بدل الآذان .. مساجد إزمير التركيّة تصدح بأغنية “بيلا تشاو” الإيطاليّة

عمان1:تناقلت منصّات وسائل تواصل اجتماعي تركيّة، مقاطع فيديو، تُظهِر بثّ مآذن المساجد، لأغنية “بيلا تشاو” الشهيرة، عبر مكبّرات الصوت، واللافت في هذا، أنّ جميع مآذن الجوامع في مدينة إزمير قد بثّت الأغنية الإيطاليّة في توقيتٍ واحد، ومُتزامن، وهو ما أثار حفيظة النشطاء الأتراك، مُطالبين بالقبض على المُتسبّب في تلك الحادثة الفريدة.
وعلى إثر الحادثة، أعلن مفتي مدينة إزمير، بدء التّحقيق في بث الأغنية الإيطاليّة عبر المآذن، بدل الآذان، وبحسب البيان الذي صدر عن المفتي، فإنه في تمام الساعة الخامسة مساءً قام مجهولون باختراق نظام الآذان المركزي، وبث الأغنية.
ووفقاً لترجيحات افتراضيّة، فإنه قد يكون قراصنة مسؤولون عن الحادثة، واخترقوا نظام الآذان المُوحّد، وبث الأغنية، وهو مشهد نادر الحُدوث في بلد إسلامي، قد تُستخدم فيه منابر المساجد، لإعلان بيانات انقلابيّة، أو بث حملات توعويّة إلى جانب بث الآذان خمس مرّات في اليوم.
ويطرح مُعلّقون تساؤلات حول أسباب اختيار تلك الأغنية الإيطاليّة، وبثّها في توقيتٍ مُحدّد، ومُتزامن، وهي الأغنية (بيلا تشاو)، التي تعود إلى تراث إيطالي ثوري، وتحديدًا الثوري الفلكلوري في الحرب العالميّة الثانية، ومن إيقاع المُقاومة للحزب الإيطالي الاشتراكي ضد النازيّة، ويكون لافتاً أنّ الأغنية جرى بثّها باللغة التركيّة بدلاً من لغتها الأصليّة الإيطاليّة، وبصوت فرقة “يوروم” الشعبيّة، والتي هي بالأساس فرقة محظورة في البلاد منذ العام 2016، كانت قد توفّت إحدى عضواتها هيلين بوليك (28 عاماً) التي بدأت إضراباً لمدّة 288 يوماً انتهى بوفاتها، واعتراضاً منها على معاملة الحكومة التركيّة السيّئة لأعضاء فرقتها كما تقول، واعتقال آخرين من الفِرقة.
وتعود شهرة الأغنية تحديدًا في الأيّام الحاليّة، إلى المسلسل الإسباني “لاكازا دي بابل”، حيث يحكي قصّة مجموعة لصوص في إطار درامي، تعرّض كل منهم إلى ظروف دفعته للسرقة، لكن بعض شخصيّات ذلك العمل، تسرق من الأغنياء، لتُعطي الفقراء، وهو ما يدفع الكثيرين لتبرير أفعالهم، والتعاطف معهم.
وحاولت المديريّة الدينيّة في إزمير نفي الحادثة، لكن التداول الواسع لمشهد المآذن وهي تبث الأغنية، دفعها إلى التراجع، وإصدار بيان أقرّت فيه بتخريب أشخاص مجهولون لنظام آذاننا المركزي بطريقةٍ غير قانونيّة كما قالت.