الرزاز في أنقرة لإظهار الامتنان ومحاولة لإحياء الميّت
عمان1:اقل من اسبوع فصل تماما بين تسليم السلطات التركية للمتهم الاردني الشهير في قضية التبغ والسجائر عوني مطيع وبين اول زيارة رسمية عمليا خارج البلاد يقوم بها رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز المنشغل دوما بالأجندة الاقتصادية والمحلية.
المحطة الاولى والاساسية للرزاز هي تركيا ويرافقه وفد وزاري رفيع المستوى يضم وزير الخارجية ايمن الصفدي .
وتبدأ هذه الزيارة اليوم بعد ايام قليلة ايضا من استقبال رسمي وملكي دافئ جدا لرئيس الوزراء التركي الاسبق وصديق وشريك الرئيس رجب طيب اردوغان الدكتور احمد داوود اوغلو .
على نحو او اخر تقدر الاوساط السياسية والبرلمانية الاردنية بان زيارة الرزاز الى انقرة هي بمثابة تعبير عن الامتنان الشديد لحل معضلة المتهم بقضية السجائر باعتباره الحل الذي قدم واحدة من افضل الخدمات لحكومة الرزاز نفسها بعد ان استمر الشارع وطوال ستة اشهر بمطالبتها بإحضار المتهم عوني مطيع وتحديدا على الدوار الرابع الذي قفز اصلا بحكومة الرزاز .
لكن رغبة الرزاز في الامتنان فقط سياسيا قد لا تكفي لان تركيا وان كانت معنية بالصبر الى اي حدود ممكنة على نمو العلاقات الزاحف مع الاردن فهي بصدد مراجعة كشف حساب المصالح مع الجانب الاردني.
اهمية زيارة الرزاز تتجلى في ان من اعلنها عمليا هو الملك عبد الثاني قبل اربعة ايام .
وهذه الزيارة وان كانت اجندتها اقتصادية ولها علاقة بالعلاقات العامة والشكر والامتنان الا ان مضمونها السياسي ايضا مهم جدا فهي تحصل في ظل برود شديد في العلاقات والاتصالات بين الاردن ودول المحور السعودي.
بعيدا عن الجانب السياسي اجندة زيارة الرزاز الى انقرة مليئة بالقضايا والملفات المشتركة .
لكن يمكن القول ان البند الاول والابرز على جدول الاعمال هو ذلك المتعلق بمحاولة انعاش واحياء اتفاقية التجارة الحرة التي دفنها الاردن قبل ان تتحسن علاقاته مؤخرا مع تركيا .
هنا يؤكد مصدر دبلوماسي تركي بان بلاده توقفت عن الالحاح في قضية اتفاقية التجارة التركية وبان الجانب التركي مهتم باستماع الى ملاحظات الاردن بخصوص مواصفات ومعايير جديدة لإعادة تجديد الاتفاقية.
ويعني ذلك ان الخبر الوحيد الذي ينبغي ان ينتج عن هذه الزيارة يفترض ان له صلة بتلك الاتفاقية بصورة عامة .