بعد ام هارون.. السندباد الكويتي يثير سخرية العراقيين
عمان1:يبدو أنّ الإثارة الكويتيّة، لا تُريد أن تنتهي عند حُدود حياة الفهد، ومُسلسلها الخليجي التطبيعي “أم هارون”، المرفوض شعبيّاً من الكويتيين، ليمتد الأمر إلى الفنان الكويتي نبيل شعيل، وها هو الآخر يُغضب العراقيين هذه المرّة، حين نسب أصل “السندباد” إلى الخليج، وهي الشخصيّة التاريخيّة المعروفة بأصلِها العِراقي.
الجدل ثار، حين جرى تداول مقطع من أغنية وطنيّة لشعيل، والتي يقول فيها: “سندباد كان بحّارًا خليجيّاً عظيماً من هُنا، والذين اشتركوا في رحلة الأحلام هم أولادنا، والمجاديف التي شقّت جبال الموت كانت من هُنا”، وهو ما أثار حفظية النشطاء العراقيين، الذين اتّهموه بالتلاعب بالتراث والتاريخ العراقي، ونسب الشخصيّة الشهيرة “سندباد” إلى الخليج، وتحديدًا الكويت.
وفتح الجدل حول الشخصيّة التاريخيّة، جدلاً آخر، حول ما وصفه مغرّدون بجرائم الرئيس العِراقي الراحل صدام حسين، وما فعله بالكويت، حيث لا يتوقّف الأمر على سرقة شخصيّة، أمام ما جرى ما قالوا إنه نهب من قبل الجيش العراقي لمُمتلكات الكويت أثناء دخوله (الغزو) واعتباره “الديرة” مُحافظةً تابعةً للعراق، أمّا نشطاء آخرون فذهبوا إلى القول بأن العراق بات مُتاحاً للجميع، لسرقته، ونهبه، مُنذ احتلاله العام 2003، أمّا ثالثهم فطالب الحُكومة العِراقيّة التدخّل، وطالب بالاعتذار الكويتي.
اللافت أنّ أغنية شعيل، كان قد جرى تقديمها مع شركة “زين” ضمن عمل فنّي وطني للكويت العام 2018، لكن المقطع المأخوذ عن الأغنية الكاملة جرى تداوله حاليّاً بشكلٍ واسع ومُثير على المنصّات الافتراضيّة، وأثار الجدل حول أصل شخصيّة السندباد.
ويقول التأريخ العربي، أنّ شخصيّة سندباد عاشت في بغداد، وارتبط اسمها بالملاحة البحريّة، وتحديدًا في زمن الخليفة العباسي هارون الرشيد 786- 809م، لكن يُختلف حول حقيقة وجوده الحقيقيّة، من عدمها، حيث كان السندباد مذكوراً في قصص ألف ليلة وليلة التي كانت تقصّها شهرزاد على الملك شهريار، ومن هُنا جاء الخلاف حول حقيقة وجوده من عدمها.
وفي أصل الاسم، يعود اسم السندباد للغة الفارسيّة، والتي تعني نهر السند، أو sindh التي تعني زعيم نهر السند، وبحسب هذا التحليل اللغوي فإنّ الشخصيّة قد تكون لا عراقيّة، بل فارسيّة، وهو التاجر الفارسي “سليمان سيراف”، الذي كان يُسافر من بلاد فارس، على طول الطريق إلى جنوب الصين، وهناك من يذهب إلى السندباد كان يُسافر على بحار من مدينة صحار، والذي أبحر من ميناء البصرة في العراق، وهو ما يضع الشخصيّة بين فرضيّة العمانيّة، العراقيّة، والفارسيّة، دون أي ذكر للكويتيّة.
وتعود الأذهان بطبيعة الحال، إلى الفيلم الكرتوني “السندباد”، الذي جرى دبلجته للغة العربيّة، ويعود إنتاجه إلى شركة يابانيّة العام 1975، وكان يتحدّث عن بحّارٍ عربيٍّ من بغداد، يهوى الإبحار والمُغامرات، وقد لعب الفنان عبد المجيد مجذوب صوت دور راوي مُغامرات سندباد، كما أدّت أنطوانيت ملوحي صوت السندباد، وكانت تقول أغنيته المُترجمة للعربيّة: “سندباد.. ما أقواه.. في كُل البلاد تاجرٌ، مُندفعٌ بطلٌ، من بغداد”، وكان إلى جانبه عددٌ من الشخصيّات، مثل علي بابا، الأميرة ياسمينة.
واستحضر عددٌ من المُغرّدين بدورهم، شخصيّات العمل الكرتوني، وبدأوا السخرية من تحويلها لكويتيّة، فألبسوا السندباد الثوب الخليجي الرسمي الشماغ والعقال، وأطلقوا اسم “حصّة” على الأميرة ياسمينة تهكّماً، وسط هُجوم عراقي عنيف على الفنان الكويتي، واتّهامه بسرقة التاريخ، والذي لن يجعل للكويت تراث وحضارة، هذا عدا عن التغريدات التي طالت “أم هارون” وتطبيعها في معرض انتقادهم الحاد الذي طال شعيل، فيما قال مغرّدون حاولوا تهدئة النفوس الافتراضيّة، بأنّ العراق جزء من الخليج، وأنّ شعيل لم يذهب بعيدًا.