شوارع طرابلس وصيدا تتحوّل إلى ساحات معارك

عمان1:حوّلت المواجهات العنيفة الليلية في طرابلس وصيدا شوارع المدينتين إلى ساحات معارك حقيقية بين المحتجين الغاضبين على المصارف وارتفاع سعر الدولار، وبين الجيش اللبناني الذي يحاول يائساً حماية عدد من هذه المصارف من التكسير والحرق، لينال نصيبه من الحجارة والقنابل الحارقة التي يلقيها المتظاهرون على آلياته وعناصره، ما استدعى صدور مواقف روحية وسياسية مندّدة بالتعرّض للجيش ومستنكرة ما يجري من أعمال تخريب.
وطرح البعض علامات استفهام حول مدى عفوية هذه التحركات الاحتجاجية وخصوصاً ما يرافقها من استهداف للجيش، الذي يُضطر للرد من خلال اعتقال القائمين بأعمال الشغب.
وكما في طرابلس وصيدا كذلك في البقاع، حيث حاصر متظاهرون منزل نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي في جب جنين، ورشقوه بوابل من الحجارة وعبوات المولوتوف الحارقة المصنّعة يدوياً.
وبعد ساعات طويلة من التوتر ليل الأربعاء الخميس في شوارع طرابلس والبداوي وصيدا، عاد الهدوء نهاراً وعمد أصحاب بعض المصارف المتضررة إلى إزالة الأضرار التي لحقت بها، في وقت اقتصر فتح أبواب المصارف على عدد قليل إفساحاً في المجال أمام المواطنين لقبض رواتبهم وإنجاز معاملاتهم.
في غضون ذلك، قطع محتجون مسلكي اوتوستراد طرابلس – بيروت الدولي عند جسر البالما بالعوائق والحجارة احتجاجاً على توقيف شبّان خلال التظاهرات.
وفي المتن، انطلقت مسيرات سيّارة للمحتجين من ساحة الحراك في انطلياس تحت شعار «المتن نبض الثورة»، وجابت القرى والبلدات المتنية، وامتدت المواجهات إلى مناطق عديدة.
وفي المواقف من هذه التحركات، أكدت رئيسة «كتلة المستقبل» النائبة بهية الحريري في بيان أنه «على الرغم من أحقية المطالب المعيشية التي يرفعها المحتجون في الشوارع، إلا أن ذلك لا يمكن أن يبرّر او يغطي ما قام به بعض المندسين من أعمال تخريب وتكسير للمرافق المصرفية والعامة، ومن تعرّض بالأذى حتى لعناصر الجيش اللبناني والقوى الأمنية التي تحرص على إبقاء التحركات ضمن طابعها السلمي والحضاري». وقالت «إن ثمة يداً واحدة مجهولة معلومة هي التي تحرّك مثيري الشغب وتدفع بهم بين المتظاهرين السلميين لغايات باتت معروفة».
تزامناً، أقرّت الحكومة اللبنانية «الخطة الإصلاحية الاقتصادية والمالية» مع تعديلين أساسيين: أولاً جعل الـbail in اختيارياً أي ما يتعلق باقتطاع الفوائد من حسابات المودعين، وثانياً إبقاء سعر صرف الليرة ثابتاً بحيث يصبح مع الوقت متحركاً وفقاً للسوق.
ووصف رئيس الجمهورية ميشال عون إقرار الخطة بـ«اليوم التاريخي للبنان لأنه للمرة الأولى تقر خطة اقتصادية – مالية بعدما كاد عدم التخطيط وعدم استشراف المستقبل يوديان بالبلد إلى الخراب».
وتعليقاً قال رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، الخميس، إنه يؤيد إسقاط الحكومة الحالية، «بشكل شنيع»، في حال فشلت في مهامها.
وأضاف في تصريحات إعلامية أن «لبنان يتجه إلى التدهور، والحل الوحيد لإنقاذه هو اللجوء إلى صندوق النقد الدولي وضخ الأموال إلى البلاد».
وحول خطة الإنقاذ الاقتصادي التي صادقت عليها الحكومة قبل ساعات، أعلن الحريري أنه سيدعمها إذا «تضمنت بنودا إيجابية».