تصريح للقتل

تصريح للقتل / خالد محمد النوباني ينفع العنوان كفيلم هوليودوي امريكي مليء بالآكشن. و طبعا البطل الامريكي يستمر بالقتل من بداية الفيلم و حتى النهاية و الضحايا اذا جاز التعبير عن المقتولين بهذه الكلمة لأنهم فقط مقتولين على يد هذا البطل الاسطوري ,و قتلاه مجرمون لا يستحقون لقب ضحية التعاطفي هم اناس مجهولون تجمعهم صفة واحدة هي انهم كانوا في طريق هذا البطل الذي يفرق معه الخير و الشر كما الفاروق رضي الله عنه. المقتولين هم اناس اصبحوا مجهولين بعد مقتلهم و اصبحوا مجرد بقع دماء توسخ المكان يجب تعبئتهم في اكياس قمامة سوداء و الحفر لهم خمسة اقدام تحت الارض. ذهبت موضة القاتل المتسلسل المجرم في الفيلم الامريكي ليحل مكانها القاتل المحترف المدرب الذي لا يهزم و لا يموت و لا يحاكم على افعاله ,هذا اما يكون البطل الذي لا يهزم او الارهابي (الشخص السيء) الذي يرتقي في المؤهلات ليكون اهلا لمعادات الأمريكي الخارق. عملاء وكالة الاستخبارات الامريكية (المجرمون بكل المقاييس و الأعراف المعروفة و غير المعروفة) هم من لديهم تصريح مفتوح بالقتل و لا أدري ماذا يسمون هذا النوع من القتل الذي يتم بأيديهم. و هم من خططوا بعناية لعملية قتل صحفي عربي في قنصلية بلده و هم من اختاروا الموسيقى التي تعزف على أنغام تقطيع جثته لكي يتمكنوا من تحديد مكان أجهزة التنصت المزروعة و التي فشلت كل أجهزتهم المتقدمة في اكتشافها. ببساطة صممت عملية بشعة للغاية بأيديهم لدفع الدولة المضيفة لترمي ثقلها في حضن الإدانة و تدفع لهم بالتسجيلات لكي يتمكنوا من اكتشاف أجهزة التنصت في مكانها. الذي لا يحصل على رخصة بالقتل من امريكا يسمى في العالم كله (إرهابي). أما القاتل المحترف المصرح له بالقتل فيسمى عميل دولة اجنبية أو جندي أو عشماوي أو شرطي أو قوات أو قائد أو رئيس و تسمى عملية القتل الجماعي إجهاز أو إبادة أو فض اعتصام أو إخفاء قسري أو إعدام أو قصف ,إنها كما وصفها أحد القادة السوفييت تماما (احصائية), ببساطة الدول مسموح لها بالتحرك للقتل عندما تأخذ الضوء الأخضر من القاتل الأكبر امريكا حتى لو كان هذا القتل إبادة جماعية. قاتل يقتل فردا او مجموعة افراد معدودين هو إرهابي أما القتل الجماعي المنظم فهو دعوة حضارية لسيادة النظام و القانون. الامريكيون قاتلوا في المحافل الدولية لإبعاد جنودهم و مواطنيهم القتلة عن المحاكمات الأممية و كان لهم ذلك, إن لهم تصريح مفتوح بالقتل. في الاسلام الخطوة الأولى في الحروب هي التخويف أو نشر الرعب او ما يسمى اصطلاحا الإرهاب بمعناه النفسي و ليس القتل فإذا لم تفلح هذه الأساليب يتم اللجوء الى الحل الأخير و هو اعطاء الخيارات (الاسلام او الجزية او الحرب) ببساطة شديدة هذا هو الجهاد القرآني. لا توجد رغبة في القتل نهائيا او تعطش للدماء. أما في العقيدة القتالية الامريكية المجرمة فكل من ليس عبدا للجنس السوبر يستحق القتل و سفك دمه بأشنع الطرق. و حتى نظرات الشزر تستحق العرض على الجزار لكي يعاقب مطلقها. الامريكان قتلة ,ساديون ,جزارون ,مجرمون ,محبون للعنف ,لصوص ,مصاصوا دماء (بالمعنى الحرفي) ليس لهم أخلاق او مبادئ او قيم او مثل عليا سوى الشر و القتل و سفك الدماء. و أكثر كلمة يكرهونها هي (" يا خيل الله ... اركبي"). و حديثي هنا ليس فقط عن الامريكان بل كل من يحالف و يحب و يعجب و يتعاطف او يؤمن بالحلم الامريكي. هذا ليس خطابا للكراهية هذه وقفة صادقة مع النفس و الآخرين المتماهين مع المشاريع الأمريكية في المنطقة و العالم ,التي ستقود الانسانية الى الجحيم ,و هي أيضا وقفة مع الله عز وجل. و من لا يعجبه كلامي (" كيدوني جميعا ثم لا تنظرون "). الله لا يقيمكم تستأهلوا , الله لا يزيح عن قلبكم شدة , ترعون مع الغنم و تبيتون مع الذئاب.

زر الذهاب إلى الأعلى