هل تكون قناة الجزيرة الهدف القادم لطيران الاحتلال

عمان1:في إحدى أكثر الخطوات"رعونة" التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة، استهدفت "إسرائيل" قيادات حركة حماس في قلب العاصمة القطرية، الدوحة.
هذه العملية لم تكن مجرد إجراء عابر بل رسالة شديدة الوضوح، موجَّهة إلى عواصم إقليمية ودولية على حد سواء، بان تل أبيب باتت مستعدة لتجاوز حدود النزاعات التقليدية والخطوط الحمراء التي كانت تُعتبر من المحرّمات الجيوسياسية.
هذا الحدث يطرح تساؤلات عميقة تتجاوز مجرد الأسباب الظاهرة للهجوم. هل كان الاستهداف موجَّهًا فقط ضد قيادات حماس، أم أنه يحمل في طياته رسالة أشمل تستهدف نفوذ قطر وسطوتها الاعلامية وقدرتها على توجيه الرأي العام الفلسطيني والعربي والدولي وصورتها العالمية التي برزت عبر قوة "الجزيرة" وشبكتها الاعلامية العملاقة؟ هذه القناة، اتفقنا معها ام اختلفنا ، سخر لها امكانيات مالية وتقنيات متطورة وجيش من الاعلاميين اصحاب الخبرة الواسعة سعت الى كشف الجرائم "الإسرائيلية" للرأي العام العالمي وتغيير مواقف العديد من الدول، وهو ما قد تعتبره "إسرائيل" مصدر تهديد مباشر.
أمام قيام "إسرائيل" بكسر أحد "التابوهات" المحرمة مع قطر ودول الخليج، يطرح سؤال جوهري نفسه: هل يمكن أن يصبح مبنى قناة "الجزيرة" وشبكتها الإعلامية في الدوحة الهدف القادم للقصف من قبل آلة الحرب الصهيونية؟ أم أن رئيس الوزراء الارعن بنيامين نتنياهو يسعى لإيصال رسالة مفادها أن صوت "الجزيرة" يجب أن يخفت، وإلا فإن ذراع "إسرائيل" العسكري قادر على استهدافها دون أي اعتبار لمبادئ الحريات الصحفية وحقوق الإعلام الدولية، التي يبدو أنها لا تشكل اهتمامًا يُذكر بالنسبة له ولحكومته المتطرفة.
وهذا يطلق العنان لمزيد من التحليق الفكري بالتساؤل كيف ستتغير الديناميكيات السياسية والأمنية في المنطقة بعد هذه الخطوة غير المتوقعة؟
رسالة "إسرائيل" واضحة وصريحة: أي طرف يحاول تعطيل تحركاتها أو يسهم في إطالة أمد الصراع لن يكون في مأمن من إجراءاتها الأمنية والعسكرية.
المشهد الحالي يعكس واقعًا يتجاوز مجرد عملية عسكرية؛ إنه محاولة لإعادة تشكيل الخريطة السياسية الإقليمية بجرأة غير مسبوقة. ومع ذلك، في منطقة الشرق الأوسط، حيث التوترات غالبًا ما تتحول إلى مواجهات غير محسوبة، يحمل هذا التصعيد خطر الانفجار بشكل يتجاوز توقعات الأطراف المعنية

زر الذهاب إلى الأعلى