ارتفاع معدلات التلوث في مياه شرب غزة

عمان 1 : تزايدت أزمات قطاع غزة خلال السنوات القليلة الماضية، ومن بينها أزمة مياه الشرب، التي تعمقت وباتت من أكبر المشكلات التي تواجه السكان؛ حيث ازداد تلوثها بالبكتيريا والطفيليات، إضافة لتداخل مياه البحر معها، ما تسبب في زيادة ملوحتها بشكل غير مسبوق.
ويؤكد الدكتور خالد الطيبي، رئيس قسم مراقبة المياه بدائرة صحة البيئة، التابعة لوزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفاع معدلات التلوث «الميكروبيولوجي» إلى 25% في العينات التي أخذت من آبار المياه الجوفية خلال العام 2018، مقارنة بـ 2-10% في العامين السابقين.
بينما يؤكد المهندس سعيد العكلوك، مفتش بقسم متابعة المياه ومختص في قضايا مياه الشرب، أن التلوث الكيميائي وصل إلى معدلات عالية تجاوزت 97% في كافة آبار القطاع، وهو أمر بات يلمسه المواطنون من خلال تغير مذاق المياه، وزيادة ملوحتها، بحيث بات مذاقها يشبه في بعض المناطق مياه البحر.
وأوضح العكلوك أن فرق التفتيش والمتابعة، تكثف رقابتها على كافة مصادر مياه الشرب في القطاع، وتأخذ عينات دورية للفحص، سواء من الآبار الجوفية أو محطات تحلية المياه، والتأكد من وضع مادة الكلور لتعقيمها»، قبل وصولها للمستهلكين؛ لضمان قتل الطفيليات والبكتيريا الضارة.
وأكد العكلوك أنه تم إغلاق ثلث محطات تحلية مياه في قطاع غزة، والتي يبلغ عددها الإجمالي 116 محطة، لاكتشاف ميكروب Fecal coliforn، وهو نوع من البكتيريا القولونية البرازية، مصدرها مياه الصرف الصحي، وقد يصيب الأشخاص حال شربوا المياه بمشاكل صحية في الجهاز الهضمي.
بينما يؤكد الأكاديمي والخبير في قضايا المياه والبيئة دكتور أحمد حلس، أن السحب الجائر من الخزان الجوفي تسبب في حدوث خلل غير مسبوق، فنحو 220 مليون متر مكعب من المياه يتم سحبها سنوياً من هذا الخزان لخدمة 2 مليون نسمة، في حين أن 70 مليون متر مكعب فقط من مياه الأمطار تصل إلى الخزان الجوفي كل عام، وهذا السحب المهول أدى إلى مشكلة خطيرة، وهي هبوط مستوى المياه في الخزان الجوفي، ما أحدث حالة فراغ أدت إلى اندفاع مياه البحر لشغله، فحدث تداخل كبير وغير مسبوق لمياه البحر مع المياه العذبة، حيث وصلت تلك المياه لحدود ملعب اليرموك في قلب مدينة غزة، وهذا يعني أن مياه البحر زحفت إلى الخزان الجوفي مسافة أكثر من 4 كيلومترات شرقاً، وبالطبع مياه البحر نقلت معها كل الملوثات الكيميائية والبيولوجية.
وأكد حلس أن حبس الاحتلال المياه السطحية عن بعض الأودية في قطاع غزة، مثل وادي غزة ووادي السلقا، حجب ما بين 25 – 30 مليون متر مكعب من المياه سنوياً، كانت تصل إلى القطاع عبر هذه الأودية القادمة من مناطق تقع إلى الشرق من القطاع، وهذا عمّق وزاد المشكلة.
وأجرى حلس عدداً كبيراً من الأبحاث المتعلقة بمياه الشرب في قطاع غزة، كان أبرزها بحث خصص لمتابعة محطات تحلية المياه الخاصة، شمل 45 محطة تحلية تعمل بتقنيات مختلفة، وكانت النتائج غير مرضية، إذ لا تقوم هذه المحطات بإزالة الأملاح من المياه فقط، بل إن معظم المحطات تقوم بعملية خلع وإزالة للعناصر المهمة والضرورية من المياه، بما فيها العناصر المفيدة، أضف إلى ذلك أن المحطات لا تقوم بعمليات تطهير وتعقيم سليمة، ولا تراعي إجراءات السلامة للمواطنين.
أما مدير دائرة صحة البيئة في محافظة رفح، المهندس هشام جبر فقد أكد على أن اللجنة حظرت على أصحاب المخابز استخدام مياه من الصنبور مباشرة، والملوثة كيميائياً؛ لارتفاع نسبة الأملاح والنترات فيها، ويلتزم ملاكها والعاملون فيها باستخدام مياه محلاة ومعقمة خلال إعداد الخبز، وفي حال كانت هناك مخالفة يغلق المخبز فوراً.
«الأيام الفلسطينية»