إسرائيل تستغل انشغال العالم بـ كورونا لضم أراضي الغور

عمان1:في ظل انشغال العالم بمكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد، تسعى إسرائيل لتنفيذ وضم أراض في الضفة الغربية وغور الأردن.
ويرى مراقبون ان الاتفاق الذي أفضى اواخر الشهر الماضي الى توقيع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس حزب “أزرق أبيض” بيني غانتس، على حكومة طوارئ وطنية، “يدفع بقوة إلى ضم أرض فلسطينية وسط انشغال العالم بالحرب على كورونا، اذ أن مخططات الضم لم تعد تشكل عقبة في وجه الحكومة إلاسرائيلية الجديدة”.
وتم التوصل من خلال حكومة الطوارئ إلى تفاهمات بين الليكود وحزب “أزرق أبيض” على فرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية المحتلة وجميع المستوطنات، وكذلك عدم إجراء أي تعديل على “قانون القومية” الذي يعرف إسرائيل على أنها الوطن القومي للشعب اليهودي حول العالم.
ويقول المحلل السياسي الدكتور زيد النوايسة: بمقدار ما شكلت جائحة كورونا تحديا للعالم جعلت كل بلد يركز على اولويات مكافحة الوباء ومعالجة تداعيات الانتكاسة الاقتصادية، الا أن اليمين المتطرف في اسرائيل وبقيادة نتنياهو استغل هذا الظرف وانشغال العالم به، بالمضي قدما في محاولات التوافق مع بيني غانتس لتشكيل حكومة طوارئ أو حكومة ائتلافية لتجنب محاكمته، ولكن هذا الأمر بانتظار قرار رد المحكمة على الطعون التي قدمت لإفشال مسعى نتنياهو في تشكيل الحكومة والهروب من المحاكمة والا الذهاب للانتخابات الرابعة.
ويضيف، “لكنه في نفس الوقت استمر في الشروع بتنفيذ مخططاته الاستيطانية بإنشاء اربع بؤر استيطانية جديدة في الضفة الغربية وسمح للمستوطنين الاستمرار في الاستيلاء على مناطق شاسعة في منطقة غور الأردن في سياق تنفيذ المخطط النهائي بضم الضفة الغربية وغور الأردن شمال البحر الميت”.
وتابع “ما سبق يأتي في سياق كسب مزيد من الاصوات والدعم من اليمين المتطرف، بما في ذلك محاصرة السلطة الوطنية الفلسطنية واحتجار مخصصاتها من أموال الجمارك والضرائب في وقت بالغ الصعوبة نتيجة جائحة كورونا”.
ويرى النوايسة ان إسرائيل تستغل الجائحة لفرض الأمر الواقع في السيطرة على الأرض استنادا لصفقة القرن التي اعلنت في شباط (مارس) الماضي وبدعم مطلق من ادارة الرئيس ترامب وهي ماضية برسم الخرائط بالاشتراك مع فريق أميركي وكل المؤشرات توحي بأن دولة الاحتلال ستمضي وبشكل أحادي بتنفيذ صفقة القرن مستغلة ظروف كورونا وحالة الضعف العربي وضعف السلطة الفلسطينية التي تواجه تحديات سياسية ومالية جاءت ازمة الكورونا لتعمقها أكثر.
وتفيد أحدث المعلومات المتداولة في الإعلام الإسرائيلي، بأن نتنياهو وغانتس اتفقا على فرض السيادة الإسرائيلية على أراض فلسطينية في الصيف المقبل، إضافة الى فرض الضم الإسرائيلي على غور الأردن وشمال البحر الميت من خلال حوار مع الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي، حيث يدور الحديث عن موعد العاشر من تموز (يوليو) لإعلان الضم.
