رغم جهود الأردن لتوفيرها.. نقص حاد بميـاه الشـرب في (الركبان) جراء حصار واشنطن والمسلحين
عمان 1 : أعلن مقر التنسيق المشترك الروسي السوري، أمس الثلاثاء، أن اللاجئين في مخيم الركبان يعانون من نقص حاد في مياه الشرب، وأن الكمية المحددة للشخص الواحد في المخيم لا تزيد عن خمسة لترات في اليوم.
وجاء في بيان لمقر التنسيق المشترك بين الوزارات في البلدين: «على الرغم من الجهود التي يبذلها الأردنيون، فإن هناك نقصا حادا للمياه في المخيم وتظهر عملية حسابية بسيطة أن كل قاطن في المخيم لا يمكنه الحصول على أكثر من خمسة لترات من الماء يوميا، هذا الحجم يكاد يكفي للطبخ والشرب، لكنه لا يكفي للاستحمام والغسيل، مما يؤدي إلى ظروف غير صحية».
وشدد البيان على أنه في الوقت الراهن يعتمد إمكانية الحصول على مياه الشرب وإمكانية طهي الطعام فقط على الجانب الأردني، مشيرا إلى أن «الصور الفضائية تبين بوضوح كيفية تنظيم إمدادات المياه لسكانه. وأن هناك خلف جدار المخيم خزانات بحجم 210 أمتار مكعبة، والتي تملأ بالمياه التي تجلب من الأردن، وتوجد داخل المخيم نقاط التوزيع للسكان».
وتفيد التقارير أن سكان المخيم لا يمكنهم دائما الحصول حتى على هذا القدر، لأن المقاتلين الخاضعين لمناطق السيطرة الأميركية يمنعون بشكل دوري تسليم المياه، ويستخدمونها للابتزاز والمضاربة.
من جهته، أعرب بانوس مومسيس، المنسق الإقليمي للأمم المتحدة بشأن الأزمة السورية، عن أمله بتحقيق تقدم أكبر في مجال السياسة والأمن بسوريا، الأمر الذي من شأنه تحسين الوضع الإنساني في هذا البلد.
ووصل مومسيس عصر الاثنين إلى بروكسل للمشاركة في المؤتمر الدولي الثالث للمانحين حول تقديم المساعدات إلى سوريا والمنطقة، والذي بدأ أعماله أمس الثلاثاء ويستمر غد الخميس.
وقال مومسيس لوكالة نوفوستي الروسية: «كلما زاد عدد العناصر السياسية الفاعلة في السلام والاستقرار، يأخذ الوضع الإنساني في التحسن» ، مشيرا إلى «الصلة الواضحة بين السياسة والأمن وتأثيرهما على الوضع الإنساني». وقال إن الأمم المتحدة تأمل «في تحقيق تقدم أكبر من الناحية السياسية وفي المسائل الأمنية».
واعتبر منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا، أن مخيم الركبان للاجئين في سوريا لا يمكن أن يكون حلاً دائماً، بل من الضروري تهيئة الظروف لتفكيكه وتأمين مغادرة اللاجئين له».
وقال «من الواضح أننا نتفق جميعا على أن مخيم الركبان ليس حلاً طويل الأجل، إنه حل مؤقت، ويجب إيجاد حلول لمساعدة الناس على المضي قدما في الحياة. هذا ليس هو المكان المناسب للبقاء. يجب على الأطفال الذهاب إلى المدرسة، ويجب مساعدة النساء الحوامل وكبار السن».
وفي رأي مومسيس، من الضروري تهيئة الظروف للناس لاتخاذ قرار بشأن مغادرة المخيم. كما دعا إلى عدم تسييس الوضع حول المخيم لأنه يعيق العمل الإنساني.
وقال اللواء فيكتور كوبتشين، رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا، إن «الجانب الأمريكي لا يسمح للحافلات بإجلاء اللاجئين من مخيم الركبان ويرفض ضمان الحركة الآمنة للقافلة الإنسانية داخل المنطقة المحيطة بقاعدته العسكرية في التنف». وذكر أيضا أن الجانب الأمريكي يرفض تقديم ضمانات أمنية لحركة المساعدات الإنسانية داخل المنطقة التي يبلغ طولها 55 كيلومترا حول القاعدة الأمريكية في التنف. ويقدر عدد نزلاء المخيم بنحو 40 ألف شخص.
ومن المتوقع أن يشارك ممثلو 85 دولة ومنظمة دولية وإقليمية، بما في ذلك عن روسيا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، والأمم المتحدة، في مؤتمر المانحين الثالث حول سوريا، الذي بدأ أعماله أمس في بروكسل، وستتمثل مواضيعه الرئيسية في التسوية السياسية، وعملية الإنعاش الاقتصادي للمنطقة والمساعدات الإنسانية. وبعد 8 سنوات على اندلاع الأزمة السورية، أصبحت التسوية السياسية واستعادة وحدة سوريا وعودة اللاجئين في صدارة المواضيع الدولية والإقليمية الراهنة. (وكالات)