أين طار القرض ؟

أين طار القرض؟ / خالد محمد النوباني لا أدعي العلم بالغيب. و لا الضرب بالمندل و لا قراءة الافلاك . و لا القرب من صانع القرار. و لا الإطلاع على أمور لا يعلمها أحد. أنا أتكهن و فقط أتكهن. قال رئيس الوزراء "حصلنا على قرض" و قال وزير المالية "لم نحصل على قرض". و أنا و من باب حسن النية كمواطن صالح أعتبر الإثنين صادقين. فأين طار القرض؟ حتى الآن يجب ان تنتهي المقالة عند هذه الجملة. لكن على المسؤولين المعنيين أن يرونا و بأم أعيننا, هل هناك قرض أم لا. و على المعنيين في الداخل و الخارج من حراك و ناشطين و معارضة (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) أن يتابعوا الموضوع على صفحات البنك الدولي. هل حصل الأردن على قرض و هل هو مشروط في أبواب صرفه – مثل سداد المديونية – أم لا. نحن نعلم ان اموالا كثيرة تذهب للعاملين عليها. و هذه جملة فضفاضة لا تعني شيئا كي لا اسجن او تهان كرامتي اذا كنت اكثر تفصيلا او تحديدا. موضوع هذه المقالة بسيط إنه قرض: واضح. يجب ان نتأكد انه دخل حساباتنا البنكية كحكومة و انه سيذهب الى مخارجه. من المعيب ان تكون اول غزوة من غزوات الحكومة بعد كارثة البحر الميت هو قرض ميت (لا من ثمه و لا من كمه). موظفوا الحكومة لا يستحقون اموال الضرائب التي ندفعها عليهم لكي يترفهوا على حسابنا ليل نهار, و يذهبوا كي يتفاوضوا على قروض بدل المكوث هنا و الإتيان بحلول ابتكارية معرفية غير مسبوقة. من اول غزوة وضعنا ايدينا على قلوبنا أإلى هذا الحد اللعب على المكشوف, يا ناس اصحوا و لدوا حواليكوا. اسألوا الاردن كلها من يشرب من صنبور المياه حتى يقترح البنك الدولي رفع أسعار المياه. أنا أقول للأردنيين و بكل صراحة: ليس هناك أي نوايا لتحسين الأحوال المعيشية للمواطنين, ليس هناك اي نوايا حسنة لسداد القروض, ليس هناك اي نوايا حسنة للعدالة للمجني عليهم في جريمة البحر الميت, لا يوجد اي نية لرفع جثتنا عن أعتاب التسول على عتبات أبواب الخليج حتى لو ما أعطينا أي شيء و انقطعت آمالنا من هناك. البعد عن الخليج بالنسبة لنا ضياع, ضياع, ضياع. رددوها قدر ما تشاؤون فلن تبلغوا عشر معشار الضياع, لأن عندهم الثروة و الآخرون عندهم الثورة. نحن ننتمي اليهم و ليس لغيرهم.

زر الذهاب إلى الأعلى