تغريدة تدعو إلى انقلاب عسكري ضد ترامب تثير الجدل

عمان1:قد يكون من السّابق لأوانه، حسم الفائز في معركة الانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة، وفي ظِل تفشّي فيروس كورونا في الولايات المتحدة، وغُموض حيثيّات استكمال الانتخابات التكميليّة المُتوقّفة حاليّاً والتي يُفترض أن تجري خلال السّت أشهر الأولى من العام الجاري، وصولاً لإجراء الانتخابات الرئاسيّة، وتنصيب الفائز يناير العام 2021.
بالنّظر إلى المُرشّحين الرئاسيين دونالد ترامب، ومُنافسه الديمقراطي جو بايدن، فإنّ لكُل منهما نقطة سوداء، يرى مُعارضو كُل منهما أنها ستُؤدّي إلى إقصاء الآخر، ففضيحة التحرّش الجنسي التي ظهرت فجأة لبايدن، وحتى بين صُفوف الديمقراطيين أنفسهم، دفعت بيتر داو أحد أقوى مُؤيّدي المُرشّحة الخاسرة هيلاري كلينتون، دعوة نائب الرئيس السابق جو بايدن إلى الانسحاب من السباق الرئاسي، بل ودعا لأن يحل محلّه بيرني ساندرز لاستئناف حملته.
وفيما يتعلّق بالرئيس ترامب، فذهب الحال إلى أبرز مُحرّري مجلة نيويوركر الأمريكيّة الأسبوعيّة هندريك هيرتزبيرق، وهو كاتب خطابات الرئيس الأسبق جيمي كارتر، إلى الحديث أنّه حان الوقت لانقلابٍ عسكريٍّ، ويقصد انقلاب على ترامب، وهي تغريدة أثارت الجدل، وهو ما دفعه إلى التّراجع عنها، والقول بأنّه كان يسخر، فيما طرحت تساؤلات ساخرة حول الأدوات التي يُمكن بها تنفيذ انقلاب عسكري ضد ترامب من قِبَل الأمريكيين.
هُناك من يذهب بعيدًا، وسط تشكيك بقُدرات الرئيس ترامب الذهنيّة، الذي دعا أخيرًا إلى حقن الأجساد بالمُطهّرات، على خلفيّة تفشّي فيروس كورونا، ووسط الجدل الذي أثاره الأطبّاء والخبراء، اضطرّ إلى التراجع، ونسب تصريحه هذا إلى السخرية، يذهبون إلى أنّ جائحة كورونا، هي من ستكون السبب في خسارة الرئيس ولاية ثانية جديدة لأربع سنوات قادمة، لكن الرئيس سيرفض نتائج تلك الانتخابات، فترامب كان قد قال ساخرًا بعد تبرئته من مجلس الشيوخ الأمريكي على خلفيّة استخدام نُفوذه في فضيحة أوكرانيا، ضد مُنافسه بايدين الذي يملك أعمالاً بالطاقة فيها للإطاحة به، أنّه سيبقى رئيساً للولايات المتحدة الأمريكيّة “للأبد”.
الرئيس ترامب، بحسب مُعتقدات مُنافسه بايدن، قد يسعى لتأجيل الانتخابات بحُجّة كورونا، وهو أساساً يرفض إجراء التصويت للانتخابات عن بُعد خشية التزوير كما يقول، وبذلك يُمكن له الاستمرار بعد يناير 2021، وهي فرضيّة لا تستبعد حصولها وسائل إعلام أمريكيّة في حال استمرار عاصفة كورونا، حيث أمريكا تتربّع الأولى على قائمة الدول المنكوبة بالجائحة، كما أنّ استمرار ترامب في الرئاسة بدون انتخابات يحتاج إلى تشريع بتوقيعه والكونجرس، ثم يجري عرضه على القضاء.
قد يبدو احتمال تأجيل الانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة بالنسبة لوجهات نظر أخرى، بعيدًا أو مُستحيلاً، وقد يتم إجراء الانتخابات في موعدها المُقرّر، الجديد بعد إجراء الانتخابات، أنّ الرئيس ترامب قد يرفض النتائج في حال خسارته فيها، وهي ليست سابقة في التاريخ الأمريكي، ضمن الانتخابات المُتنازع عليها، ففي عام 2000، قضت المحكمة العُليا بفوز جورج بوش بعد تشكيكٍ بالنتائج.
