طوباس ترسم مستقبل الطاقة في فلسطين

عمان 1 : شهدت السنوات الست الأخيرة، توجها ملحوظا في محافظة طوباس للاستثمار في مجال الطاقة الشمسية؛ نظرا للمناخ الذي تتمتع به المنطقة، وموقعها الجغرافي، واتساع أراضيها، حيث بدأت بوحدات طاقة شمسية صغيرة على أسطح المنازل، حتى باتت المنطقة اليوم تتضمن مشاريع استثمارية تعتبر الأكبر في فلسطين في مجال الطاقة الشمسية.
ويعد رجل الاعمال الفلسطيني عماد مسلماني، أول من يستثمر في مجال الخلايا الشمسية، ومشروعه الموجود في منطقة الفارعة جنوب طوباس، يعد أكبر مشروع خاص في هذا المجال حتى الآن.  ويقول: إنه بدأ بالعمل على المشروع بعد دعوة الحكومة لرجال الأعمال للاستثمار في هذا المجال، بالإضافة إلى زيارته من قبل رئيس بلدية طوباس وإقناعه بهذا المشروع الذي يساهم في حل مشاكل الكهرباء في المنطقة؛ فالكهرباء تصلنا عن طريق الاحتلال، وهناك معاناة كبيرة جراء انقطاع التيار الكهربائي من المصدر في فترات الذروة وارتفاع الأحمال في فصل الصيف، ومشاريع الطاقة الشمسية تساهم في حل هذه المشاكل، خاصة أنها من مصدر طبيعي لا يتحكم به الاحتلال.
وحول أسباب الاتجاه لمشاريع الطاقة الشمسية في منطقة طوباس أكثر من غيرها، أوضح المدير الفني لشركة «كفاءة» لحلول الطاقة البديلة سائد مكحول أن طوباس بشكل عام تتميز بكمية جيدة من الإشعاع الشمسي نظرا لموقعها الجغرافي، وتوافر مساحات واسعة من الأراضي فيها، وبأسعار معقولة مقارنة بالمناطق الأخرى، بالإضافة إلى تشجيع بلدية طوباس وشركة الكهرباء على الاستثمار في هذا الجانب.
من جهته، اوضح مدير شركة كهرباء طوباس عبد الله نعيرات ان شركة كهرباء طوباس، التي تزود المحافظة كاملة و20 هيئة محلية من جنين، كانت بحاجة ماسة لمشاريع الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء للتغلب على الأحمال الكبيرة خاصة في فصل الصيف.
وأكد أن الشركة تمكنت من إحضار تمويل في العام 2009 للبدء بمشاريع الطاقة الشمسية الصغيرة على أسطح المنازل، لكن لم يتم التنفيذ حتى العام 2012.
وأرجع أسباب تأخر تنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية في فلسطين بشكل عام لعدم وضوح الرؤية والجدوى الاقتصادية من هذه المشاريع سابقا، وعدم وجود أنظمة تحدد العلاقة الفنية والإدارية، و الأسعار المرتفعة جدا للمعدات مقارنة بدول العالم، لكنها بدأت بالانخفاض في السنوات الست الأخيرة.
وبدأت شركة كهرباء طوباس بدعم مشاريع الطاقة الشمسية الصغيرة للمنازل كخطوة أولى لتشجيع الناس على الاستثمار في هذا المجال، فتم البدء بمشروع بقدرة 120 كيلوواط، كنموذج لإثبات جدوى هذه المشاريع، ومن ثم مشروع بقدرة 350 كيلوواط، وخلال هذه المدة بدأت القوانين الناظمة تنضج، حيث صدرت المبادرة الفلسطينية للطاقة الشمسية العام 2012، وبعد ذلك انتشرت مشاريع الطاقة الشمسية.
وتستعد الشركة حاليا لتنفيذ أول مشروع إنتاج طاقة عن طريق توربينات الهواء التي سيتم إقامتها في منطقة مرتفعة، بالإضافة إلى التخطيط للعمل بأنظمة متطورة من الخلايا الشمسية، التي تخزن الطاقة الشمسية حتى بعد غياب الشمس بعدة ساعات.
ومن المتوقع خلال السنتين المقبلتين مع افتتاح المزيد من مشاريع الطاقة الشمسية انتاج ما نسبته 60% من حاجة المنطقة من الطاقة، وعند اكتمال كافة مشاريع الطاقة من طاقة الرياح والشمس بمختلف أنواعها خلال عدة سنوات من الممكن الاستغناء بنسبة 90% عن الطاقة التقليدية.
«وفا»

زر الذهاب إلى الأعلى