل على الحوثيين في اليمن ومختلف الميليشيات الشيعية في العراق".
وأضاف مستشار الأمن القومي الأميركي السابق: "الآن، تحاول الحكومة اللبنانية المتعثرة إنهاء ما بدأته إسرائيل، في إطار جهودها التي لا تنتهي على ما يبدو لنزع سلاح حزب الله وجعله يتصرف كحزب سياسي بدلا من كونه منظمة إرهابية عسكرية".
وشرح بولتون: "في عام 2006، على سبيل المثال، وفي أعقاب الإجراءات الانتقامية التي اتخذتها إسرائيل بعد تعرضها لهجوم من غزة ولبنان، اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار رقم 1701. سعى هذا القرار إلى حل الأزمة الداخلية في لبنان من خلال نزع سلاح حزب الله، وإلزامه بالعمل من خلال العملية السياسية فقط، ومنع استيراد أسلحة جديدة إلا للقوات المسلحة اللبنانية الشرعية، ومنح قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة سلطة معززة للمساعدة في استعادة الأمن الداخلي".
وذكر: "لقد حُكم على هذا المسعى بالفشل منذ البداية. لم تكن لدى إيران وحزب الله أي نية للاعتراف بالهزيمة والمشاركة في الحياة السياسية الطبيعية. لقد اعتمدا على اللامبالاة الغربية بمجرد استعادة (السلام) وانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان. وكذلك على اللامبالاة في إسرائيل نفسها، التي تراجعت عن هدفها الأولي المتمثل في تدمير حزب الله. أثبتت إيران وحزب الله صحة تقييماتهما، مما شكّل أحد مصادر التشجيع لطهران وحلفائها الإرهابيين، مما أدى في النهاية إلى أحداث 7 أكتوبر".
وختم بولتون: "رؤية لبنان يُبعث من جديد بحكومة سلمية وديمقراطية، خالية من إيران وحزب الله، ستكون خطوة جوهرية نحو سلام شرق أوسطي مستقر ومستدام حقا. ولكن إذا تراجعت بيروت وداعموها الدوليون عن نزع سلاح حزب الله، فسننتهي في النهاية إلى حيث كنا في السابع من أكتوبر. وهذا أمر لا يمكن السماح به"

زر الذهاب إلى الأعلى