من جهته، يرى المحلل السياسي الدكتور خالد الشنيكات، انه ومنذ ظهور وباء كورونا في إسرائيل، سعى نتنياهو الى استغلال الوباء جيدا ليخرج من عنق الزجاجة لتحقيق أربعة أهداف، اولها التخلص من أي محاكمة تستهدفه شخصياً بتهم الفساد، وبالتالي البقاء محصن ضد هذه المحاكمات، وبالتالي كان الوباء بمثابة طوق النجاة له شخصياً بقبول غريمه التقليدي غانتس في ائتلاف، وكان هذا التحالف أشبه بضرب من الخيال قبل الفيروس.
ثاني هذه الأهداف بحسب شنيكات، ان “الوباء انقذ نتنياهو من إجراء انتخابات برلمانية رابعة، بعد فشله وفشل اليمين ككل من تحقيق الأغلبية اللازمة لتشكيل حكومة ائتلافية رغم ثلاث انتخابات برلمانية، قدم نتنياهو خلالها الكثير من الوعودات للمجتمع الإسرائيلي، ولليمين والمستوطنين على وجه الخصوص، اما ثالثها فيتمثل بالحفاظ على مكتسبات صفقة القرن التي يعتبر نتنياهو الأب الروحي لها ومهندسها، وحتى بالاتفاق الائتلافي مع غانتش، فإن هذه الصفقة ستبصر النور، وسيشرع بتطبيقها اعتبارا من تموز (يوليو) وآب (اغسطس) القادمين، بعدما كانت تصطدم بفشله على تحقيق الأغلبية البرلمانية اللازمة سواء بشكل مباشر عبر الانتخابات أو عبر عدم قدرته الحصول على الائتلاف اللازم من خصومه التقليديين الذين يتهمونه بالفساد وسوء استخدام السلطة، والآن فإن الجزء الأهم منهم وهو غانتس وحزبه التحقوا به واصبحوا جزءا من مشروعه.
اما رابع الاهداف، فهو “إقصاء القائمة العربية من أي مشاركة في الحكومة سواء بدعم تحالف مناهض لنتنياهو أو عبر المشاركة المباشرة، رغم اعتبارهم القوة الخامسة في الكنيست الإسرائيلي، ويصفهم نتنياهو بداعمي الإرهاب”.
ويضيف، “بهذا الشكل، يمهد نتنياهو الطريق رسميا للبدء بتنفيذ صفقة القرن، حتى اعتداءات المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم لم تعد تحظ بتغطية لأزمة بمقابل اخبار كورونا، فهذه قرية بيتا التي سبقتها قرى اخرى، يحاول المستوطنين الاستيلاء على جبل العرمة قرب نابلس”.
وبالنسبة للعالم العربي، يقول الشنيكات انه كان منشغلا قبل كورونا بأزماته الداخلية وحروبه، والآن أصبح أكثر انشغالا بكورونا، وبسياسات الحظر، وبنظمه الصحية التي هي الأخرى تأثرت بالحروب والأزمات.
ويقول الخبير القانوني الدكتور رياض الصرايرة، إن إسرائيل استغلت انشغال العالم بالحرب على جائحة كورونا وسط مخاوف من توسع انتشاره، لتواصل حربها على الفلسطينيين بالمزيد من النشاطات والمخططات الاستيطانية، حيث تخطط الحكومة الإسرائيلية للاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية شمال مدينة القدس وتعمل على توسيع المستوطنات القائمة في المنطقة، وفرض وقائع جديدة يصعب تغييرها في المستقبل.
وأشار إلى قيام الحكومة الإسرائيلية بداية آذار (مارس) الماضي، بطرح مخطط بناء مستقبلي لتوسيع مستوطنة كوخاف يعقوب الواقعة شمال القدس على مساحات واسعة من الأراضي وبناء نحو 3541 وحدة استيطانية جديدة على الأراضي المحيطة بالمستوطنة والتي تعود لبلدات وقرى كفر عقب، برقة ومخماس، في خطوة من شأنها تقويض التواصل الجغرافي لهذه التجمعات الفلسطينية”.

زر الذهاب إلى الأعلى