ترامب يُهدد المشردين والمهاجرين من أجل الأثرياء

عمان1:قضى دونالد ترامب غالبية مسيرته السياسية في إطلاق الوعود بحماية المواطنين الأمريكيين من المهاجرين، لذا كان غريباً أن نسمعه أمام المستثمرين العقاريين الأجانب، يوم الثلاثاء، 17 سبتمبر/أيلول، وهو يفكر في اتخاذ إجراءات صارمة ضد المشردين الأمريكيين.

وفق تقرير شبكة CNN الأمريكية، قال ترامب للمراسلين، الذين سافروا معه خلال حملة جمع التبرعات في منطقة خليج سان فرانسيسكو: «لا يمكننا أن نسمح للوس أنجلوس، أو سان فرانسيسكو، أو غيرهما من المدن بتدمير نفسها من خلال السماح بما يحدث. وأنا أتحدث إلى المستأجرين -الأجانب في بعض الحالات- الذي يستأجرون داخل مبانٍ في مختلف المدن مثل كاليفورنيا وأماكن أخرى، ويريدون مغادرة البلاد. لا يمكنهم تصديق ما يحدث».

وتُمثِّل ظاهرة التشرّد مشكلةً ضخمة، خاصةً في الساحل الغربي، حيث تمتلك منظمة ترامب أيضاً عقارات، ومنها حصة في ناطحة السحاب «555 شارع كاليفورنيا»، التي تُعَدُّ واحداً من أطول المباني في سان فرانسيسكو. وقال ترامب، يوم الثلاثاء، 17 سبتمبر/أيلول، إنَّ ظاهرة التشرد تضُر بالاستثمار العقاري بسبب رغبة المستثمرين الأجانب في مغادرة الولايات المتحدة.

يعيشون بأفضل شوارعنا وعند مداخل مبانينا

وقال ترامب: «لدينا أشخاص يعيشون في أفضل الطرق السريعة، وأفضل شوارعنا، وأفضل مداخل مبانينا، ويدفعون ضرائب هائلة. ويختار الأشخاص الذهاب إلى تلك المواقع، على الرغم من الضرائب الهائلة، بسبب مكانتها العظيمة».

ولكن ما سوف يفعله ترامب بالضبط يظل غامضاً بعض الشيء، بالرغم من وجود بعض الدلائل.

وخلال مكالمةٍ مع المراسلين يوم الإثنين، 16 سبتمبر/أيلول، قال توم فيليبسون، القائم بأعمال رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين: «قد تكون الشرطة، وحفظ النظام، أداةً مهمة للمساعدة في إبعادهم عن الشوارع».

الحكومة الفيدرالية لا تتدخَّل بشكلٍ عام في أعمال الشرطة وحفظ النظام في المدن الأمريكية، إنها مهمة الحكومات المحلية. مُجرَّد التفكير في إمكانية دخول قوات الشرطة الفيدرالية مدينة مثل كاليفورنيا للتعامل مع ظاهرة التشرد، سوف يتسبب في كل أنواع المشكلات الممكنة، خاصةً أنَّ المدن في تلك الولاية تعهَّدت بالفعل أن تكون ملاذاً آمناً من العملاء الفيدراليين وإجراءاتهم الصارمة -المدعومة من ترامب- ضد المهاجرين غير الشرعيين.

وأدلى فيليبسون بتلك التعليقات حول نطاق عمل الشرطة، بسبب إصدار الإدارة تقريراً جديداً يتناول رؤيتها لظاهرة التشرد، خاصة في كاليفورنيا، حيث يعيش جزءٌ كبير من المشردين بلا مأوى في البلاد. والسياسة الرئيسية التي يقترحها التقرير هي تحرير أسواق الإسكان، والتي يرى التقرير أنَّها سوف تخفض أسعار المساكن. ووقّع ترامب أمراً تنفيذياً، في يونيو/حزيران، يقضي بإنشاء مجلس جديد تحت إشراف وزير الإسكان والتنمية الحضرية، بن كارسون، ويعمل على استكشاف طرق لتغيير لوائح البناء وقوانين تقسيم المناطق من أجل جعل المنازل أرخص.

وأشار تقرير الإدارة عن التشرّد أيضاً إلى أن الأماكن التي يُطبَّق بها قوانين «الحق في المأوى» لديها معدلات أكبر من التشرّد، ويرى التقرير أنَّ تلك القوانين تأتي بنتائج عكسية.

وذكرت صحيفة Washington Post أيضاً يوم الثلاثاء، 17 سبتمبر/أيلول، أنَّ الإدارة تفكر في استخدام المرافق الحكومية المهجورة من أجل إيواء المشردين.

ووعد ترامب باتخاذ إجراءات تجاه مشكلة التشرد قبل رحلته إلى الغرب.

وقال ترامب، أمام تجمع من النواب الجمهوريين في بالتيمور الأسبوع الماضي: «يتعين علينا التدخل والقيام بشيءٍ ما تجاه تلك المشكلة. لا يمكننا أن نسمح بذلك. وفي المستقبل القريب، سترون أننا سوف نتدخل».

يحب ترامب فقط السعوديين الذين يشترون

واتفاق ترامب مع المصالح الأجنبية في مبانيه موثقٌ جيداً، وربما يكون متوقعاً في عالم العقارات مرتفعة الثمن، إذ تحدث ترامب عام 2015 عن بيع شقق في مبانيه لسعوديين.

وقال ترامب عن السعوديين خلال حملة انتخابية في موبايل، ألاباما: «لقد أعجبت بهم كثيراً. لقد اشتروا شققاً مني. ودفعوا 40 مليوناً، 50 مليوناً. هل يفترض بي ألا أعجب بهم؟ بالتأكيد يعجبونني كثيراً».

كما تفاخر في مناسبة أخرى بتحقيق أرباح ضخمة، حين باع قصراً في فلوريدا إلى ملياردير روسي.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتزامن فيها مخاوف ترامب من الفقراء مع مصالح أعماله التجارية. وفي قانون الضرائب الذي صدر عام 2017، سعى الجمهوريون وإدارة ترامب إلى تحفيز الاستثمار في المناطق الفقيرة من خلال منح إعفاءات ضريبية في ما يسمى مناطق الفرص. وصدر القانون بدعم وتحفيز من صهر ومستشار الرئيس، جاريد كوشنر، الذي يمتلك حصة من شركة عقارية تستفيد من ذلك القانون. وأظهرت مراجعة CNN لعام 2018 أنَّ الاستثمارات في مناطق الفرص لا تركز دائماً على المناطق الفقيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى