العملاء والجواسيس
عمان1-كتب المحامي محمد الصبيحي:
مالفرق بين العملاء والجواسيس ؟؟
خيط رفيع يفصل بينهما وإن كانا نتاج شجرة واحدة .
الجاسوس ينقل معلومات واسرار عسكرية استخبارية او اقتصادية واحيانا علمية الى مسؤوله في دولة اجنبية .
العميل مسؤول او مدير اداري او اقتصادي أو سياسي يعمل بذكاء لتوجيه دفة القرارات او السياسات باتجاه يخدم الجهة الاجنبية أو المحلية التي يعمل لمصلحتها، وقد يكون غبيا اذ وصل الى منصبه بالصدفة وهنا فإنه ينفذ ما يملى عليه دون ان يعرف لماذا .
دول اجنبية تستخدم العملاء احيانا لتوجيه اقتصاد دولة ما نحو منتجاتها هي او للسيطرة على نوع او انواع من الاصول والموارد الوطنية أو لمحاصرة تدفق انتاج دولة منافسة او حتى لضرب منتج وطني، ولعلنا نتذكر كيف نفذت امريكا خطة ضرب انتاج القمح في عدد كبير من دول العالم الثالث عبر تقديمه اما كمساعدة وإما بسعر أقل من كلفة انتاجه محليا .
وليس بالضرورة أن يعمل العميل لصالح جهة اجنبية، بل قد يكون عميلا لشركة محلية كبيرة تدفع له مقابل أسرار عطاءات مشاريع أو مقابل وضع مواصفات لمشتريات لا تتوفر الا في الشركة التي يعمل سرا لمصلحتها .
العميل المحلي قادر احيانا على اخراج منافس لمن يعمل لديهم من السوق، لذا فان الشركات الكبرى غالبا ما يكون لديها عملاء داخل مؤسسات كبرى ففي حالة حدثت ان منافسا جديدا فاز بعطاء تنفيذ مشروع بمواجهة شركة كانت مسيطرة فقامت هذه الشركة باخراجه من السوق نهائيا حين وجهت عميل أو اكثر الى اختلاق عيوب في التنفيذ ورفض الاستلام وتعطيل صرف الفواتير حتى بدأ المنافس يتوسل اخلاء طرفه واعفاءه من استكمال المشروع بعد ان تجاوزت خسارته نصف راس ماله .
في دول العالم الثالث قلة في الجواسيس وكثرة في العملاء، فالدول القوية لا تحتاج الى جواسيس في الدول الفقيرة فالتقدم التقني والاقمار الاصطناعية تكشف كل شيء ، أما العملاء فهم اكثر اهمية استراتيجية في زمن التنافس الاقتصادي الحاد .
أعرف شخصيا أحد العملاء الكبار وما قام به لا يقدر عليه مائة جاسوس .
السؤال الذي لم أجد إجابة له: هل يوجد عملاء فكر وعقائد ؟؟.المصدر عمون