رفض الرئيس دونالد ترامب لخسارته، قد يستوحيه تحديدًا، من الرئيس أندرو جاكسون، والذي عبّر سابقاً أساساً عن إعجابه به، وأنّه الأفضل، ففي العام 1824، حصل جاكسون على أكثر الأصوات في التصويت الشعبي ضمن الانتخاب المُباشر، وأكثر أصوات المجمع الانتخابي، لكنّه لم يحصل على الغالبيّة في كليهما، وبذلك خسر جاكسون الانتخابات، وفاز نظيره لجون كوينسي آدامز، الخاسر جاكسون والذي عاد للمُنافسة بعد أربعة أعوام وفاز، وصف جاكسون ما جرى حينها بالصفقة الفاسدة، وفي العام 1888، سُجِّلت فضيحة شِراء أصوات، ولم تمنع مع ذلك أيضاً فوز “الجمهوري” بنجامين هاريسون بالرئاسة.
فرضيّة عدم تقبّل ترامب لخسارته، لا تدخل حيّز السخرية التي يتذرّع بها رجل الأعمال الرئيس الجمهوري في تبرير إخطائه وعثراته فقط، فالرجل ووفق مُعطيات مُوثّقة كان قد دخل انتخابات العام 2016 قبل فوزه، وقد وجّه اتّهامات بتزوير الانتخابات ضدّه، وحين فوزه، تحدّث عن مزاعم تزوير انتخابي كلّفه التصويت الشعبي، كما وجّه اتّهامات للرئيس السابق باراك أوباما بأنّه قام بالتجسّس عليه، أمّا مزاعم التدخّل الروسي بالانتخابات فقد كانت بالنسبّة له “مُطاردة ساحرات”.
صحيفة “الإندبندنت” البريطانيّة كانت قد نشرت تقريرًا، قالت فيه إنّ عددًا من الأطبّاء النفسيين، يرون بأنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يُعاني من مرض عقلي خطير، ولا يصلح لقيادة الولايات المتحدة الأمريكيّة، كما أشار التقرير نقلاً عن خبراء الصحّة بأنّ الرئيس الأشقر يُعاني من جنون العظمة والوهم، وحذّروا الشعب الأمريكي من “المخاطر” التي قد تتسبّب بها حال قيادة ترامب للبلد، وهو ما قد يُفسِّر حالة “فتاويه” بالطب، وإبداء معرفته بكل الحُقول العلميّة والمعرفيّة، عدا عن “ارتيابه” وتوجيهه اتّهامات التآمر لكل من حوله، ابتداءً من الرئيس السابق أوباما مُروراً “بمُطاردة الساحرات” الروسي، وإقالته المسؤولين في إدارته تِباعاً، وصولاً إلى دعوته حقن مُصابي الكورونا “كوفيد-19″، بالمُطهّرات، وعليه كما يرصد مُعلّقون، ليس من المُستَبعد أن يخرج للعالم بمشهدٍ صادمٍ يتعلّق بالانتخابات الرئاسيّة، وفوزه من عدمه، والعالم على بُعد أقل من سبعةِ أشهرٍ منها.
النظام الديمقراطي في الولايات المتحدة الأمريكيّة، قائم على الانتقال السّلمي للسلطة، وأمام العقليّة التي يُدير ترامب به بلاده، قد لا يكون مُبالغاً للمُراقبين أن يُحدِث هذا الرئيس هزّةً غير مسبوقة في هذه المنظومة الديمقراطيّة في حال خسارته، حتى أنّ المحامي السّابق في مجلس الأمن القومي جوشوا غيلترز، طالب من المُشرِّعين في بلاده، أن يطلبوا من مسؤولي البنتاغون “القسَم” على أنّهم سوف يحترمون الفائز في انتخابات 21 يناير 2021، وحتى في حال لم يكن الشخص هو ترامب، وهو ما يشي بوجود مخاوف حقيقيّة من حُصول انقلاب على منظومة الحُكم، والانتقال السلمي للسلطة، في حال خسارة ترامب منصبه، وهو ما قد يُشكِّل تهديدًا للولايات المتحدة الأمريكيّة، وعظَمَتها، حيث يحكمها رئيس كان قد دعا إلى “تحرير” ولاياته من حكّامها ترفض قراراته بعودة الحياة في ظل كورونا، وهو أقرب إلى دعوةٍ صريحة لإشعال حرب أهليّة، لم يسبق لها مثيل في تاريخ أمريكا مُنذ الحرب الأهليّة فيها. خالد الجيوسي

زر الذهاب إلى الأعلى