كلمات المبعوث الأميركي تهز الصحفيين في لبنان : لا تتصرفوا كالحيوانات

عمان1:أشعل المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا ولبنان توم براك، الجدل في لبنان بعد هجومه على الصحفيين قبل مؤتمره الصحفي الذي عقد في قصر بعبدا ببيروت.
فقد وجد بعض اللبنانيين نبرة "رجل الأعمال"، كما وصف نفسه، استعلائية بعض الشيء، خصوصًا بعدما توجّه إلى الإعلاميين قبيل المؤتمر الصحفي في القصر الرئاسي قائلاً: "إذا لم تهدؤوا واستمررتم في التصرف بفوضى حيوانية، سنرحل، وعليكم التصرف بحضارة".
وأثارت هذه التصريحات غضبا كبيرا في الأوساط الصحفية والسياسية في لبنان.
وكان براك التقى الرئيس اللبناني جوزيف عون في القصر الرئاسي بعبدا، لمناقشة خطة تسليم "حزب الله لسلاحه".
وقال برّاك إن الخطة التي يعدها لبنان لن تنطوي بالضرورة على عمل عسكري لإقناع حزب الله بإلقاء سلاحه. وأضاف "لا يتحدث الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية عن حرب. إنهما يتحدثان عن كيفية إقناع حزب الله بالتخلي عن تلك الأسلحة".
وأكد أن إسرائيل ستقدم اقتراحا مقابلا عندما تتسلم الخطة اللبنانية.
وأشار إلى أن واشنطن ستوافق على تمديد مهمة قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان لمدة عام، رغم إعلان الولايات المتحدة وإسرائيل سابقا معارضتهما للخطوة.
وقال "موقف الولايات المتحدة هو أننا سنمدّد لسنة" مهمة القوة التي تنتهي في 31 أغسطس، مشيرا إلى أن يونيفيل تكلّف "أكثر من مليار دولار في السنة".
ومع أن أيًا من الصحفيين الموجودين في المؤتمر لم يعلّق على ما جرى مباشرة، إلا أن القضية أخذت تتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبرها كثيرون إهانة صارخة للبنانيين، وسخر آخرون بالقول إنها ليست سوى الطريقة المعتادة "التي يخاطب بها الأمريكيون أتباعهم في المنطقة"، مشيرين إلى أنه كان أولى بالصحفيين مغادرة المؤتمر فورًا وعدم القبول بمثل هذه الإهانة.
وفي الفضاء الرقمي، اختلف التفاعل مع الحادثة، إذ علّق الصحفي علي هاشم، مراسل قناة الجزيرة بالإنكليزية، على كلمات برّاك بالقول: "إن مستوى الغطرسة الذي يظهره المسؤولون الأمريكيون في لبنان مهين للبلاد".
من جهة ثانية، اعتبر الصحفي مارك إليان من فرانس 24 أن "ما جرى ليس إهانة ولا يُعدّ قمعاً ولا إسكاتا، بل هو تطبيق لأبسط قواعد النقاش التي تعلّمناها في الصفوف الابتدائيّة."
وتابع إليان في منشور على "إكس": "الجميع يدرك الأسلوب الذي يعتمده بعض الصحفيّين اللبنانيّين في طرح الأسئلة، والذي غالباً ما يفتقر إلى المهنيّة، ويقترب أكثر من الاستفزاز والمقاطعة المستمرّة".
في المقابل، قال الصحفي حسن الدر إن كلام برّاك للصحفيين، من القصر الجمهوري، وابتسامة الدبلوماسية مورغان أورتاغوس تعبير طبيعي عن "الاحتقار لمن ارتضى لنفسه الخضوع والتزلّف".
أما الصحفية سمر أبو خليل، فقد استنكرت سكوت الصحفيين، واعتبرت أن ما حصل يمسّ كرامة البلاد، وطالبت وزير الإعلام بالرد على هذا الكلام.
وقد اختلفت عناوين وسائل الإعلام في قراءة وتقديم أسلوب برّاك، فبعضها اعتبره إهانة، كما فعلت صحيفة الأخبار اللبنانية، بينما وصفه موقع بيروت ريفيو بـ"الشتيمة".
في المقابل، رأى آخرون أنه مجرد تعبير عن "الانزعاج"، مثل قناة LBCI، فيما التزمت قنوات أخرى الصمت ولم تتطرق إلى ما جرى، مثل قناة MTV، المعروفة بعدائها الشديد لحزب الله وإيران.
مع ذلك، لا يمكن فصل كلمات برّاك عن نبرة الخطاب الأمريكي الذي اتسم بالوعظ و"التأديب"، والتي انعكست أيضًا في تصريحات السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الذي سبق برّاك إلى المنبر.
فقد وجّه غراهام إلى اللبنانيين قائلًا: "لماذا على إسرائيل أن تطلب منكم نزع السلاح؟ سواء انسحبت تل أبيب أم لم تنسحب من النقاط الخمس التي تسيطر عليها جنوب لبنان، لا يقول أحد في لبنان إننا سنزيل سلاح حزب الله بانتظار خطوة متبادلة منها. إذا كنتم تفكرون بهذه الطريقة، فسوف تفشلون، لأن نزع سلاح حزب الله هو في مصلحتكم ومصلحة المنطقة برمتها".

زر الذهاب إلى الأعلى