(أطفال النقليات) في جباليا صوم وتعب وانتهاك حقوق

عمان 1 : يدفع الطفل باسل زايد (13عاماً) عربة كبيرة الحجم، مليئة بالمُشتريات بين جنبات سوق مخيم جباليا بقطاع غزة، وصولاً إلى موقف السيارات القريب، في إطار عمله الشاق في مجال النقليات.
ويعود الطفل الذي أنهكه الصيام والتعب ليبحث عن زبائن جدد، ويعرض خدماته على المتسوقين لينقل مشترياتهم، مقابل شيكل واحد فقط.
لم يتردد زايد الذي يسكن في منطقة «الفاخورة» غرب مخيم جباليا، في استغلال إجازته الصيفية للعمل في مجال النقليات، لمساعدة أسرته في توفير جزء من نفقات المنزل.
وتنتشر بشدة ظاهرة عمالة هؤلاء الأطفال بظروف صعبة وقاسية في الإجازة الصيفية، وقد يزداد عددهم في شهر رمضان، لاسيما في ساعات ما بعد الظهر حيث تبدأ الحركة الشرائية.
قال الطفل زايد الذي أرهقه العمل بسبب الصوم  إنه كان يتلقى شيكلين عن كل «توصيلة» وأحياناً ثلاثة، لكن الظروف الحالية جعلته يكتفي بشيكل واحد.
وأضاف لمراسل الايام خليل الشيخ  إن كثرة عدد الأطفال والفتية الذين يعملون في المجال ذاته، وتدني الحركة الشرائية جعلتهم يكتفون بشيكل واحد فقط مقابل كل «توصيلة».
على الصعيد ذاته، يُعد الطفل على أبو العنزين (14 عاماً)، الذي ينتمي لأسرة فقيرة ومن أوائل العاملين في تلك المهنة.
وقال «في البداية وحتى قبل بدء الإجازة الصيفية كنا عددا قليلا، ونتفق فيما بيننا على توزيع الرزق، ولكن الآن يفوق العدد نحو 40 واحد ينقلون البضائع للزبائن، وهو ما جعل السوق تكتظ بهم».
وأضاف: «نشعر كثيراً بتذمر المشترين والبائعين منا، ونستمع لإهانات ونستحمل التعب والشقاء لكي نعود ببعض الشواكل».
مخيم جباليا
ودفع ازدياد الحاجة لعمل هؤلاء والخدمات التي يقدمونها، بعض التجار لشراء عربات جديدة وتوزيعها عليهم مقابل أجرة مالية.
قال أحمد شبير (43 عاماً)، إن زيادة الطلب على الخدمات التي يقدمها هؤلاء الأطفال استوجب تنظيم عملهم وتسهيله مقابل أن يدفع كل منهم خمسة شواكل يومياً.
وأضاف: «يتحمل الشخص الذي يؤجر لهم العربات مسؤولية أخلاقية عن عملهم أمام البائعين والزبائن».
وعلق إسحاق أبو عودة (35 عاماً) وهو أحد البائعين على عمل هؤلاء الأطفال، بأنه تحول إلى ظاهرة في السوق والأسواق الأخرى، لاسيما خلال الإجازة الصيفية، موضحاً أن حاجة أسر هؤلاء الأطفال تدفعهم للعمل.
أوضح  أن طبيعة السوق تتطلب عمال نقليات لتوصيل مشتريات الزبائن إلى السيارات أو المنازل، خصوصاً وأن معظم المشترين من النساء، مفضلاً أن يكون هؤلاء العمال من البالغين.
يذكر أن ظاهرة عمالة الأطفال في سوق «العودة»، تنتشر طيلة أيام العام، لكنها تنشط في الإجازة الصيفية بشكل ملحوظ، فمنهم من يعمل في مجال النقليات وآخرون يعملون في بيع التوابل الخضراء، رغم مناداة الكثير من مؤسسات العمل الأهلي بمنع هذه الظاهرة.
انتهاك خطير
من جهته، اعتبر أستاذ علم الاجتماع في جامعة القدس المفتوحة، فرع شمال غزة، أحمد سعد، أن تشغيل الأطفال بشكل عام، يُعد انتهاكاً خطيراً لحقوقهم وهو ما ترفضه التشريعات والقوانين المحلية.
وقال إن استخدام الأطفال في الاستجداء وعرض الخدمات من أجل الحصول على نقود يمكن أن يندرج تحت مسمى التسول المقنع وهو أمر غير قانوني، ويعد منافياً للسلوك المجتمعي القويم.
وأضاف: «من المرفوض تماماً استخدام الأطفال في الحصول على كسب مادي، ويجب محاسبة المتسببين بذلك».
«الايام الفلسطينية»

زر الذهاب إلى الأعلى